فشلت وساطة منظمة الوحدة الافريقية في ايجاد حل للنزاع الاثيوبي - الاريتري، واعلن الامين العام للمنظمة سالم احمد سالم في اديس ابابا امس ان اريتريا رفضت اعتبار الخطة الاميركية - الرواندية التي تبنتها المنظمة اساساً لمعالجة الخلاف. ووصف الرئيس الاريتري اساياس افورقي الخطة بأنها "ميتة"، واكد ان بلاده تخضع لحظر جوي اثيوبي فعلي مهدداً باتخاذ اجراءات لحماية "السيادة الاريترية". وتبادلت المدفعية الاثيوبية والاريترية القصف المدفعي أمس على جبهة زلامبسا الحدودية بعد توقف استمر اسبوعاً. وأكد احد كبار موظفي وزارة الخارجية الاثيوبية ان قصفاً متبادلا بالمدفعية والرشاشات جرى أمس بين الجنود الاثيوبيين والاريتريين على هذه الجبهة الشمالىة. واوضح ان المواجهات القصيرة لم تسفر عن وقوع ضحايا او اضرار فى الجانب الاثيوبي. وأكد شاهد في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" من اسمرا ان المدفعية الاثيوبية قصفت مواقع اريترية على جبهة زلامبسا. وأضاف ان مواقع قريبة من المدينة التي تحتلها القوات الاريترية منذ العاشر من حزيران يونيو الجاري تعرضت للقصف من المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ. واوضح ان القوات الاريترية ردت على النار. وكانت القوات الاثيوبية انسحبت الى مسافة ستة كيلومترات من المدينة. وتراوح المسافة بين مواقع الجيشين بين 300 وألف متر. وكان الوضع شديد التوتر في المدينة التي هجرها جميع سكانها. وقال الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية، الذي شارك في وفد المنظمة الذي ضم ثلاثة رؤساء افارقة للصحافيين ان "الوفد لم يتمكن من احراز تقدم في هذه المرحلة بالنسبة الى توصيات الوسطاء" الاميركيين والروانديين. ويضم الوفد رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري الذي يتولى حالىا رئاسة منظمة الوحدة الافريقية ورئيسي رواندا باستور بيزيمونغو وزيمبابوي روبرت موغابي ووزير خارجية جيبوتي محمد موسى شهم الى جانب سالم. واوضح المسؤول الافريقي ان اريتريا رفضت خطة السلام الاميركية - الرواندية التي تتألف من اربع نقاط خلال محادثات اجراها الوفد في اسمرا الخميس. وعقد الوفد اجتماعات للمرة الثانية مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي في اديس أبابا. وأضاف سالم: "اكد الجانب الاثيوبي مجددا موافقته على اقتراحات الوسطاء". واتهم الرئيس الاريتري اساياس افورقي اثيوبيا في مؤتمر صحافي أمس بانتهاك اتفاق على وقف الغارات الجوية توسطت فيه الولاياتالمتحدة بفرضها حظراً عملياً على رحلات الطيران التجاري الى العاصمة الاريترية. وقال: "هذا يعني حصارا فعلىا. سنتخذ الاجراءات الكفيلة بحماية سيادتنا الوطنية". وتابع "نرغب في وقف تصاعد الصراع لكن للاسف فان وزارة الخارجية الاثيوبية اوضحت انها غير ملتزمة اتفاق حظر الغارات الجوية". حرب مع "التيغراي" وكشف افورقي انه اطلع اعضاء الوفد الافريقي على "معلومات جديدة عن طبيعة الصراع" بين البلدين، وبينها رسالة شخصية بعث بها الى زيناوي يطلب فيها حسم موضوع النزاع الحدودي. وزاد ان "البعض في اثيوبيا يراودهم حلم امبراطورية التيغراي الكبرى" وان "الصراع الحالى لا يخص كل القوميات الاثيوبية". وينتمي زيناوي الى قومية التيغراي التي تعيش في منطقة الحدود بين البلدين والتي تعرضت عاصمتها مكلي ومواقع عدة فيها للهجوم الاريتري. وقال افورقي ان "الحرب خيار تافه ومن يتحدث عن الحرب يلجأ الى الخداع ومن يحاول تضخيم هذه المسألة واعطاءها حجماً اكبر او يهدد بشن هجمات جوية يمارس الخداع. نريد ان نبقى في وضع دفاعي ولا نريد زيادة خطورة الوضع"، مؤكدا انه "لن تكون هناك ابدا ام معارك" بين اريتريا واثيوبيا، ملمحاً بذلك الى التعلىقات الاثيوبية التي قارنته بالرئيس العراقي صدام حسين. واعتبر افورقي ان خطة السلام الاميركية - الرواندية في النزاع بين اسمرا واديس ابابا "ماتت". واكد مصدر قريب من وفد الوساطة الافريقية ان الرئيس الاريتري يأمل بأن تعد منظمة الوحدة الافريقية مبادرة جديدة للسلام. وقال زيناوى رداً على اسئلة الصحافيين عما اذا كان رفض افورقى الوساطة الافريقية بمثابة اعلان حرب جديد على اثيوبيا "يمكن طرح هذا السؤال على الرئيس الاريتري". جيبوتي من جهة أخرى، قالت مصادر جيبوتية مطلعة لپ"الحياة" في اديس ابابا ان وفدا رفيع المستوى من جيبوتى يقوده رئيس ديوان الرئاسة مسؤول الامن والدفاع عمر جيلي سيصل الىوم الى اديس ابابا لاجراء محادثات تتناول "توسيع دائرة التعاون فى المجالات كافة وخصوصا فى استخدام اثيوبيا الموانئ الجيبوتية". وكانت اثيوبيا حولت حركة تجارتها الخارجية الى الموانئ الجيبوتية بعد اندلاع الازمة مع اريتريا، اذ كانت تستخدم ميناء عصب الاريتري في الماضي. وتعتبر جيبوتي ان النزاع بين جارتيها يعرض امنها للخطر، ونشرت قوات على حدودها مع البلدين عندما اشتعل النزاع الحدودي