ابلغ المبعوث الاوروبي الى الشرق الاوسط السفير ميغيل انخيل موراتينوس "الحياة" عن ان النداء المصري-الفرنسي الذي وجهه الرئيسان حسني مبارك جاك شيراك وأدى الى فكرة عقد مؤتمر لانقاذ السلام هو حالياً موضوع درس بين فرنسا ومصر والشركاء الاوروبيين "لوضع أرضية مشتركة لانقاذ العملية السلمية". وغادر موراتينوس العاصمة الفرنسية، امس، بعد زيارة التقى خلالها رئيس الحكومة الفرنسي ليونيل جوسبان ومستشاري الرئيس الفرنسي السفراء جان دافيد ليفيت وبرنار ايمييه وبحث معهما الفكرة الاوروبية لعقد "مؤتمر دولي يشكّل ديناميكية جديدة لاخراج العملية السلمية في الشرق الاوسط من جمودها". وقال انه ناقش مع المسؤولين الفرنسيين بعض الافكار بشأن هذا المؤتمر أدّت الى تحديد ما ينبغي تفاديه في اطار المؤتمر، موضحاً أن مؤتمر انقاذ السلام "ينبغي ألا يكون بمثابة مراجعة لمؤتمر مدريد، أو اعادة نظر في اتفاقات مدريد واوسلو"، وأن في الامكان الاستفادة من الأفكار الاميركية المطروحة "ودمج المسارين السوري واللبناني في اطارها، انطلاقاً من مضمون الاتفاقات القائمة وما تم التوصل اليه في محادثات واي بلانتيشن". وشدد موراتينوس على انه ينبغي "عدم المساس بجوهر الاتفاقات القائمة وإنما تعديل النهج المتّبع، لإرساء ديناميكية جديدة"، مؤكداً أن الاوروبيين يعملون على ذلك، وهناك نقاشات تدور بهذا الشأن على صعيد الهيئات الاوروبية. واضاف أنه بانتظار ان تسفر المساعي الاميركية عن نتائج "فإننا نفكر في كيفية حمل اسرائيل على الالتزام بهذه المرحلة الجديدة من المفاوضات". ورأى موراتينوس أن أي مؤتمر جدّي يدور في مرحلة اولى في غياب الاطراف المعنية، التي ستنضّم اليه في مرحلة ثانية. وشدّد على اهمية المشاركة الاميركية الكاملة، لأننا "سنتمكن معاً من اقناع اسرائيل بضرورة التحرك". وتوقع موراتينوس الذي دُعي الى العشاء الرسمي الذي يقيمه الرئيس جاك شيراك في 16 تموزيوليو الحالي تكريماً للرئيس السوري حافظ الاسد، أن يكون هذا الموضوع مطروحاً في محادثات الرئيسين. واعتبر أن أهمية زيارة الأسد لفرنسا تكمن في انها "اشراك" لاوروبا في اعادة تحريك المسارين السوري-الاسرائيلي واللبناني-الاسرائيلي وأن الديبلوماسية الفرنسية والادارة الاميركية وهو نفسه موراتينوس يعملون على احياء المفاوضات بين سورية واسرائيل. وعلى رغم أنه لا يتوقع ان تؤدي زيارة الاسد الى أي "اعلان بارز" إلا انه لفت الى ان "بحثاً في العمق في شروط استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية" سيتخللها. واوضح ان الهدف من البحث المعمق الذي تقوم به فرنسا واوروبا، هو "ان يتضح لسورية ان الهدف من مؤتمر انقاذ السلام ليس تغيير مضمون قرارات مدريد وهذا ما قد أبلغ الى السوريين". وبالنسبة الى القرار 425، رأى موراتينوس أنه "يجب ان يطبّق من دون أي شروط وينبغي ان يدرج ضمن عملية تفاوض شاملة بين لبنان وسورية واسرائيل، وأن الشروط الامنية يمكن ان تبحث جانبياً شرط ان يكون التفاوض شاملاً". وكرر ان "الحل العملي والفعال يقضي بربط القرار 425 بالحل الشامل"، لأنه "اذا كانت اسرائيل تريد مفاوضات امنية، فعليها ان تشارك في مفاوضات دبيلوماسية شاملة تبحث خلالها كل المواضيع المتعلقة بالمسارين السوري واللبناني".