بيروت - "الحياة" - "ا ف ب" - بدت الاستعدادات لإنجاز عملية تبادل جثث وأسرى لبنانيين في سجن الخيام والسجون الاسرائيلية باشلاء جندي اسرائيلي في نهايتها، على ان يبدأ التنفيذ العملي لها، غداً الاربعاء وفق مصادر معنية بالملف ويستمر الى الخميس. وقالت مصادر مطلعة على الملف لوكالة "فرانس برس" امس ان لفرنسا دوراً فاعلاً وغير مباشر في العملية. وأوضحت ان طائرة عسكرية فرنسية من طراز "ترانسال" ستنقل الجثث في الاتجاهين بينما تتولى المنظمة الدولية للصليب الاحمر نقل السجناء اللبنانيين الذين ستطلقهم اسرائيل. ففي مرحلة اولى تنقل الطائرة الفرنسية بقايا جثة الجندي الاسرائيلي الذي قتل في جنوبلبنان عام 1997، من بيروت الى تل أبيب عبر قبرص. ومن تل أبيب تحمل جثث المقاومين اللبنانيين التي وافقت اسرائيل على اعادتها وعددها 40 الى مطار بيروت حيث تستقبل باحتفال تكريمي لذكرى "الشهداء". وفي مرحلة ثانية تشرف اللجنة الدولية للصليب الاحمر على نقل 60 معتقلاً لبنانياً براً عبر معبر كفرفالوس. وأوضحت المصادر ان الصليب الاحمر الدولي سيتسلم من اسرائيل عند الحدود الدولية 10 لبنانيين كانوا معتقلين في سجونها وينقل 50 لبنانياً آخر من سجن الخيام الذي يقع داخل المنطقة المحتلة. وكانت ادوات ميكانيكية للحفريات استقدمت الى مقبرة شمال اسرائيل لإخراج نعوش شهداء المقاومة ليل اول من امس. ومن المنتظر ان يجتمع مندوب الصليب الاحمر الدولي جان جاك فريزار اليوم مع رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الذي يتولى التفاوض في عملية التبادل. واستغرقت مفاوضات التبادل العسيرة تسعة اشهر وساهم في تعقيدها جمود عملية السلام عموماً والتنافس الذي قام بين "حزب الله" وحركة "أمل" اللذين يتقاسمان بقايا جثة الجندي الاسرائيلي. وهذا ما ادى الى حصر التفاوض بالحكومة اللبنانية. وحافظت فرنسا خلال هذه المدة على سرية تامة في شأن دورها في العملية، اذ ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اعلن خلال زيارته لبنان اواخر أيار مايو الماضي ان الصليب الاحمر الدولي هو المفاوض الوحيد في هذه القضية. يذكر ان "حزب الله" رفض ان تقوم ألمانيا بوساطة في هذه العملية شبيهة بما قامت به سابقاً في 21 تموز يوليو 1996، في عملية شملت 150 جثة لمقاومين لبنانيين و45 سجيناً لبنانياً في مقابل جثتي الجنديين الاسرائيليين يوسف فينك ورحامين الشيخ اللذين قتلا في لبنان عام 1986 على يد "حزب الله". ورأى ديبلوماسي أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته ان نجاح عملية التبادل "لا يمكن الا ان يكون مفيداً" لفرنسا التي تسعى الى القيام بدور فاعل في استئناف عملية السلام خصوصاً على المسار اللبناني - الاسرائيلي. في المقابل، اعلن وزير الخارجية فارس بويز ان "هناك محادثات تدور مع الصليب الاحمر الدولي منذ مدة طويلة كانت حتى الساعة حققت تقدماً، لا تزال تحتاج الى مزيد من التفاصيل". وأشار الى ان "هناك تفاصيل معينة في اسرائيل تتعلق بمعارضة البعض للمبادلة بهذا الشكل او العدد او الحجم ولا تزال في حاجة الى بلورة"