رغم احتفاله بمرور عقد من الزمن على طرحه في الأسواق، ما يزال عقار "فياجرا،" الذي يحب البعض إطلاق اسم "الحبة الزرقاء" عليه، يشغل بال الكثيرين، ويحصل على نصيب وافر من الجدل بين مؤيد ومعارض. وتفيد إحصائيات حديثة أن 25 مليون رجل حول العالم يدينون للعقار بالاستقرار الذي تعيشه حياتهم الزوجية والجنسية، بعد أن منحهم "قدرات" اعتقدوا أنهم فقدوها إلى الأبد، غير أن البعض يشير إلى أن مستخدمي العقار لم يفلتوا من "همزات ولمزات" زوجاتهم، كما أن ممارستهم للجنس أخذت طابعاً ألياً، بعيداً عن المشاعر الحقيقية. ووفقا لما جاء في cnn يقول الدكتور أروين غولدشتاين، مدير قسم العلاج الجنسي في مستشفى ألفارادو بولاية كاليفورنيا، إن اختراع عقار فياجرا أشبه ب"انفجار نووي،" لأنه وفّر فرصة ظهور ما يمكن تسميته "الطب الجنسي" وحطّم المحظورات الاجتماعية. واعتبر غولدشتاين أن الفياجرا هي أبرز عقار يقدّم في عالم العلاقات الجنسية منذ طرح حبوب منع الحمل في العقد السادس من القرن الماضي. فقبل ظهور العقار، كانت الأحاديث حول العجز الجنسي أو مشاكل الانتصاب لدى الرجال تدور خلف جدران مغلقة، غير أن ظهور "الحبة الزرقاء" حولت الموضوع إلى شأن اجتماعي عام لا يسبب الخجل فحسب، بل أن الكثير من المشاهير اندفعوا للظهور في إعلانات تسويقية له. أما الدكتور إيرا شارلب، الناطق باسم الجمعية الأمريكية لطب المسالك البولية فقد قال إن الفياغرا هي: "واحدة من أكبر الخطوات الثورية على صعيد الصحة الجنسية،" واضعاً إياها في سياق التغييرات الاجتماعية للنظرة حول العملية الجنسية، والتي بدأت مع عالم النفس المعروف، سيغموند فرويد. وأضاف إن العقار "منح حياة جديدة للأشخاص الذين حُرموا في السابق من المتعة الحميمة." وكان الأطباء، قبل اختراع الفياجرا، يوصون بعلاجات معقدة للمساعدة على تحقيق الانتصاب، بينها حقن تستخدم في القضيب أو أدوات مثل المضخات الفراغية، غير أن تلك الوسائل كانت صعبة الاستخدام، إلى جانب أنها كانت غير ممكنة لمرضى السكري وسرطان البروستات والكوليسترول وأمراض أخرى. غير أن الدكتور كريس ستيدل، حذّر من تأثير العقار على مرضى القلب، وذلك بمعنى أن عدم الانتصاب قد يكون مؤشراً على وجود مشكلة في عضلة القلب، واعتماد الفياغرا لحل المشكلة سيقود إلى تجاهل تلك المشكلة وتعريض المريض لمخاطر ناجمة عن جهله بوضعه الصحي. وأضاف: "يمثّل قضيب الرجل مجرد رأس جبل جليد، وهو يدل على الوضع الصحي العام." أما غيرالد ميلخيود، وهو طبيب نفسي من ولاية تكساس الأمريكية، فقد أشار إلى أن العقار خلق بعض التعقيدات على صعيد العلاقة الجنسية، وخاصة لدى عدد من الرجال الذين شعروا بالنقص أمام نساء أقمن علاقة معهن باستخدام الفياجرا. كما أضاف أن بعض النساء بالمقابل قد تنتابهن مشاعر سلبية بسبب تناول أزواجهن للعقار، إذ أن ذلك سيدفعهن للتساؤل حول ما إذا كن قد فقدن جاذبيتهن، إلى جانب الإحساس بأن العملية الجنسية باتت آلية وخالية من المشاعر الرومانسية، وذلك أن الانتصاب يتحقق بمجرد تناول حبة دواء. يذكر أن الفياغرا يعمل عبر زيادة ضخ الدم في الشرايين، خاصة تلك المحيطة بمنطقة العانة، الأمر الذي يسهّل الانتصاب، وبخلاف ما يعتقده البعض، فإن 25 في المائة من المرضى قالوا إنهم لم ينالوا النتائج المطلوبة بعد استخدامه.