أسمرا - أ ب - استقل محاربون قدامى، من الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا التي قاتلت ضد اثيوبيا مدة 30 عاماً، شاحنات امس وتوجهوا الى مناطق حدودية متنازع عليها، فيما صعّد البلدان حدة معركتهما اللفظية. وتجمع آلاف من الموظفين الحكوميين واصحاب المتاجر وسائقي التاكسي في وقت مبكر صباحاً في ملعب كرة القدم في اسمرا وأربعة مواقع اخرى في العاصمة استعداداً لنقلهم الى المناطق المتنازع عليها في غرب اريتريا، بمحاذاة الحدود الشماليةالشرقيةلاثيوبيا. واطلقت نساء يرتدين الازياء القطنية البيضاء التقليدية الزغاريد والقوا الفشار بوب كورن على اقربائهن وهم يستعدون للرحيل. وعلى رغم ان اي ارقام لم تُعلن، فان المصادر العسكرية تقول ان ما لا يقل عن 200 الف اريتري، من ضمنهم الجيش النظامي وقدامى المحاربين والشباب الذين يؤدون الخدمة العسكرية الاجبارية، جرت تعبئتهم منذ ان تحدثت اثيوبيا علناً عن النزاع الحدودي قبل اسبوعين. ويبلغ عدد سكان اريتريا 67،3 ملايين نسمة في مقابل 57 مليوناً في اثيوبيا. وقبل سبع سنوات، توحدت قوات الثوار الاريترية والاثيوبيين لتطيح الحكم العسكري في اثيوبيا الذي استمر 17 عاماً. وبعد ذلك بسنتين نالت اريتريا استقلالها. وقال الرئىس الاثيوبي نيغاسو غيدادا ليل اول من امس، في خطاب القاه لمناسبة الذكرى السابعة لدحر النظام العسكري، انه ينبغي لاثيوبيا واريتريا ان يكونا آخر بلدين يلجآن الى الحرب لحل اي مشاكل عالقة. لكن حزب "الجبهة الديموقراطية الثورية لشعب اثيوبيا" الحاكم حذر من انه سيجري اللجوء الى استخدام القوة اذا لم تنسحب اريتريا من الاراضي الاثيوبية المحتلة. وقال الحزب ان "الباب سيبقى مفتوحاً لحل الازمة سلماً، لكن مع كل يوم يمر ... نُضطر الى اللجوء الى البديل الاخر الوحيد، استخدام القوة، لحماية سيادتنا ووحدة اراضينا". وتقول اثيوبيا ان اريتريا تحتل، بشكل غير مشروع، منطقة مساحتها 400 كيلومتر مربع تُعرف بمثلث ييغرا في شمال غربي اثيوبيا. وترد اريتريا بأن الحدود التي رسمت ايام الاستعمار الايطالي لا تزال ملزمة. وخاضت اريتريا خلال السنوات الخمس الماضية نزاعات حدودية مع السودان وجيبوتي. كما تخوض نزاعاً مع اليمن على السيادة على جزر حنيش في البحر الاحمر، ومن المتوقع ان تبت محكمة العدل الدولية في هذا النزاع في تموز يوليو المقبل. ودعت اريتريا الى مساعدة خارجية للتوسط في حل المشاكل الحدودية. وتقول اثيوبيا انها لن تتفاوض قبل ان تنسحب اريتريا من اراضيها. واجرى مسؤولون من الولاياتالمتحدة ورواندا وجيبوتي، بالاضافة الى منظمة الوحدة الافريقية، محادثات في اسمرا والعاصمة الاثيوبية اديس ابابا. وقالت اذاعة "صوت الحقيقة"، الناطقة باسم "منظمة الجهاد الاسلامي الاريترية" المعارضة والتي تبث من السودان، امس انها ستدعم اريتريا في اي قتال ضد اثيوبيا. ودعت "جبهة تحرير اورومو" الاثيوبية المحظورة الاثيوبيين في بيان بثته عبر شبكة "انترنت" الى ان "ينأوا بانفسهم عن هذا النزاع الذي لا يحقق اي تغيير اقتصادي او سياسي ايجابي في نمط حياتهم". ويقول بعض المحللين ان مسائل اقتصادية تكمن في جوهر النزاع. فعندما توقفت اريتريا العام الماضي عن استخدام "البر" الاثيوبي كعملة محلية واستبدلته ب "النقفة"، ردت اثيوبيا بالمطالبة باستخدام الدولار في كل المبادلات التجارية عبر الحدود. وكانت اثيوبيا فقدت منافذها على البحر الاحمر عند حصول اريتريا على استقلالها وتحولت الى ميناء جيبوتي على خليج عدن لمعظم استيراداتها وصادراتها. ويذهب ما لا يقل عن نصف صادرات اريتريا من الغذاء والماشية والملح والمنتجات الصناعية الاولية الى اثيوبيا.