أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان الحزب "لم يدّعِ أن هناك مفاوضات بينه وبين الاسرائيليين حول عملية تبادل الشهداء والمعتقلين بأشلاء الجنود الإسرائيليين"، مشيراً الى "ان احداً لا يستطيع أيضاً أن يقول ان "حزب الله" لا دخل له في عملية التبادل من أجل أن يزايد عليه سياسياً، وقال "وحتى اذا انا قلت انه ليس لنا علاقة في عملية التبادل فلن يصدقني أحد فكيف اذا قال غيرنا ذلك، فالجزء الأكبر من الأشلاء موجود في حوزتنا، وقضية الشهداء وجميع الأسرى تعنينا نحن في الدرجة الأولى". وجاء كلام نصرالله في احتفال للحزب في الضاحية الجنوبية أبّن فيه أحد شهدائه وقال "حتى اذا اردت الحديث باللغة الحزبية التي لا نتكلمها عادة، أقول: يوجد لدى العدو الإسرائيلي أجساد أربعون شهيداً من بعد التبادل الأخير، بينهم 30 شهيداً لحزب الله، نحن منذ البداية وافقنا على أن يتحمل رئيس الحكومة هذه المسؤولية، على أساس أن ينسق الجميع مع بعضهم البعض، ونحن لسنا جهة معنية بالتنسيق بين الأطراف، نحن جهة معنية بأن تقول وجهة نظرها في أي طرح يقدم. وفي هذا السياق بقينا عدة أشهر على الخط، وكان هناك عروض عديدة تتعلق بالشهداء وبأعداد الأسرى وبالأسماء". وأضاف نصرالله "أنا آسف لأن يكون البعض مؤتمناً على أسماء تتعلق بقضية ثم يقوم بتسريبها في هذا الشكل الى وسائل الاعلام. فعلى المستوى الأخلاقي هذا أمر غير جيد، لكن حتى إذا نظرنا الى الأسماء التي تم تسريبها الى وسائل الاعلام نجد أن من "حزب الله" ومن "حركة أمل" ومن "المقاومة المؤمنة" ومن الحزب الشيوعي، كما أن هناك أسماء غير محددة الانتماء، مما يعني أن احداً لم يعقد صفقة ليأتي بشهدائه وأسراه لوحده، ولا أريد أن أفصل في هذا الموضوع لأني أيضاً لا أريد أن أدخل في سجال يسيء الى عملية التبادل التي من المفترض أن تنجز". وأوضح "ان العملية تحرر 40 شهيداً و60 أسيراً ومعتقلاً وهذا انجاز مهم لا يجوز لأحد أن يخربه". وأضاف "نحن قلنا لو أننا مستعجلين لكان هذا الموضوع انتهى منذ زمن، وهو كان يمكن أن يتم وأن ينجز قبل بدء استحقاق الانتخابات البلدية، ولكن نتيجة توقفنا عند بعض التفاصيل تأخرت هذه العملية، ولا يوجد عندنا مشكلة في ذلك، نحن لم نربط في يوم من الأيام بين عملية التبادل وبين الاستحقاقات السياسية أو الانتخابية الداخلية، البعض يقول ان من حقنا أن نفعل ذلك. وأنا أقول من حقنا أن نفعل ذلك، ولكننا نعتبر أن هذا يتنافى مع قيمنا الأخلاقية ومع قداسة قضية الشهداء والأسرى". وتطرق الى موضوع الانتخابات البلدية في مدينة بعلبك، مشيراً الى "ان هناك تكتلاً في مقابل لائحة حزب الله"، وقال "هذا حق طبيعي وليس مداناً، لكن هناك من يريد ان يعطي لهذا الأمر طابعاً سياسياً، فليكن ذلك، لكن أود ان احذر من مسألة مهمة هي ان "حزب الله" حريص جداً على العيش المشترك في مدينة بعلبك، على أن تتمثل جميع العائلات اللبنانية، الشيعة والسنّة والمسيحيون الكاثوليك والموارنة، في المجلس البلدي، وأحذر من أن يركب بعض الناس موجة المذهبية من أجل أن يحقق انتصاراً". وأضاف "في ائتلاف بيروت نحن قلناها وأعود وأقولها من جديد، لقد تجاوزنا الكثير من الاعتبارات السياسية المهمة بالنسبة الينا في "حزب الله" لأننا كنا أمام استحقاق وطني حقيقي في بيروت، والآن في بعلبك أود ان اخاطب أهلنا في المدينة وخصوصاً اخواننا المسلمين من أهل السنّة أن يمارسوا حريتهم وارداتهم وقرارهم والا يكونوا سلاحاً في اطار عصبيات مذهبية يثيرها البعض في معركة انتخابية من هذا النوع، لا أقول لهم تعالوا واقترعوا للائحة التي يريدها "حزب الله"، ولكنني أقول لهم لا تسمحوا أن يحول البعض عنوان المعركة في بعلبك الى عنوان طائفي ومذهبي بغيض بهذا الشكل، ثم ستحمل المدينة كلها اضرار هذا الخطاب وهذه الحواجز النفسية وهذه الأحقاد، أنا أدعو اخواننا السنّة في بعلبك ليمارسوا حريتهم وان لا يكونوا سلاحاً في يد أحد، وأقول أيضاً للعائلات الشيعية في مدينة بعلبك ان لا يستفزها الخطاب المذهبي وأن تمارس ايضاً حرية اختيارها واقتراعها وارادتها لأن في ذلك مصلحة للمدينة ومصلحة للبنان وللعيش المشترك".