اعلنت السلطة الفلسطينية انها اعتقلت "جميع" من تشتبه في انهم اغتالوا محيي الدين الشريف، المسؤول في "كتائب عزالدين القسام"، الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس. واشارت الى ان التحقيق مع المعتقلين مستمر وان "نتائجه ستنشر حال الانتهاء منه"، لافتة الى ان المتهمين في القضية سيحالون على القضاء. في غضون ذلك، اعلن قيادي في "حماس" ان الحركة معنية بخفض حدة التوتر في المجتمع الفلسطيني، فيما دعت اسرائيل القيادة الفلسطينية مجددا الى عدم اطلاق المعتقلين. واعتبرت القيادة الفلسطينية في بيان اصدرته عقب الاجتماع الذي عقدته في غزة ليل السبت - الاحد والذي خصص الجزء الاكبر منه للبحث في ذيول الازمة التي نشبت اخيرا بين السلطة الفلسطينية و"حماس" على خلفية اغتيال الشريف، ان سيادة القانون والنظام والقضاء النزيه هي الاساس الصلب لحماية الوحدة الوطنية وضمان توفير الاجواء الديموقراطية لجميع القوى الفلسطينية. وقالت انها استمعت الى تقرير مفصل من الاجهزة الامنية عن التحقيقات مع "المجموعة التي ارتكبت هذه الجريمة النكراء بعد ان تمكنت اجهزة الامن الفلسطينية من اعتقال جميع الفاعلين". وكررت انها لن تسمح لاحد بان يطبق القانون على طريقته مهما كانت طبيعة الخلافات السياسية. من جانبه، قال المهندس اسماعيل ابو شنب، احد زعماء "حماس" ان "الحركة معنية بتخفيف حدة التوتر داخل المجتمع الفلسطيني لكي لا تفرح اسرائيل مرتين، الاولى باغتيال الشريف، والثانية بوقوع مشاكل داخلية. واستراتيجيتنا هي عدم اشاعة الفتن داخل الشارع الفلسطيني". وعن الخطوات التي ستتخذها "حماس" من اجل خفض التوتر، قال: "سنطالب بوقف هذا الظلم وان تحترم السلطة الديموقراطية في هذا البلد، وهناك مؤسسات حقوق انسان واعضاء في المجلس التشريعي وشعبا معنا يتوقون الى الحرية وتحقيق المصلحة العامة". ودعا السلطة الفلسطينية الى التروي وعدم التسرع في اعلان نتائج التحقيق، مشيرا الى "ان النتائج التي قدمتها السلطة عن هذه القضية غير مقبولة ولدينا عقولنا التي نحترمها، وما جرى غير مقبول من عقل او منطق ويتنافى مع الحقيقة". وتساءل عن اسباب تسرع السلطة في الحديث الى الاعلام عن هذه القضية التي لم تكتمل خيوطها، اذ من غير الممكن التوصل الي نتائج قبل شهر او شهرين، مشيرا الى انه "ليس من المعقول ان تكون هناك حملة اعلامية قبل صدور النتائج المؤكدة للتحقيق في هذه القضية المعقدة جدا والحساسة". واعتبر ان حملة الاعتقالات التي نفذتها السلطة في صفوف "حماس ليس لها ما يبررها"، معتبرا ان رموز الحركة لم يهاجموا السلطة وانما قاموا بتوضيح الموقف. الى ذلك، طلبت اسرائيل مجددا من السلطة الفلسطينية امس عدم اطلاق ناشطي "كتائب القسام" الذين اعتقلتهم. وقال ديفيد بار ايلان الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لوكالة "فرانس برس" ان "الذي يهم اسرائيل هو الا تطلق السلطة الفلسطينية سرا ارهابيين بعدما اعتقلتهم بضجة". لكنه رفض الادلاء باي تعليق على عمليات التوقيف الاخيرة، معتبرا اياها "مسألة داخلية فلسطينية". من جهة اخرى، ابلغ الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم نقابة الصحافيين الفلسطينيين في اتصال هاتفي عزم السلطة اعادة فتح مكاتب وكالة الانباء "رويترز" بعد غد الاربعاء، وذلك بعد عقد لقاء بين السلطة وممثلي الوكالة. وقال امين سر نقابة الصحافيين زكريا التلمس ان الشرطة استدعت 5 من العاملين في وكالة "رويترز" وطلبت منهم التوقيع على تعهدات بالتزام قانون المطبوعات والتوجه للمباحث الجنائية في حال استدعائهم. وعلى صعيد عملية السلام على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، اكد الرئيس ياسر عرفات ان السلطة الفلسطينية تنتظر الاعلان عن المبادرة الاميركية بشكل رسمي. وحذر من ان المناورات الاسرائيلية تحاول بكل الوسائل تأخير هذه المبادرة. ونقل عن عرفات قوله خلال اجتماع القيادة ان "السلطة الفلسطينية تنتظر الاعلان عن المبادرة الاميركية بشكل رسمي، لكنه حذر من ان "المناورات الاسرائيلية تحاول تأخيرها وتعمل بكل الوسائل لتبديد الفرصة الراهنة، وعلى كل المستويات، لاحراز تقدم جدي في مسيرة السلام". وحذرت القيادة الفلسطينية في بيانها من خطورة المناورات الاسرائيلية الجارية لتعطيل التحرك الدولي الهادف الى كسر الجمود، خصوصا التحركان الاميركي والاوروبي. واشارت الى انها ابدت وبشهادة كل الاطراف المعنية بعملية السلام كل المرونة والايجابية اللازمة لدفع عملية السلام وانقاذها من خطر الانهيار بسبب التعنت الاسرائيلي. لكنها قالت انها ما تزال تتطلع الى موقف دولي اوروبي واميركي وروسي الى جانب الموقف العربي يساهم في انقاذ عملية السلام وكبح العقبات التي تضعها اسرائيل عبر سياستها الاستيطانية التي تشكل اكبر تهديد للقدس الشريف وباقي الاراضي الفلسطينية.