قدر خبراء سوريون اجمالي الانتاج السوري من النفط الخام ب 600 ألف برميل مقابل احتياط قدره 3081 مليون متر مكعب، وأشاروا الى أن احتياط الغاز السوري يبلغ 509.5 بليون متر مكعب، منه 259 بليوناً قابل للانتاج. وفي الورقة الرسمية التي قدمها وزير النفط السوري المهندس ماهر جمال الى مؤتمر الطاقة العربي السادس الذي بدأ فعالياته في دمشق أمس وحتى 14 الشهر الجاري، شدد الخبراء على أهمية صناعة استكشاف وانتاج النفط وتكريره في سورية مع ايضاح انه تم حتى الآن حفر 36 في المئة من مجمل التراكيب المكتشفة باجمالي 2829 بئراً. ويتركز الحفر حالياً في أواسط وشمال شرق سورية بسبب اكتشاف كميات من النفط والغاز فيها. ويعود بدء التنقيب عن النفط في سورية الى بدايات القرن الحالي، لكن أول اكتشاف تجاري تحقق عام 1956 في حقل "كراتشوك" شمال شرق البلاد تلاه في عام 1959 اكتشاف حقل "السويدية". وتبع ذلك اكتشافات كبيرة من قبل "شركة النفط الوطنية" بعد صدور المرسوم التشريعي عام 1964 الذي مُنع بموجبه اعطاء أي امتياز لاستثمار الثروة المعدنية والنفطية في سورية. ووصل النفط السوري الخام لأول مرة الى مصفاة حمص ومرفأ طرطوس عام 1968 وهو التاريخ الفعلي لانتاج النفط الخام بعد أن تم وضع محطة ضخ "تل عدس" شمال شرق البلاد موضع الاستثمار. وقامت الشركات العامة في سورية بالتعاقد مع شركات اجنبية بعقود خدمية مشاركة في الانتاج، على أساس التزام الشركات بتنفيذ أعمال التنقيب كافة وانفاق حد أدنى من الأموال. وفي حال العثور على كميات تجارية تسترد الشركة المكتشفة المبالغ المصروفة على المشروع وفق نسب استرداد التكلفة من النفط المنتج الى جانب حصولها على حصة محددة من النفط المنتج. وقامت بعمليات التنقيب شركات "بيكتن" و"شل" و"ديمنكس" خلال الثمانينات. وبعد اكتشاف حقل التيم تأسست "شركة الفرات للنفط" في 1984. ويصل انتاج هذه البئر الى 33800 ألف برميل يومياً. وكان عدد الآبار المنتجة عام 1989 بلغ 25 بئراً تعود الى ثمانية حقول، وارتفع العدد نتيجة تزايد عمليات الاستكشاف والتطوير آخر عام 1995 ليصل الى نحو 162 بئراً تعود الى 35 حقلاً. وتم انتاج النفط من خلال أربع منشآت انتاج مركزية هي التيوم وعمر والورد والتنك وصُلِت بها الحقول المنتجة كافة من خلال محطات انتاج فرعية. وتقوم مصفاة "حمص" وكذلك "بانياس" بتكرير النفط الخام. وتعادل الطاقة التصميمة لمصفاة بانياس ستة ملايين طن سنويا من النفط الخام وهي مصممة لتكرير مختلف خلائط الخام الخفيف مع النفط السوري الثقيل بنسب بين 50 في المئة الى 20 في المئة من الأخير، كما يتم رفع انتاجيتهما في شكل مستمر لمسايرة زيادة الاستهلاك على المشتقات البترولية. وبالنسبة الى الغاز الطبيعي، أشارت الدراسة الى قيام عدد من المشاريع خلال السنوات الخمس عشر الماضية التي تهدف الى استغلال هذه الثروة وتتمثل في فصل ومعالجة الغاز الجاف النظيف لاستخدامه كوقود في محطات توليد الطاقة الكهربائية وفي المصافي ومصنع الاسمنت، اضافة الى استخدامه في صناعة الاسمدة الازوتية. وتنتج هذه الوحدات غاز البترول المسال الذي يستخدم كوقود منزلي اضافة الى كميات من المكثفات.