أجرى الحزب الاشتراكي الديموقراطي الالماني SPD ، الذي يتوقع فوزه في الانتخابات المقبلة في المانيا، اتصالات مع البلدان المغاربية لابلاغها عزمه على منح أهمية أكبر للمنطقة المتوسطية في حال حصوله على الأكثرية في الانتخابات وتشكيله الحكومة المقبلة. وقالت مصادر مغاربية لپ"الحياة" ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي انتقد تركيز الديموقراطيين المسيحيين بزعامة المستشار الحالي هلموت كول على أوروبا الشرقية، على حساب الضفة الجنوبية للمتوسط. وكانت مناقشات المسؤولين في الاتحاد الأوروبي لأولوليات السياسة الخارجية للاتحاد أظهرت طيلة السنوات الماضية، خصوصاً بعد مؤتمر برشلونة الأوروبي - المتوسطي العام 1995، تباعداً بين موقف المانيا المتحفظة عن اقامة شراكة واسعة مع بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط وبين موقف ايطاليا وفرنسا واسبانيا والبرتغال المتحمسة للتركيز على "الخيار المتوسطي". وأرسل الحزب الاشتراكي الالماني أخيراً وفوداً الى العواصم المغاربية لشرح السياسة التي يعتزم اتباعها حيال المنطقة المتوسطية في حال فوزه بالغالبية في الانتخابات، والأهمية التي يوليها الاشتراكيون الديموقراطيون لقضايا الأمن والاستقرار في المنطقة، وآفاق تطوير التعاون الاقتصادي بين ضفتي المتوسط، بوصفه عنصراً أساسياً لضمان التنمية والاستقرار السياسي، وتالياً الحد من موجات الهجرة غير المشروعة من الضفة الجنوبية الى الضفة الشمالية بما فيها المانيا بحثاً عن فرص عمل. وكان وفد من نواب الحزب الاشتراكي الديموقراطي في البوندستاغ البرلمان زار تونس أواخر الشهر الماضي، فيما زار وفد مماثل الجزائر. وتبدي العواصم المغاربية قلقاً من دور الاتحاد المسيحي الديموقراطي CDU الحاكم في المانيا في دفع الاتحاد الأوروبي نحو استمرار التركيز على التعاون مع بلدان أوروبا الشرقية وتسهيل خطوات انضمامها الى الاتحاد. وأفادت مصادر مطلعة ان الاشتراكيين الألمان طلبوا من العواصم المغاربية اقتراحات عملية لتطوير سياسة المانيا المتوسطية وتعديل خيارات بون الخارجية في اتجاه اعطاء مزيد من الأهمية لبلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، خصوصاً الشركاء المغاربيين الثلاثة للاتحاد الأوروبي: المغرب والجزائروتونس.