اكدت اسرائيل ان لديها خطة معدة منذ عامين لطرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي قررت مبدئيا الليلة الماضية ابعاده عن الاراضي الفلسطينية.وعلق رئيس الوزراء المكلف احمد قريع جهوده لتشكيل الحكومة احتجاجا على القرار فيما احاطت حشود فلسطينية مقر عرفات للدفاع عنه. نقلت الاذاعة العامة الاسرائيلية عن ضابط اسرائيلي قوله أمس: إن خطة طوارئ كان الجيش الاسرائيلي قد تدرب عليها العام الماضي من اجل القيام بعملية عسكرية تنتهي بابعاد عرفات الى شمال افريقيا ما زالت مطروحة وقابلة للتنفيذ . وكانت مصادر دبلوماسية غربية كشفت العام الماضي عن ان اسرائيل اعدت خطة كهذه منذ اطار حملة السور الواقي التي اعادت خلالها احتلال مدن الضفة الغربية. ووفقا للمصادر، فقد تدريب وحدة مختارة من الجيش الاسرائيلي على اختطاف عرفات من مقره في رام الله ونقله بمروحية إلى احدى دول شمال افريقيا. ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت أمس الجمعة، عن ضابط لم تنشر اسمه قوله اخذ في الاعتبار انه ستكون هناك مقاومة مسلحة ولذلك فقد اتخذت ترتيبات لاخماد المعارضة..ولكن ستكون هناك معركة. قرار ابعاد عرفات واتخذت اسرائيل مساء الخميس قرارا مبدئيا بابعاد الرئيس الفلسطيني مؤكدة انه يشكل عقبة امام السلام ستعمل على التخلص منها بطريقة وفي موعد يقرران في وقت لاحق . وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تلقى قبل اجتماع طارئ لطاقم حكومته الامنية المصغرة رسالة من الرئيس الاميركي جورج بوش الذي عبر عن معارضة الولاياتالمتحدة لاجراء ابعاد عرفات فعليا. وقال مسؤول حكومي كبير :ان القرار المتخذ هو سيف مسلط يمكن ان ينقض على عرفات في الوقت المناسب ، موضحا انه قرار مبدئي يجيز لرئيس الوزراء اتخاذ التدابير التي يراها مناسبة من دون ان يكون مضطرا لاستشارة الوزراء مسبقا . واوضح مصدر حكومي ان هذا القرار يعني ان الجيش الاسرائيلي يملك الضوء الاخضر لابعاد الزعيم الفلسطيني في الوقت الذي يراه مناسبا. قريع يحذر ويعلق وقد اعلن رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف أحمد قريع انه سيعلق محاولته تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة بسبب القرار الاسرائيلي. وقال قريع: ان هذا قرار خطير ومتهور يقضي على اي محاولة من جانبه لتشكيل حكومة جديدة.. وأضاف ان هذا القرار الخطير المتهور اذا تم تنفيذه فسوف يؤدي الى انفجار في الاراضي الفلسطينية بل في المنطقة كلها كما سيقضي على اي فرصة لتحقيق السلام واحلال الامن في المنطقة. وحث عقلاء العالم على تقدير هذا الخطر البالغ وارغام الحكومة الاسرائيلية على التراجع عما سماه هذا القرار المجنون. حشود تحيط بعرفات وعقب اعلان اسرائيل عن قرارها المبدئي بابعاد عرفات، تدفق عشرات الالاف من الفلسطينيين من رام الله والبيرة الى الساحة الرئيسية لما تبقى من مقره كما انطلقت مظاهرات ضخمة في طولكرم ومخيمها. وحيا عرفات في مقره في مدينة رام الله حشدا ضخما من الجماهير التي تدفقت إلى هناك اظهارا للتضامن معه في ساعة متأخرة من مساء الخميس. وقال عرفات للجماهير رافعا يده بعلامة النصر إنه باق. وأردف قائلا وقد وقف بجواره حراسه الأمنيون: إن الشعب الفلسطيني هو القادر على الرد على هذا التهديد الاسرائيلي. وتعهدت الجماهير بدعمه والدفاع عنه. اصداء فلسطينية للقرار وفي تصريحات خص بها البوابة قال وزير العمل الفلسطيني غسان الخطيب تعقيبا على القرار الاسرائيلي ان مثل هذه الخطوة ان تم تنفيذها ستكون لها عواقب وخيمة وستؤدي الى ردود فعل قاسية جدا . واكد ان مثل هذه الخطوة سيكون لها صدى صعب على المستوى الاقليمي وسيكون ذلك مضرا بمصالح الولاياتالمتحدة ولكن الاهم من كل ذلك ان خطوة من هذا النوع ستنهي وجود السلطة الفلسطينية وسنعود الى مرحلة الاحتلال الاسرائيلي المباشر مرة اخرى . واكد الخطيب ان السلطة الفلسطينية تاخذ التهديدات على محمل الجد لان الحكومة الحالية متطرفة من كافة جوانبها ولن تنتظر ضوءا اخضر لا من اميركا ولا من اوروبا وبالتالي ليس من المستبعد عليها اتخاذ اجراءات من هذا النوع وقال علينا ان نكون متيقظين ونعمل كل ما يمكن من اجل ردع اسرائيل عن عمل مثل هذه الخطوة الحمقاء .. ودعا الولاياتالمتحدة لعمل ما يلزم لاجل نصح اسرائيل ووقف أي مخطط يمس الرئيس الفلسطيني. كتائب شهداء الاقصى وقد هددت كتائب شهداء الاقصى، الذراع