اسلام آباد، واشنطن، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - اعلنت باكستان امس الخميس رفضها الضغوط "اياً كان مصدرها" بشأن امنها القومي بعد التجارب النووية التي اجرتها الهند. وأكد مسؤولون اميركيون ان باكستان تعد لاجراء تجربة نووية. وجاء ذلك عشية وصول مبعوثي الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى اسلام آباد لاقناعها بضبط النفس وعدم الرد على هذه التجارب بالمثل. وعزز الموقف الباكستاني قناعة لدى المراقبين بأن اسلام آباد تستعد لاجراء التجربة في غضون ايام، في ظل تقارير اعلامية نقلت عن مصادر في واشنطن ان الاستخبارات الاميركية رصدت استعدادات باكستانية في صحراء بلوشستان قرب الحدود مع ايران. وجاء ذلك رغم اعلان واشنطن ان العقوبات التي فرضت على الهند ستطال باكستان ايضا، اذا اصرت الاخيرة على اجراء تجربة نووية. وتوقعت مصادر الخارجية الاميركية امس ان يتولى مساعد وزير الخارجية ستروب تالبوت والجنرال انطوني زيني اللذان اوفدهما كلينتون الى اسلام اباد، ابلاغ رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف رسالة تحذير في هذا الشأن مرفقة بوعود تتعلق بمكافأة بلاده سياسيا واقتصاديا اذا إتبعت النصيحة الاميركية. وتوالت امس ردود الفعل العالمية المستنكرة للتجارب النووية الهندية. وكان ابرزها الموقف الصيني الذي إتهم الهند بپ"ازدراء الرأي العام العالمي" وحضّ المجتمع الدولي على "توحيد صفوفه لمنع نيودلهي من تطوير اسلحة نووية". وعلى الرغم من تاريخ العلاقات بين البلدين الذي تشوبه نزاعات حدودية وتوترات، لم تصل الصين الى حد تأييد العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على جارتها. ولكن الصين اوضحت انها تؤيد موقف واشنطن، معربة عن صدمتها وادانتها الشديدة للتجارب الهندية التي اظهرت "ازدراء للارادة المشتركة للمجتمع الدولي في حظر التجارب النووية". وكانت اليابان واوستراليا انضمتا الى الولاياتالمتحدة وحلفائها في فرض عقوبات على الهند فيما رفضت روسيا وفرنسا السير في هذا الاتجاه. وافادت تقديرات البيت الابيض ان العقوبات الاميركية وحدها، ستحرم الهند من قروض ومساعدات يبلغ حجمها العشرين بليون دولار. وتوقعت مصادر غربية ان تخسر نيودلهي استثمارات لا يقل حجمها عن سبعة بلايين دولار نتيجة الغاء اليابان خططاً لاستضافة مؤتمر كان مقرراً الشهر المقبل، لمنح الهند مساعدات. الرد الباكستاني من جهة أخرى، أكد مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "اي بي سي" التلفزيونية الاميركية عن مصادر استخباراتية في واشنطن، ان اسلام اباد اتخذت قراراً بالاعلان صراحة عن دخولها مرحلة التسلح النووي باجراء تجربة نووية بحلول نهاية الاسبوع. وأفادت المصادر نفسها ان معلومات جمعها عملاء وصور التقطتها الاقمار الاصطناعية، اكدت ان الفنيين الباكستانيين بدأوا الاستعدادات في موقع الاختبار النووي في منطقة تشاجاي هيلز في صحراء بلوشستان غرب قرب الحدود مع ايران، حيث يتوقع ان يتم دفن رأس نووية على عمق كبير وتفجيرها. وقالت الصحيفة ان باكستان تملك مواد انشطارية تكفي لانتاج 12 رأسا نووية. ويمكن تركيب تلك الرؤوس على صواريخ وهي تشبه في تصميمها الرؤوس النووية الصينية . وأبدت مصادر سياسية في باكستان دهشتها ازاء المعلومات الاميركية مشيرة الى ان اجهزة الاستخبارات في واشنطن لم تعلن رصدها التحركات الهندية لكنها تعلن الآن عن استعدادات باكستانية. الخدعة الهندية غير ان مسؤولين في الولاياتالمتحدة كانوا اعلنوا ان استخباراتهم فشلت في رصد الاستعدادات الهندية وبرروا ذلك بقولهم ان الهند حصلت من اميركا نفسها على المفاتيح التي تستخدمها في خداع الاستخبارات الامريكية. وقال المسؤولون ان الهند يمكن ان تكون استغلت معرفتها باسلوب اميركا في جمع معلومات في وقت سابق عندما عرقل سياسيون اميركيون اختبارات هندية سابقة0 وتضمن جمع المعلومات تصوير مواقع التجارب الهندية بالاقمار الاصطناعية. وقال مسوؤول في الكونغرس ان الهند يمكن ان تكون نجحت في تغطية تحركاتها هذه المرة بفضل اعطاء صورة مخادعة لما يمكن ان يراه مفسرو صور الاقمار الاصطناعية في موقع اجراء التجارب في صحراء راجستان اضافة الى التحرك بشكل لا يثير الشكوك.