سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واعداً بكشف تفاصيل عن عملية أنصارية اثناء تشييع شهداء "حزب الله" العائدين . نصرالله : مفاوضة الحكومة اللبنانية على التبادل ربح للحزب . حريصون على الأسرى لدينا وجاهزون لأي تبادل مستقبلي
اعتبر الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان الاستقبال الرسمي الذي اعد لشهداء المقاومة وحمل جنود الجيش اللبناني لنعوش المقاومين وعزف نشيد الموت وأداء تحية السلاح، انه امر "بالغ الدلالة يجب ان يفهمه اللبنانيون والعدو والعالم كله لأن أميركا واسرائيل تريدان ان تكون الجيوش العربية دائماً وأبداً حامية لإسرائيل وحارسة لحدود كيانها المصطنع". كلام نصرالله جاء خلال حفل التأبين الاضخم الذي اقامه الحزب لشهدائه العائدين من اسرائيل في اطار عملية التبادل لأشلاء الجنود الاسرائيليين برفات شهداء المقاومة والاسرى في سجون الاحتلال، وذلك في ملعب الراية الرياضي في الضاحية الجنوبية لبيروت وحضره عشرات ألوف المشيعين تقدمهم رئيس الحكومة السابق سليم الحص ونواب وشخصيات رسمية ودينية وعسكرية وديبلوماسية. وخصص السيد نصرالله الذي بدا متماسكاً امام النعوش التي يضم احدها جثمان ولده هادي، جزءاً من كلمته للدعوة الى الترفع عن الحساسيات التي خلفتها الانتخابات البلدية والاختيارية، معتبراً ان تولي الحكومة بشخص رئيسها رفيق الحريري عملية التبادل هو ربح كبير ل"حزب الله" وانتصار كبير لمنطق المقاومة في لبنان. وألقى نصرالله كلمة قال فيها ان "استعادة الشهداء وعدد كبير من المعتقلين انتصار كبير للبنان ولنا جميعاً". اضاف "اضطر العدو ان يتنازل عن قواعده وضوابطه، وقَبِل ان يبادل بهذا العدد الكبير من الاسرى والشهداء، بأشلاء من جنوده". وأشار الى قول بعض الاسرائيليين "لحكومتهم وهم ينتقدون هذا التراجع، ان هذا الامر يؤدي الى الا يقيم المقاومون في لبنان اي اعتبار لأرواح الجنود الاسرائيليين، ويعرض هؤلاء الجنود للقتل، عندما يؤسر الجنود الاسرائيليين، طالما انهم قادرون على استعادة اسرى مقابل جثة، وأود هنا ان اطمئن هؤلاء الاعداء، ان وقوع اي اسير من جنودكم في ايدينا لن يعرضه لأي خطر من هذا النوع، سنكون حريصين على روحه وحياته كأمه وأبيه، لأن هذا هو ديننا وأخلاقنا، وثانياً لأننا ندرك ايضاً قيمة الاسير لأنه المفتاح لاستعادة اسرانا من سجون الاحتلال". وأكد انه "ما كان لهذا الانجاز ان يتحقق لولا سواعد عناصر المقاومة الاسلامية، الذين صنعوا النصر في بلدة أنصارية قبل عشرة اشهر. لا يجوز ان ننسى هؤلاء الذين سهروا عشرات الليالي، وأسقطوا مؤامرة العدو، هؤلاء الذين قاتلو لساعات طويلة تحت الطائرات المروحية وإطلاق النار الغزير، ان هؤلاء الذين سهروا الليل كله تلك الليلة، وهزموا العدو، انهم اصحاب الفضل الوحيد الذي مكّن لبنان وأصدقاء لبنان هذه الامكانية وان تتابع بالجهد الديبلوماسي لإنجاز عملية التبادل". وأضاف "أنصارية التي صنعها المجاهدون، كانت وما زالت لغزاً امنياً وعسكرياً يحير العدو، وسيبقى يعيش في حيرة اللغز حتى يأتي اليوم المناسب الذي تعلن فيه المقاومة الاسلامية