قال الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله إن «معركة جرود عرسال مقدمة تسهل خطوات الجيش اللبناني في عرسال، ولسنا في صدد الدخول إليها»، مشدداً على أن «المسألة لا تحتاج إلى تعبئة عامة، ولا إلى تشكيل ألوية وحشد شعبي». وقال في احتفال ل «كشافة المهدي»: «قبل أيام خرج عدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين بعد تنفيذ مناورة في الجبهة الداخلية اسمها «نقطة تحول 8»، ووجهوا تهديدات للبنان، بالتفجير والتدمير وتهجير مليون ونصف مليون لبناني، هذا جزء من الحرب النفسية والتهويل، لكن هذا يذكر اللبنانيين وشعوب المنطقة بأن هناك عدواً اسمه إسرائيل وهذه طبيعته العدوانية الإرهابية». وتوجه إلى الإسرائيليين قائلاً: «انتم تعرفون أن الدنيا تغيرت، وأنكم كيان عندما يعتدي سيرد عليه في عقر داره وفي عمق العمق. لكن مناوراتكم هي اعتراف كامل بأن للمقاومة قدرات تطاول كل هذه الأماكن». وأكد انه «انتهى الزمن الذي تدمر إسرائيل فيه منازلنا وتبقى منازلها وبنيتها التحتية وتهجر أهلنا ويبقى مستوطنوها في المستوطنات والمدن المغتصبة. هذا انتهى في 2006. لكن ما هو آت هو أعظم على هذا الصعيد وغيره. وبوضوح أقول للإسرائيليين إذا تريدون تهجير مليون ونصف مليون لبناني، المقاومة الإسلامية في لبنان ستهجر ملايين الإسرائيليين في الحرب المقبلة إذا فرضت على لبنان». وقال: «هذا أمر محسوم وقادة العدو يعرفونه، لذلك هذا الحكي الفاضي والتهديدات العنترية لن تقدم ولن تؤخر شيئاً على الإطلاق، لا نخشى حربكم فضلاً عن تهديداتكم وإذا كنتم تعتبرون أننا منشغلون في سورية والقلمون، وأماكن أخرى هذا الأمر لن يغير شيئاً في المعادلة، بل عليه أن يخيفكم، وأنا أقول للبنانيين أن لا يصغوا إلى هذه التهويلات والتهديدات فهي جزء من الصوت العالي الذي يعبر عن قلق العدو وهي جزء من سلاح الردع الذي يستخدمه العدو في مواجهة المقاومة لأنه يؤمن بقدرتها أكثر مما يؤمن البعض». وتطرق نصرالله إلى ملف بلدة عرسال وجرودها «واحتلال هذه المنطقة من قبل الإرهابيين والاستحقاق الذي يواجه اللبنانيين عموماً وأهل البقاع وبعلبك الهرمل وأطلقت مواقف، وأؤكد أنه في موضوع البلدة لم نكن نفكر أو نخطط ولم يقل أحد منا إننا نريد أن ندخل إلى عرسال، بل كنا نقول إن هذه البلدة محتلة من الجماعات التكفيرية وإن مسؤولية تحريرها هي مسؤولية الدولة والجيش اللبناني». وقال: «نحن نعرف كل الخصوصيات الموجودة في البلد، أما في موضوع جرود عرسال فكنا جداً واضحين، وهنا نقف أمام نموذج من النفاق والتضليل والتوظيف السياسي الخبيث، ومستواه الهابط، اذ اخترعوا معركة اسمها بلدة عرسال وخرجوا يدافعون عنها، وان عرسال خط أحمر وحرب مذهبية، هم يفترضون بأوهامهم أن حزب الله والناس في الجوار يريدون أن يدخلوا إلى عرسال، هذا غير صحيح»، مؤكداً: «لسنا في صدد الدخول إلى عرسال وهي مسؤولية الجيش والدولة وأدعو كل من يستخدم هذه الورقة للتجييش المذهبي والطائفي والخداع السياسي أن يكف عن ذلك». وقال: «بالأمس كان قرار واضح لمجلس الوزراء