قال الامين العام ل "حزب الله" اللبناني السيد حسن نصرالله امس، ان "لا احد في لبنان يرفض انسحاب اسرائيل من دون قيد او شرط او يطالب بالتزامن" بينه وبين الانسحاب من الجولان. وأضاف، في لقاء مع مجلس نقابة المحررين على رأسه النقيب ملحم كرم، ان "ما يرفضه لبنان هو شروط الترتيبات الامنية، وما يريده الاسرائيلي هو ان يخرج من لبنان في اطار صيغة تحفظ له مكاسب معنوية وسياسية اكثر من ضمانات امنية، لانه لا يستطيع تحمل الهزيمة على يد المقاومة. لذلك يؤخر الانسحاب علّه يحصل على مكاسب". وعن موقف "حزب الله" بعد الانسحاب، قال: "ان اللحظة التي نكون فيها امام هذا الاستحقاق سنأتي وسنقول موقفنا. وقلنا دائماً ان اخفاء هذه الورقة قوة للبنان وللدولة، لأننا لسنا معنيين بأن نقدّم ضمانات ووعداً للاسرائيليين". واستبعد، في حال الانسحاب المفاجئ "حدوث أوضاع صعبة او ارباكات خطيرة، فبوعي ابناء المنطقة وبتحمّل المسؤولية من المقاومة والدولة نحن مطمئنون. اما الذين يجرون مقارنة بين ما حصل في الجبل عام 1983 خلال الانسحاب الاسرائيلي وما يمكن ان يحصل في جزين مثلاً فأنا اقول لهم ان الظروف مختلفة". وعن ورقة "المقاومة" وخسارتها من يد سورية في حال حدوث انسحاب اسرائيلي قال "ان المقاومة من عناصر القوة التي يملكها لبنان وسورية والأمة، فاذا انسحب العدو من دون قيد او شرط فهذا يشكل انتصاراً معنوياً كبيراً لمنطق المقاومة، ما يؤدي الى عناصر قوة اخرى للأمة". وأكد ان تيار المقاومة قوي في لبنان، وله حضور على مستويي الشعب والمؤسسات، "ولو اجريت انتخابات حقيقية في البلد لعبّرت عن حجم هذا التيار". وانتقد قرار المحكمة الاسرائيلية اعتبار عشرة لبنانيين معتقلين رهائن، معتبراً انه "موضع ادانة وشاهد اضافي على ان هذا الكيان يدّعي زوراً الحرص على الديموقراطية"، من دون ان يرى في ذلك "ما يعطل المفاوضات لتبادل جثث جنود اسرائيليين بمقاومين"، مشيراً الى "ان هذه المفاوضات تدور على عدد الذين سيطلقون من اللبنانيين". واستبعد نصرالله انسحاباً اسرائيلياً وشيكاً "ما دام العدو يراهن على ترتيبات امنية معينة، خصوصاً اذا كان الانسحاب لا يحقق اهدافه في تفجير الداخل". واعترف بأن اسرائيل "حققت مكسباً من هجمتها الديبلوماسية والسياسية، هو تلميع صورتها امام الرأي العام العالمي بينما كان الموقف اللبناني يعاني الارتباك نتيجة تقصير مسؤولينا وانشغالهم بأمور الداخل". وأضاف: "ان سياسة العدو دائماً هي العمل على حصول اشكال بين المقاومة والجيش اللبناني، لكن العلاقة مع الجيش جيدة". وكرر ان اسرائيل "تجاوزت شرط دمج جيش لبنان الجنوبي الموالي لها بالجيش اللبناني". وقال: "اننا حذرنا من اعطاء اي موافقة على تفسير الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان للقرار الرقم 425، وهو الان يقول انه لا يحمل خطة وانه ليس وسيطاً". وعن توقعه حدوث عدوان اسرائيلي واسع، قال "ان العدو بعد هجمته السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار 425، وفي حال عدم استجابة شروطه ومطالبه قد يلجأ الى تصعيد ما ليصبح العالم امام واقع جديد يستطيع ان يملي شروطه من خلاله". ودعا الى انتظار نتائج مشاورات رئيس الحكومة رفيق الحريري، "فاذا لم يحصل تعديل للسياسات القائمة يعني انها كانت غطاء لاستمرار الممارسات الخاطئة".