الحقائق المذهلة وتكشف فيه الاسرار التي تعرفها وحدها دون سواها. لتثبت المقاومة الاسلامية للعدو كيف هزمت اجهزة موساده ونخبة النخبة في قواته المسلحة". وحيّا نصرالله الامامين الخميني وخامنئي والرئيس الايراني خاتمي والرئيس السوري حافظ الاسد. وأضاف "لقد وقف لبنان الشعبي والرسمي يستقبل الشهداء ولعلها المرة الاولى في تاريخ الصراع مع اسرائيل التي يتحقق فيها استقبال رسمي وشعبي من هذا النوع في لبنان مقدراً عالياً للموقف الرسمي والشعبي". وقال "في التبادل الماضي عندما كنا نخطب في حضرة الشهداء انتقدنا الحكومة والدولة وعتبنا عليهم بشدة لأنهم كانوا غائبين. واليوم اذ حضروا نقدر لهم عالياً هذا الحضور والاهتمام والمواكبة. ان هذا الموقف يؤكد ان لبنان كله شعبه ومقاومته وطوائفه وقواه ودولته وجيشه، ان لبنان كله مقاومة يحتضنها ويدعمها ويشد على ايديها، هنا تكمن قوة لبنان الحقيقية كما ظهرت في وحدته ايام مواجهة العدو في حرب تموز يوليو 1993 وفي حرب نيسان أبريل 1996". وأضاف ان "مصدر القوة هذا يجب ان ندّعمه وان نقويه مهما اختلفنا في السياسات والتفاصيل والتقييم الشخصي لهذا او ذاك والمشاريع والخلفيات، ان هذه نقطة قوة رئيسية في لبنان يجب ان نعززها ونحافظ عليها في مواجهة كل التحديات". وتابع "ان يحمل ضباط الجيش اللبناني وجنوده نعوش المقاومين ويعزفون لهم نشيد الموت ويؤدون لهم تحية السلاح امر بالغ الدلالة يجب ان يفهمه اللبنانيون ويفهمه العدو والعالم كله". وأضاف "في أميركا واسرائيل يريدون ان تكون الجيوش العربية دائماً وأبداً حامية لإسرائيل وحارسة لحدود كيانها الغاصب والمصطنع، ويريدون ان يكون الجيش العربي هنا او هناك شرطة لقمع المجاهدين كشرطة ياسر عرفات في مناطق الحكم الذاتي الاداري المحدود والذليل. اما ان تمتزج دماء شهداء الجيش في لبنان بدماء شهداء المقاومة في لبنان وان تختلط الدماء والاشلاء في الجبل الرفيع وعربصاليم. ان تختلط دماء هادي نصرالله وعلي كوثراني وجواد عازار ضابط في الجيش اللبناني استشهد وخمسة عسكريين بصاروخ مروحية اسرائيلية، هذا ما يغضبهم ويزعجهم ويؤلمهم". الربح والخسارة وتابع نصرالله "نعم لقد تولت الحكومة بشخص رئيسها عملية التفاوض من خلال الصليب الاحمر الدولي وعبر الاصدقاء الدوليين ودخلت على خط الملف ملف المعتقلين". وقال "قد يتوهم البعض ان هذا الامر اذا وقفنا لنؤكده ونثبته نلحق شيئاً من الخسارة ب"حزب الله"، وأنا اقول للجميع ان دخول الحكومة اللبنانية بشخص رئيسها على خط هذا الملف هو ربح كبير ل"حزب الله" وانتصار كبير لمنطق المقاومة في لبنان". وأضاف "نحن كنا دائماً ندعو اللبنانيين جميعاً لتحمل مسؤولية المقاومة والتحرير وكل الملفات ذات الصلة بقضية المقاومة ودعم الصمود وتثبيت الناس وتحمل المسؤوليات، ويسعدنا جداً ان تتحمل الدولة في لبنان ومؤسساتها، او ان تبدأ الدولة في لبنان بتحمل مسؤوليات من هذا النوع". وقال "ثقوا تماماً، لا في ملف التبادل ولا غيره من الشؤون، نطرح انفسنا بديلاً من الدولة ولا بديلاً من الحكومة او الجيش او المؤسسات، تعالوا وتحملوا انتم في الدولة مسؤولياتكم