حذّر الرئيس حافظ الأسد من "حروب تطول بلداناً عدة بصورة مباشرة وغير مباشرة" اذا "لم يحصل شيء" في اطار عملية السلام في الشرق الاوسط، مشدداً على ان عدم توافر العدل والحق في اي حل سلمي يعني انه "ستكون امامنا مساحات واسعة لحروب مقبلة". وقال انه ما دام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على موقفه "ولا يعترف بالقواعد التي وضعت في عملية السلام ويريد ان يأخذ الارض ويتوسع فيها لن يكون هناك سلام". واضاف ان العالم "لن يخضع لشخص لا يعترف بأي مقاييس ونحن دفعنا السلام ووصلنا الى حدّ، ونحن متوقفون عند هذا الحدّ الآن"، اذ لا يمكن "لسورية ان تقدم ارضاً لمن اغتصب أرضها". وكان الرئيس السوري يتحدث، عشية وصوله الى بارس في زيارة دولة تستمر يومين، الى القناة الاولى التلفزيونية الفرنسية التي بثت مساء امس ثماني دقائق من حديث طويل اجراه الصحافي الفرنسي المعروف باتريك بوافر دارفور والزميلة ناهدة نكد راجع ص 6. ونفى الأسد أن يكون يُعد نجله الدكتور بشار لخلافته. وقال ان "هذه التوقعات والمقولات ربما تكون ناتجة عن كونه نشيطاً، ومحبوباً. ونحن دستورنا لا ينص على أن القرابة تعطي حق الخلافة. فهو كما قلت محترم في البلد ولم يقل لي شيئا عن هذا الأمر". وعن جنوبلبنان، قال الأسد أن القرار الدولي الرقم 425 لا يتضمّن أي شروط وأن اسرائيل دخلت لبنان من تلقاء نفسها وما عليها سوى الخروج بالطريقة نفسها وأن سورية تؤيد تطبيق القرار انما من دون تحميله اشياء غير موجودة فيه. واضاف: "على كل حال، ان هذا الموضوع يجب ان يكون مع الجهات اللبنانية ونحن نعتبر اننا شعب واحد ولكن في بلدين. يعني ان الدولة اللبنانية قائمة الآن وفي ما بعد". وعلى صعيد برنامج الزيارة يستقبل شيراك الرئيس السوري لدى وصوله الى مطار اورلي، ثم ينتقل مع الوفد المرافق له الى قصر الضيافة "مارينيي". ويعقد الجانبان جلسة محادثات في قصر الاليزيه في حضور وزيري خارجية البلدين السوري فاروق الشرع والفرنسي هوبير فيدرين، يتخللها لقاء منفرد بين الرئيسين. ويقيم شيراك مساء مأدبة عشاء تكريماً للاسد، دعي اليها رئيس الحكومة ليونيل جوسبان والنظراء الفرنسيون للوفد الوزاري السوري، ورؤساء حكومات فرنسيون سابقون منهم آلان جوبيه ووزراء خارجية سابقون. ويعود الرئيسان الى الاجتماع مجدداً غداً، ثم يعقد الرئيس السوري جلسة محادثات مع جوسبان تسبق الغداء الذي يقيمه الاخير على شرفه. وينتقل الاسد بعد ذلك الى معهد العالم العربي ويلتقي مساء عدداً محدوداً من الصحافيين بدعوة من الجانب السوري، ويغادر العاصمة الفرنسية صباح السبت.