أشعلت إسرائيل فتيل التوتر في قطاع غزة باغتيالها 3 قادة ميدانيين بكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ما دفع الأخيرة لتوعدها بدفع الثمن غاليا. وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات الاحتلال قصفت سيارة جنوبغزة يستقلها القادة إسماعيل علي لبد (35 عاما)، وشقيقه عبد الله علي لبد (44 عاما)، ومحمد مهدي الداية (31 عاما) ما أدى إلى استشهادهم. وزعم الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الغارة "استهدفت مخربين خططوا لاختطاف إسرائيليين في شبه جزيرة سيناء وداخل إسرائيل"، وهو ما نفته حماس. وحملت كتائب القسام الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد والنتائج المترتبة عليه، وتوعدت بأن الاحتلال سيكتوي بنار القسام. كما اعتبرت حركة حماس العملية جريمة متعمدة واستمرارا ممنهجا لسياسة القتل والإجرام وإرهاب الدولة الذي يمارسه الاحتلال، مؤكدة كذب المبررات التي ذكرها العدو الإسرائيلي لارتكاب جريمته. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم إن غياب العدالة الدولية وغياب القرارات الرادعة لهذا الاحتلال وعدم محاكمة أي من قياداته على جرائمهم يعني مزيدا من الدم الفلسطيني وقتل الفلسطينيين. من جانبها أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن جريمة الاغتيال تكشف وتدلل على النوايا العدوانية للاحتلال، وأنه يتحضر لشن حرب على غزة. وحذرت الحركة من سياسة "الاغتيالات المريحة" التي تشكل استنزافا متواصلا لقادة المقاومة. بدورها دانت حركة فتح في غزة تواصل التصعيد الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع, واغتيال 3 من المقاومين، محذرة من مغبة نتائج العدوان "الذي ينذر بمخطط مبيت ضد قطاع غزة"، وطالبت بتدخل دولي عاجل لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي غير المبرر. من جانبها أكدت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، أنها في حل من أي التزام بعدم التصعيد وأن ردودها ستكون بحجم الجريمة الإسرائيلية، داعية إسرائيل "للاستعداد لمواجهة جحيم الغضب الفلسطيني". من جهة أخرى، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إنه من دون الوحدة الوطنية لن يكون هناك سلام حقيقي يلبي التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة. وجدد عباس، خلال استقباله في مدينة رام الله، عائلات أسرى فلسطينيين أعلنوا إضرابهم عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية للمطالبة بإنهاء الانقسام الداخلي، استعداده للتوجه إلى قطاع غزة من أجل تحقيق المصالحة الوطنية. وذكر أن مبادرته بالتوجه إلى غزة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعيد إعمار قطاع غزة وتحضر لانتخابات رئاسية وتشريعية لتحقيق المشروع الوطني المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.