واغادوغو، اديس ابابا، المنامة، طهران، بون، طرابلس، نيروبي، زالامبسا على الحدود الاثيوبية - الاريترية - أ ف ب، رويترز، ق ن ا - حض الرئيس الاميركي بيل كلينتون اثيوبيا واريتريا على وقف القتال بينهما، في اتصال هاتفي اجراه مع كل من الرئيسين الاثيوبي نيغاسو جيدادا والاريتري اساياس افورقي. وقال مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي ساندي بيرغر للصحافيين أمس ان كلينتون اجرى الاتصالين الاحد، لكنه لم يعط تفاصيل. وفيما أعلنت اريتريا امس انها مستعدة لمفاوضات مباشرة مع اثيوبيا في حضور وسطاء رفيعي المستوى، برز اتجاه في القمة الافريقية التي بدأت اعمالها امس في واغادوغو لمطالبة اسمرا واديس ابابا باعتماد الوساطة الاميركية - الرواندية لحل النزاع. وأفادت "وكالة الانباء الاريترية" أمس ان عرض المفاوضات المباشرة جاء في رسالة وجهتها اريتريا الى قمة منظمة الوحدة الافريقية المنعقدة في واغادوغو. وأوضحت ان اريتريا تطالب بپ"نزع سلاح" المنطقة الحدودية مع اثيوبيا مما سيتيح وضع حد دائم للنزاع. وأعرب رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الذي يتولى حالىاً رئاسة منظمة الوحدة الافريقية عن "ألمه وحزنه لرؤية البلدين الشقيقين اثيوبيا واريتريا يتقاتلان". وصرح الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم بأن النزاع يشكل "صدمة ونكسة كبيرة". ودعا الرئيس عمر البشير جارتي السودان الى انهاء نزاعهما. وأوضح مساعد الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية احمد حجاج في واغادوغو أمس انه تم الاتفاق على عدم زيادة الوسطاء والمبادرات بين اثيوبيا واريتريا وقصرها على الولاياتالمتحدة ورواندا ورئيس جيبوتي الرئيس الحالي للهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد. وقال حجاج ان المطروح هو مبادرة أميركية - رواندية وان الاتصال مع طرفي النزاع يتم على هذا الاساس. ونفى رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي أمس قبوله مبادرة ليبية لانهاء الحرب. وقال ان بلاده ترحب بكل مبادرات السلام الا انه يعتقد ان من الافضل قبول مبادرة السلام التي قدمتها الولاياتالمتحدة ورواندا ووافقت عليها اثيوبيا مبدئياً. وقال مسؤول اثيوبي لوكالة "فرانس برس" ان تعدد الوساطات في النزاع بين اثيوبيا واريتريا قد يعوق التوصل الى تسوية سلمية لهذا النزاع. واضاف ان بلاده "تلتزم حتى الآن خطة سلام من اربع نقاط اقترحتها الولاياتالمتحدة ورواندا واقرتها منظمة الوحدة الافريقية". وكان التلفزيون الليبي بث اول من امس ان اسمرا واديس ابابا وافقتا على خطة سلام وضعها "تجمع دول الساحل والصحراء" الذي ترأسه ليبيا. على صعيد الوضع العسكري اكد شهود أمس ان القوات الاريترية لا تزال تسيطر على زالامبسا الحدودية التي اعلنت اثيوبيا استعادتها اول من امس. وقال صحافيون من وكالة "رويترز" رافقوا القوات الاريترية لمسافة 20 كيلومتراً داخل الاراضي الاثيوبية أمس، انهم مروا في زلامبسا التي تقيم القوات الاريترية تعزيزات اضافية فيها حالىاً. واوضحوا انهم شاهدوا جثثاً متحللة لأثيوبيين قتلوا الثلثاء الماضي في المعركة التي ادت الى سيطرة الاريتريين على المدينة. ونقلوا عن الجنود الاريتريين ان "دفن جثث الاعداء" ليس من مسؤوليتهم. وشوهدت خمس دبابات اريترية تتمركز عند مداخل المدينة الى جانب المدفعية المضادة للطائرات. وكانت الصحف الاثيوبية نشرت الاحد ان الجيش الاثيوبي استعاد المدينة من محتليها الاريتريين. وصرح مصدر ديبلوماسي غربي في أديس أبابا بأن الجيش الاثيوبي اجلى سكان مدينة بورييه الاثيوبية القريبة من الحدود التي تبعد 75 كيلومتراً عن ميناء عصب الاريتري. وأكد خبير اجنبي ان الجيشين الاثيوبي والاريتري حشدا اعداداً كبيرة من القوات والعتاد على جانبي الحدود، وأوضح ان "تعزيز القوات لم يتوقف منذ اسبوع". وتقع بورييه على بعد 6 كيلومترات من الحدود في الطرف الشمالي الشرقي من اثيوبيا. وأكد الخبير ان الجيشين يراقبان بعضهما بعضاً عبر المنطقة الفاصلة بين بورييه والحدود. وكان ميناء عصب يشكل المنفذ الاثيوبي الوحيد الى البحر الى ان اعلنت اريتريا استقلالها في العام 1993. واستمرت اثيوبيا في استيراد الجزء الاكبر من وارداتها عبر عصب الى ان بدأ النزاع الحدودي بين البلدين.