أعلنت باكستان أمس، عن تجربة ناجحة لإطلاق جديدة لصاروخ من طراز «شاهين آي -1» قادر على حمل رأس حربي نووي. ولم يفصح المسؤولون الباكستانيون عن مدى الصاروخ وأين تمت تجربته، لكنهم قالوا إن التجربة حققت الأهداف المرجوة منها، مشيرة الى أن الصاروخ قادر على الوصول إلى كل الأهداف داخل الهند. وكشفت مصادر هندية أن التجربة الباكستانية كانت من البر في اتجاه المحيط الهندي وأن الصاروخ الباكستاني يصل مداه إلى أكثر من أربعة آلاف كيلومتر. واعتبرت نيودلهي أن إسلام آباد تلقت دعماً مباشراً من بكين في تجربتها الأخيرة التي أتت بعد أقل من أسبوع واحد على تجربة صاروخية هندية. وأفادت تقارير غربية أخيراً أن مشروع باكستان النووي هو الأكثر نمواً في العالم، مشيرة الى أن إسلام آباد تعزز ترسانتها النووية بمقدار عشرين رأساً نووياً في السنة، فيما البلاد تعاني من تدهور حاد في اقتصادياتها. وفي وقت أكدت الهند وباكستان أن كلتيهما أخبرت جارتها قبيل إجراء تجربتها الصاروخية، إلا أنه وبالنظر إلى العلاقة بين الدولتين، فإن التجربة الهندية ربما دقت ناقوس الخطر في مقر القيادة العسكرية الباكستانية في راولبندي، خصوصاً أن الصاروخ الهندي الذي تمت تجربته هو من طراز «أغني 5» العابر للقارات والقادر على حمل أقمار اصطناعية الى مدارها. وقوبلت التجربة الهندية بإشادة من واشنطن، التي اعتبرت أن الهند أثبتت أنها دولة نووية مسؤولة، وأن التجربة أثبتت نمو قدرات نيودلهي التقنية بما يفيدها في مجال الاتصالات، فيما نأت بكين، خصم نيودلهي، عن النقد المباشر واكتفى الناطق باسم الخارجية الصينية ليو وينون بالقول إن «للصين والهند اقتصاديات نامية وهما شريكان متعاونان وليسا خصمين متصارعين»، لكنه أضاف أن «الهند بلد فقير ومع هذا زادت موازنة الدفاع لهذا العام بنسبة 17 في المئة، كما أنها أكبر مستورد للسلاح في العالم، مع أنها بحاجة ماسة للاستثمار في مجال البنية التحتية للاقتصاد الهندي». وعكس ذلك تخوف الصين من القدرات المتنامية للهند، خصوصاً بعد شراكتها الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة. وأعلنت الهند أن صاروخها الذي فشل إطلاقه مرات عدة سابقاً، يمكنه الوصول إلى العاصمة الصينية بكين، وهو ما قد يثير سباق تسلح بين محوري بكينوواشنطن التي تحاول محاصرة الصين وقوتها المتصاعدة من خلال تنمية علاقاتها مع الهند وعدد من دول جنوب شرقي آسيا. هذا السباق يشمل كوريا الشمالية التي أجرت تجربة صاروخية فاشلة الاسبوع الماضي، لإطلاق قمر اصطناعي كما أعلنت بيونغيانغ، لكن واشنطن وطوكيو وسيول وصفت التجربة بأنها كانت لصاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية، وجيشت واشنطن والعواصم الحليفة إعلامها ومجلس الأمن لإدانة التجربة الكورية الشمالية، فيما أثنت على التجربة الهندية، ولم تعلق سلباً حتى الآن على التجربة الباكستانية، ربما خوفاً من إثارة باكستان أكثر، وهي التي لا تزال متمسكة بوقف مرور إمدادات قوات حلف شمال الاطلسي عبر أراضيها إلى أفغانستان.