المطربة الشابة نورا رحال تجمع بين هويتين وجمالين: فهي لبنانية الأب من مشغرة وسورية الأم والسكن. وهي تتميز كذلك بثنائية جمال الصوت، وجمال لافت في الشكل، الى درجة يمكن الاعتقاد بأنها أجمل مطربة شابة الآن. وليست الإشارة الى جمالها سوى تأكيد على أن الجمال بات عنصراً بالغ الأهمية في شهرة المغنيات والمغنين، في عصر الأغنية المرئية التي فرضها الانتشار الهائل للتلفزيونات أرضية وفضائية. نورا رحال من المطربات النادرات اللواتي لم يصرفهن جمال الصوت والصورة عن متابعة التحصيل العلمي والشؤون الثقافية. وفي حين تفضل قراءة الشعر قديمه والحديث على سواه من كتب، إلا أنها تتجه الى اختيار نصوص لشعراء الحداثة بغية التلحين والغناء. وبعدما غنت في شريطها الأول، قبل نحو سنتين، قصائد لشعراء سوريين، قصدت لبنان هذه السنة، واقتطفت نصوصاً لشعراء لبنانيين، بعضها بالفصحى كقصيدة "أشواق المغيب"، لجورج جرداق، وبعضها الآخر بالعامية كأغنية "ما بعرف كيف" التي كتبها جورج يمين. لماذا الغلبة للعامية في شريطها الصادر حديثاً عن شركة "روتانا" للإنتاج؟ فتجيب: "أحب أن أغني كل ما هو مُعاش وحقيقي، وأرى ان الغناء بالعامية، أقرب الى الحياة في معناها اليومي والذاتي. وأنا أوافق الشاعر جورج يمين على احتمال وجود عامية مشرقية. فاللهجات في المشرق متقاربة على رغم بعض التمايزات. فعامية الساحل السوري، على سبيل المثال، قريبة جداً من العامية السائدة في لبنان..." ولكنها تؤكد اعجابها في المقابل باللغة الفصحى التي تراها "غنية وواسعة الآفاق". ونورا رحال من المطربات النادرات اللواتي يرفضن في المطلق الغناء في المطاعم أو احياء الحفلات في المناسبات الشخصية. وتبدو مقلّة في اقامة الحفلات الغنائية العامة على المسارح، وتقول أنها تميل الى التمثيل الذي يأتي في الدرجة الثانية لديها بعد الغناء. وتوضح رحال أنها ترغب بالعمل في المسرح الغنائي الذي يحتاج الى شروط فنية عالية، وتسعى الى نصوص غنائية للأطفال و"هذا ليس سهلاً". وعن الرحابنة والهوية الفنية تقول: "من صغري أدمنت سماع أعمال الرحابنة، وطالما أعجبني هذا العالم الساحر من الشعر والألحان، وأحب صوت السيدة فيروز. ان جو الرحابنة، يدخل إليك ويؤثر فيك من دون ان تدري. إنني أستمع الى الكثير من الإصدارات الغنائية لأنه من الضروري أن أبقى على متابعة ومعرفة بالفنانين. وأحياناً تعجبني أغنية لدى فنان لا تعجبني مثلاً سائر أغنياته. وقد تكون المشكلة في الهوية التي تميّز أغانيه. فمن الصعب أن يجد الفنان لنفسه مثل هذه الهوية، ومتى وجدها يكون قد كرس نفسه فناناً حقيقياً". وماذا عن الفيديو كليب؟ تقول: "انه فن قائم بذاته، ويحتاج الى الوقت الكافي والخبرة اللازمة وإلى المال. ويؤسفني أننا لا نعطي في الوقت الحاضر هذا الفن حقه. وبالنسبة اليّ ثمة ضرورة في تصوير أغنياتي تلفزيونياً لأنني لا أغني في المطاعم، كما أن أجواء الحفلات المناسبة لا تتوافر دائماً. فأنا بحاجة لل "فيديو كليب" ليقدمني الى الجمهور. غير أنني أتمنى أن أقوم في المستقبل القريب بعمل مصور يعطي هذا الفن حقه". وفي شريطها الجديد "أشواق المغيب" تتميز ألحان وجدي شيا الذي يمزج بين الاصالة والرقة، ولا تخلو بعض جمله اللحنية من حزن شفاف يمنح الصوت بعداً داخلياً. أما الشركة المنتجة، فقد قدمت تسجيلاً جيداً، لكنها لم تنجح كفاية في نشر الشريط والدعاية له حتى الآن.