في موضوع البلدة بأن على الجيش استعادتها وحمايتها... وقد خرجت عرسال من النقاش السياسي والقرار السياسي وأصبحت في عهدة قيادة الجيش والجيش واللبنانيون يتطلعون إليهما لتحمل هذه المسؤولية الوطنية والكبيرة والمهمة جداً. والحكومة معنية بأن تطالب وتتابع الجيش لتنفيذ القرار وتوفر له كل سبل النجاح». وأضاف: «أما في موضوع القلمون فان الذي عجل الأمور هو اعتداء المسلحين الميداني المباشر على مواقع الجيش السوري والمقاومة، لأننا كنا في صدد التحضير وهذا ما حصل أيضاً في جرود عرسال الذي قيل عنه انه خط أحمر وسيكون مقبرة غزاة. نحن لسنا غزاة بل محررون ومقاومون وهذه أرضنا، وما عجل المعركة هو اعتداء جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة على جرود يونين ونحلة»، وقال: «المعركة مستمرة واتفقنا أن المعركة تتحدث عن نفسها، وأن عشرات الكيلومترات من الأراضي اللبنانيةالمحتلة في جرود عرسال تم تحريرها بسواعد المجاهدين». وإذ نفى اتهام «حزب الله» بإنشاء جيش شيعي، قال: «لسنا بحاجة إلى ذلك. نحن قلنا أنه إذا الدولة تخلت عن المسؤولية أهل بعلبك الهرمل لن يتخلوا عن مسؤوليتهم، وفعلاً عبرت العائلات والعشائر عن استعدادها للوقوف والتضحية. لكن ما نحتاجه في هذه المرحلة هو هذا التضامن، نحن لسنا بحاجة إلى مقاتلين لأننا نملك ما يكفي من المقاتلين والعتاد لإنجاز هذا الهدف. المسألة حتى الآن لا تحتاج إلى حشد شعبي كما قيل ولا إلى تعبئة عامة، ولسنا في صدد تشكيل ألوية». وأشار إلى أن «معركة جرود عرسال ستسهل بشكل كبير مهمة الجيش اللبناني وتخفف الأعباء عنه وستسهل الخطوات التي طلبت من الجيش أن ينجزها في عرسال. أما نحن فلا نريد أن ندخل إلى البلدة ولا الاقتراب منها»، لافتاً إلى أن «معركة جرود عرسال انطلقت وستتواصل حتى تحقيق الأهداف، ولسنا ملزمين بسقف زمني، هذا الأمر يحدده القادة الميدانيون لأننا معنيون بإنجاز الهدف بأقل تضحيات ممكنة ولسنا على عجلة من أمرنا». وتناول نصرالله الموضوع الحكومي متمنياً «على المسؤولين والوزراء والقوى السياسية في الحكومة أن يأخذوا الأمور بجدية مطلوبة». وقال: «عليهم أن يدركوا جدية الأوضاع وأهميتها وحساسيتها، ومن ينتظر متغيرات ما في اليمن أو في العراق أو في سورية أو في المنطقة هو مشتبه وواهم ويراهن على سراب ويضيع الوقت، هناك استحقاقات على الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها القانونية والدستورية في معالجتها ومتابعتها وأن تؤخذ الأمور بالجدية اللازمة». ورأى نصرالله أن «الغريب منذ ظهور داعش شاع نقاش أنها صنيعة منا»، ذاكراً انه «من الأمور المضحكة أنهم قالوا إن فكرة تأسيسها هي فكرتي أنا، وهذا كلام سخيف جداً»، مؤكداً «الكل يعرف ان الذي أسس القاعدة هي أميركا والمخابرات الباكستانية وهناك اعتراف أميركي بهذا الشأن». وفي الشأن اليمني دعا الى «المسارعة بفتح باب الحوار السياسي». وقال: «لم يتحقق أي هدف في ما يحصل بدليل ان الرئيس عبد ربه منصور هادي مضطر الى الذهاب الى مؤتمر جنيف لأنه رأى ان لا افق إلا بالحل السياسي».