لندن - "الحياة" - أصبح "فياغرا"، العقار الجديد الذي طوّرته شركة "بفايزر" لعلاج العجز الجنسي لدى الرجال، حديث الساعة في الولاياتالمتحدة. ويتوقع بعض الخبراء ان تحدث حبوب "فياغرا" الزرقاء تغييرات بعيدة المدى على الصعيدين الاجتماعي والثقافي لا تقل أهمية عما احدثته حبوب منع الحمل قبل حوالي 40 سنة. ويقول طبيب الامراض الباطنية ستيفن لام، المحاضر في كلية الطب في جامعة نيويورك، ان "الاهتمام بهذا العقار لا يُصدّق. فالكثير من الرجال ليسوا راضين عن ادائهم الجنسي". وحسب تقديرات الشركة المنتجة للعقار فان حوالي 30 مليون رجل اميركي، تزيد اعمارهم في الغالب على 50 سنة، يعانون العجز الجنسي. ويترك هذا آثاراً وخيمة على حياتهم الاجتماعية وحالتهم النفسية. وكانت العلاجات المستخدمة سابقاً مزعجة ومؤلمة، بينما لا يقتضي الامر الآن سوى تناول حبة من "فياغرا" عن طريق الفم قبل حوالي ساعة من النشاط الجنسي. ويساعد العقار الجديد، الذي جرى اختباره في البداية كعلاج لأمراض القلب، على تنشيط الدورة الدموية وتمكين الرجل من الحصول على انتصاب. وتبيّن التجارب التي أجرتها شركة "بفايزر" على 4 الاف رجل من العاجزين جنسياً في انحاء العالم ان 70 في المئة منهم حصلوا على نتائج ايجابية. وبين الآثار الجانبية المحتملة للعقار عدم القدرة على التمييز بين اللونين الاخضر والاحمر. وتؤكد الشركة علناً انها لا تخطط لاجراء تجارب على رجال اصحاء لدراسة مفعول "فياغرا" كعقار مثير للشهوة الجنسية. ويقول الناطق باسمها اندي ماكورميك "لا نعتقد انه يحسّن الاداء". لكن هذا لا يمنع كثيرين من الاعتقاد بأن "فياغرا" يمكن ان يزيد القدرة الجنسية، وقد يدفع بالبعض الى استخدام جرعات اكبر من العقار. ولا توصي الشركة بتناول اكثر من حبة واحدة في اليوم. ويحذر اطباء من استخدام العقار من دون علاج نفسي. وتقول ايلين بالاس، مديرة عيادة الصحة الجنسية في جامعة تولين، ان "فياغرا سيكون اكثر فاعلية عندما يجري الجمع بين العلاجين النفسي والطبي". كما يحذر آخرون من احتمال إساءة استعماله، خصوصاً من قبل الشباب. ورغم ان شركة "بفايزر" تؤكد ان العقار لا يسبب الادمان، فان بعض الخبراء يشير الى انه قد يجعل المرء يتكل عليه نفسياً. ويتوقع ان يؤدي انتشار "فياغرا" الى ازالة العوائق الوظائفية والنفسية التي تعترض الاداء الجنسي للرجال. وسيؤدي ذلك الى تغيير النظرة الاجتماعية السائدة تجاه الرجال في الخمسين او الستين من عمرهم.