استؤنفت، امس، وللمرة الأولى بعد توقف دام تسعة اشهر، زيارات اهالي المعتقلين في سجن الخيام لأبنائهم برعاية اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وكانت القوات الاسرائيلية اوقفت الزيارات في شكل مفاجئ رداً على عملية انصارية التي قتل فيها 12 جندياً اسرائىلياً في ايلول سبتمبر الماضي. وعبرت الحافلة التي تقل الأمهات معبر كفرتبنيت في اتجاه سجن الخيام وعادت بهن بعد الظهر وبينهن والدات: سهى بشارة وماهر ناجي وعلي حجازي وسمير قاسم ومصطفى عربية وسمير حجازي وسليمان رمضان وكرم مصطفى وتيسير شعبان ونجيب ترمس ومحمد شعار ونمر غدّار ونعمة دقدوق ومحمد ترمس. وأكدت والدة بشارة، التي بدت شديدة التأثر، "ان سهى 31 عاماً في صحة جيدة ومعنوياتها عالية". وتحت شعار "الحرية للرهائن اللبنانيين والعرب المحتجزين في السجون الاسرائيلية"، عقدت امس ندوة 14 تموز يوليو العربية والدولية في دار نقابة الصحافة اللبنانية، بتنظيم من لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين، في حضور عدد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية المحلية والعربية والدولية. وألقى كلمة وزير الخارجية فارس بويز السفير سمير خوري في مستهل المؤتمر مشدداً على "اهمية إيلاء قضية المعتقلين في السجون الاسرائيلية الاهتمام اللازم"، ومنتقداً "انتهاكات اسرائيل اتفاقات حقوق الانسان في اعتمادها وسائل تعذيب وحشية واحتجازها المعتقلين رهائن حرب من دون محاكمة"، وكاشفاً عن مساعي الوزارة والبعثات اللبنانية لدى المنظمات العربية والدولية لتحرير المعتقلين، ومشيراً الى "ان اسرائيل تروّج للإنسحاب وتكثّف في الوقت نفسه عمليات خطف المدنيين اللبنانيين". وأبدى قلق الوزارة على مصير المعتقلين قائلاً "بحسب المعلومات المتوافرة لدينا هناك 167 أسيراً بينهم 125 في معتقل الخيام و42 داخل اسرائىل، وأحوالهم تقلق الحكومة اللبنانية والشعب، خصوصاً في ظل ما تأكد لنا من معلومات عن تعرضهم لمعاملة غير انسانية وخضوعهم لمختلف انواع التعذيب على أيدي قوات الإحتلال الإسرائيلي والميليشيات التابعة لها مما يتعارض مع اتفاق جنيف الرابع للعام 1949 والبروتوكول الأول التابع له". واعتبر ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد العودات ان قرار المحكمة الاسرائيلية العليا السماح للسلطات الاسرائيلية بالإبقاء على المسجونين رهائن وورقة للمساومة "انتهاك صارخ لمعاهدة جنيف ولكل المبادئ الإنسانية ومخالفة للقوانين الدولية التي تحظر احتجاز الرهائن وخطفهم في مقابل الإفراج عن رهائن آخرين". ودعا المجتمع الدولي الى "اتخاذ كل الإجراءات مع سلطات الاحتلال للإطلاق الفوري لكل الأسرى والمخطوفين وإجراء التحقيقات التي تفرضها الاتفاقات الدولية عن المعتقلين اللبنانيين الذين توفّوا في السجون الاسرائيلية ودفع التعويضات اللازمة للمتضررين وفقاً للقوانين الدولية". وعرض رئيس منظمة العفو الدولية في تونس المحامي الهاشمي جسّام "تحرّك المنظمة على الصعيدين العربي والدولي لدعم قضية المعتقلين". وألقيت كلمات للأمانة العامة للمنظمة العربية لحقوق الانسان واتحاد الشباب العربي ونقيب المحامين في بيروت انطوان قليموس والأمين العام للجنة المتابعة محمد صفا الذي اكد "ان الافراج عن الرهائن المحتجزين يجب ان يكون في معزل عن عمليات التبادل والمقايضة". وقدّم الدكتور فادي مغيزل والسفيران ادوار غرّة وفوزي صلّوخ وأمين سرّ الجمعية اللبنانية للطب النفسي الدكتور جمال حافظ مداخلات. وفي مؤتمر صحافي امس، طالب الوزير السابق إدمون رزق الدولة بدخول جزين، موضحاً ان لا احد فيها يرفض وجودها او ينتقص من صلاحيات اجهزتها، ومنتقداً عدم اقدامها على هذه الخطوة. وقال ان "وجود جيش لبنان الجنوبي الموالي لإسرائيل هو نتيجة غياب الدولة وليس سبباً لغيابها".