تجاه قضايا الوطن والسيادة والناس والاسرى والشهداء والمنطقة المحتلة وستجدوننا في "حزب الله" اكثر الناس صدقاً واخلاصاً واستعداداً للتعاون وللترفع وللابتعاد عن الحساسيات وأكثر الناس زهداً في ما قد يتنافس الناس عليه". وأضاف "اقول هنا للدولة بكل مؤسساتها يسعدنا جداً ويعنينا كثيراً ان يتقدم المسؤولون ليتحملوا مسؤوليتهم، وفي المستقبل ان كان هناك اسرى او اشلاء او اجساد وكان هناك فرصة للتعاون يمكن ان تؤدي الى اطلاق اكبر عدد من الاسرى والمعتقلين سنكون جاهزين". وقال "نحن الذين نبذل الدم لا ننافس احداً على سلطان او شيء من حطام هذه الدنيا، لا يسعدنا ولا يعنينا من يكون في الصورة وان كانت صورة الدم حاضرة دائماً في الطليعة، ويعنينا اول ما يعنينا ان نرى البسمة في وجوه امهات المعتقلين". وأضاف "بالأمس فإن المشاهد التي بثتها شاشات التلفزة في لبنان عن الأسرى المحررين يلتقون امهاتهم، هذه الدموع والابتسامات بالنسبة الينا كانت اغلى شيء في هذا الوجود يمكن ان نحصل عليه". مساعدة المحررين وأكد على "التعاون الأكيد في كل ما يعني هذا الشأن بمعزل عن كل الخلافات السياسية والتفصيلية والداخلية"، وناشد الحكومة ومؤسسات الدولة ان "تكمل ما بدأته بالأمس وفي شكل جدّي وحقيقي وصادق العناية بعوائل الشهداء وبالأسرى المحررين". وقال "من المؤسف والمحزن ان يقضي بعض هؤلاء المحررين موتاً على الفراش هنا في لبنان من دون ان ينال المعالجة الكافية". وسأل "لماذا لا تخصص الحكومة موازنة طارئة لهؤلاء المرضى الذين جاءوا سواء في هذا التبادل أو في المرات السابقة، ولماذا لا ترسلهم الدولة الى فرنسا وألمانيا او الى أي بلد يوجد فيه طب متطور؟ هؤلاء يستحقون كل جهد استثنائي لمعالجة اوضاعهم الصحية حتى لا يقضوا بيننا موتاً على فراش المرض". وطالب الحكومة "ان تكون على جدول اعمال الحكومة في أسرع وقت ممكن نقطة اسمها عوائل الشهداء والأسرى وعوائلهم، والاهتمام بهؤلاء ومعالجة أزماتهم المعيشية والاجتماعية والصحية حتى يكتمل ما قيل وما سمعناه بالأمس وعد الرئيس الحريري بالاهتمام بهم". وأكد على أمر قاله بالأمس المسؤولون اللبنانيون ان "عملية التبادل عملية انسانية بحتة، ليس لها أي دلالات سياسية وليس لها اي معنى سياسي، ونرفض ان يكون لها ذلك". وقال "مع هذا العدو المتوحش والمحتل ليس عندنا الا لغة واحدة هي لغة الرصاص والدماء والجهاد والشهادة والمقاومة". وأضاف "وما العملية الجهادية النوعية التي نفذها مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح تنفيذ التبادل وأدت الى قتل وجرح العديد من ضباط العدو وجنوده الا تأكيد على هذه الحقيقة، ان المنطق الوحيد الذي سنبقى نواجه به هذا العدو هو منطق المقاومة والشهادة". وشكر الرئيس السوري حافظ الأسد "الوالد الكبير للشهداء والمقاومة"، وشكر الرئيس الفرنسي جاك شيراك ومعه فرنسا، والصليب الأحمر الدولي على ما بذله من جهود في ايام التفاوض والتنفيذ. ونوّه "بالحضور الدائم والمباركة الدائمة للأخوة في الجمهورية الإسلامية في ايران لكل جهد وبذل واجراء يمكن ان يدفع عمليات من هذا النوع الى الأمام". ونوّه