فرضت الدول الصناعية السبع الكبرى ومجموعة الاتصال الدولية في اجتماعها أمس السبت في لندن حظراً على الاستثمارات في صربيا، فيما أعربت روسيا، التي حضرت الاجتماع، عن تحفظها عن هذا الاجراء. واتسعت المواجهات بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان في كوسوفو واندلعت أمس معارك شديدة بين الشرطة الصربية وجماعات ألبانية مسلحة قرب الطريق السريع في كوسوفو الذي تم اقفاله أمام حركة المرور. وذكرت المعلومات أنه سقط في هذه المعارك ما لا يقل عن أربعة من الألبان وأحد أفراد الشرطة، إضافة إلى عدد من الجرحى في صفوف الطرفين. وشهدت عاصمة كوسوفو مدينة بريشتينا أمس تظاهرتين احداهما نظمها الألبان ونددت بالعنف الصربي في الاقليم في حين شارك الصرب في التظاهرة الثانية التي رفعت شعارات "كوسوفو جزء من صربيا". وفي لندن، أعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك أمس ان الدول الصناعية السبع الكبرى، بالاضافة إلى روسيا اتخذت قراراً يمثل مجموعة الاتصال الدولية في شأن تجميد الاستثمارات الأجنبية في صربيا "لإجبار الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش على الدخول في حوار مع ألبان كوسوفو بحضور وسيط دولي". وقال كوك في مؤتمر صحافي في لندن: "إن المجتمع الدولي قلق من الاجراءات الصربية ضد الغالبية من السكان الألبان في كوسوفو". وأكدت موسكو مجدداً معارضتها فرض عقوبات على بلغراد، وحذرت من خطورة التسرع في اتخاذ مثل هذه الاجراءات. ونقل عن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية أمس قوله "إن روسيا عارضت استخدام القوة في فرض عقوبات اقتصادية، وتدعو الأطراف كافة في يوغوسلافيا السابقة وخارجها إلى التحلي بأكبر قدر من الحذر وضبط النفس". وفي بلغراد، أكدت الحكومة الصربية أنها ستواصل رفض الوساطة الدولية في قضية كوسوفو. وقال وزير الخارجية اليوغوسلافي جيفادين يوفانوفيتش إن بلاده "ترفض أي وساطة خارجية في حل مشاكلها الداخلية". وأشار يوفانوفيتش إلى أن هذا الرفض "يأتي استجابة لقرار الرأي العام في صربيا الذي صوّت بغالبية ساحقة الشهر الماضي إلى جانب رفض وساطة خارجية في قضية اقليم كوسوفو الذي يقع داخل أراضي جمهورية صربيا". وذكرت اذاعة بلغراد أمس ان المبعوث الأميركي الذي توسط في النزاع البوسني عام 1995 ريتشارد هولبروك سيصل في وقت لاحق إلى بلغراد يرافقه المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة البلقان روبرت غيلبارد لاجراء محادثات مع ميلوشيفيتش في شأن عدد من القضايا الراهنة المتعلقة بالسلام في منطقة البلقان.