ايضاً "بالرسالة اللطيفة التي وجهها رئيس الجمهورية الياس الهراوي في استقبال الشهداء والأسرى وبالجهد الكبير والشخصي الذي بذله رئيس الحكومة رفيق الحريري". كما شكر الجيش اللبناني "قيادة وضباطاً وجنود على التنظيم الراقي للاستقبالات وتحملهم لكل هذه المشاق وتعاملهم بكل رحابة صدر ومودة مع الناس الذين احتشدوا من حولهم سواء في بيروت أو الجنوب". دعوة لتجاوز الحساسيات وقال "في هذه المناسبة أود ان أوجه في حضرة الشهداء النداء، وبالأمس كان هناك شهداء اخوة آخرون يشيعون في مدينة صور وغيرها من البلدات اللبنانية، أتوجه بالنداء الى اللبنانيين جميعاً بمختلف طوائفهم ومذاهبهم واتجاهاتهم السياسية وبلداتهم وعائلاتهم وخصوصاً الى الأخوة الأحبة والأعزاء في حركة "أمل" و"حزب الله" وأدعوهم الى تجاوز الحساسيات والتجاذبات التي خلّفتها الانتخابات البلدية في مختلف المناطق، لننسى هذا الماضي، وقد تحدث هذه الحساسيات بشكل طبيعي في أي تنافس ديموقراطي، كفانا توغلاً في هذه الحساسيات العائلية والحزبية والمذهبية والطائفية، تعالوا من جديد لنحكم روح الأخوة والتعاون، فالانتخابات قد انتهت وعملية التبادل أُنجزت، دعونا نتجاوز الماضي ونتوجه الى المستقبل، نحن جميعاً في لبنان قوى وأحزاب، طوائف ومذاهب وعائلات وبلدات ومدن، دولة وشعب، جيش ومقاومة، أمامنا استحقاقات كبيرة، أمامنا استحقاق تحرير أرضنا المحتلة من رجس الاحتلال، أمامنا استحقاق استعادة بقية الأسرى والمعتقلين الذين لا يزالون في السجون ورفات بقية الشهداء، أمامنا استحقاق اعادة اعمار هذا الوطن وخدمة هذا الشعب الطيب والمخلص والمظلوم والعمل جميعاً لنجد لوطننا لبنان مكاناً مرموقاً في المنطقة والعالم وعلينا أن نواجه هذه الاستحقاقات بروح التعاون والأخوة وليس بروح التنافس والتباغض والعداوة، لأنها لا يمكن ان تبني وطناً ولا ان تصنع نصراً، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. العهد هو لبقية المعتقلين في سجون الاحتلال واسمحوا لي ان اقول لبقية المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب جميعاً في سجون الاحتلال وفي مقدمهم الشيخ عبدالكريم عبيد وأبو علي الديراني والمناضلة سهى بشارة، عهد لهم ووعد وقرار وأقول لهم وعوائلهم لا تيأسوا ولا تحزنوا ولا تألموا، المقاومة التي اعادت أبناءكم قبل سنوات وهذه الأيام، هي مقاومة عباس الموسوي وراغب حرب، مقاومة موسى الصدر وروح الله الموسوي الخميني ومقاومة محمد وعلي وكربلاء والحسين والشرفاء، هي قادرة ان تعيد أبناءكم وستعيد اليكم أبناءكم في موعد قريب". وشكر نصرالله "كل الذين واسوه في استشهاد نجله هادي"، طالباً من الجميع على المستوى الرسمي والشعبي عدم تعزيته مجدداً "لأنني سأكون مع الأسرى المحررين ومع عوائل الشهداء". وتلا نصرالله اسماء كل الشهداء واضعاً اسم ولده الشهيد في نهاية اللائحة، ثم أَمّ الصلاة على الشهداء ليتم دفن هادي نصرالله وتسعة آخرين في مدافن الشهيدين، فيما تم نقل الباقين الى مسقط رأسهم في الجنوب والبقاع. ومن المقرر ان يرعى نصرالله اليوم احتفالاً تأبينياً في بعلبك لشهداء المنطقة