العسكري لحركة فتح التي يتزعمها عرفات: ان على الحكومة الاسرائيلية الارهابية المجرمة ان تفهم جيدا ان الرئيس ياسر عرفات رمز النضال الفلسطيني والمساس به سيكلف غاليا وقالت: كتائب الاقصى في بيان وصل البوابة نسخة: منه ان السكوت لم يعد ممكنا على المؤامرات التي تحاك عبر الاوروبيين والاميركيين والصهاينة وحفنة من المتآمرين وحذر البيان كل من تسول له نفسه المساس بالرئيس عرفات ونقول لهم ان ردنا قادم. ودعت الكتائب جميع فصائل المقاومة لتتوحد امام هذه المؤامرة الشرسة التي تستهدف كل الشعب الفلسطيني ليكون ردنا اكثر ايلاما على الارهاب الصهيوني الاميركي الذي يحاول ابعاد رمز العزة والكرامة العربية ابو عمار وقال بيان منفصل :ان الوقاحة الاسرائيلية الاميركية وصلت من مقاطعة الرئيس عرفات الى الدعوة لطرده لانه يرفض الانصياع لاملاءاتهم التي تطمس حقنا في ارضنا ومقدساتنا. وحذرت الكتائب من ان هذا التصرف الاحمق سيقود المنطقة الى الانفجار وقالت من يقاطع الرئيس عرفات يجب مقاطعته من الشعب الفلسطيني ودعت الحكومة الفلسطينية الى حماية المقاومين حتى دحر الاحتلال. حماس: قرار هستيري ومن جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس القرار الإسرائيلي قرارا هستيريا .. وقال إسماعيل هنية القيادي في الحركة :إن القرار يؤكد الحالة الهستيرية للكيان الصهيوني والمأزق السياسي والأمني والأخلاقي. وأوضح أن هذا القرار يعني أن الاحتلال ليس معنيا بأي نوع من الهدوء والاستقرار وأن المشكلة في الاحتلال وعدوانيته وسياسته التصعيدية وليست في الشعب الفلسطيني . وقال: لن نتراجع وسنتمسك بحقوقنا وصمودنا في وجه الإرهاب. الجبهة الشعبية واكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفضها القاطع للقرار الاسرائيلي بابعاد عرفات موضحة ان هذا جزء من سياسة اسرائيل القائمة على عدم الاقرار بان هذه الارض هي ارض فلسطينية وان الرئيس عرفات وهو قائد لشعبه ومنتخب من قبله واكد كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ان اسرائيل تتعامل باعتبار الجميع تحت الوصاية وتحت القانون الاسرائيلي هو امر مغاير للحقيقة ومغاير للاتفاقات التي وقعتها اسرائيل مع منظمة التحرير برئاسة الرئيس عرفات. الجبهة الديمقراطية وقالت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين: ان قرار ابعاد الرئيس عرفات هو قرار من حكومة فقدت عقلها ولم تعد تستطيع ان تشق طريقا للخروج من مأزقها الناجم عن استمرار المقاومة الفلسطينية بالرغم من كل المحاولات الاسرائيلية لقمع هذه المقاومة. واوضح قيس عبدالكريم ابو ليلى عضو المكتب السياسى للجبهة الديموقراطية ان اسرائيل تحاول ابتداع حلول خرقاء للخروج من هذه الازمة عن طريق هذا القرار موضحا ان اسرائيل والعالم بأسره يعلم انه لن يحل المشكلة بل سيزيد الامور تعقيدا حركة الجهاد ووصفت حركة الجهاد الاسلامي القرار بانه خطير وستكون له انعكاسات على المنطقة باكملها.. وعقب نافذ عزام احد قياديي الحركة على القرار قائلا: انه يمثل تصعيدا خطيرا كما انه يمثل استخفافا بكل المعايير والاعراف الدولية. واعرب عزام عن تضامن حركته مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات موضحا ان الحركة كانت ومازالت طوال اشهر الانتفاضة الفلسطينية متضامنة مع الرئيس ضد المحاولات الامريكية والاسرائيلية الهادفة الى اقصائه والى فرض الحصار عليه. اعتراض امريكي وذكرت الاذاعة الاسرائيلية امس: ان رئيس الوزراء الاسرائيلى ارييل شارون تلقى رسالة من الرئيس الامريكى جورج بوش قبل اجتماع الحكومة الامنية المصغرة يعترض فيها على ابعاد الرئيس ياسر عرفات فعليا. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر: ان رأينا في عرفات لم يتغير وما زلنا نعتقد انه جزء من المشكلة وليس من الحل، لكننا نعتقد ان ابعاده لن يكون مفيدا لانه لن يؤدي سوى الى اعطائه منبرا جديدا للحديث. فيما اعربت مستشارة الرئيس الامريكى للامن القومى كوندوليزا رايس فى اتصالات مع مسؤولين اسرائيليين عن قلقها من طرد عرفات وطلبت فى اتصال مع دوف جلاس مدير مكتب شارون ابلاغه بهذا القلق. تحذيرات روسية من جانبها حذرت الخارجية الروسية في بيان امس من ان تطبيق اسرائيل قرارها ابعاد الرئيس الفلسطيني سيكون خطأ سياسيا خطيرا. وقالت الوزارة ان القرار المبدئي للحكومة الاسرائيلية يثير قلقا كبيرا في موسكو وستكون له نتائج سلبية جدا على الوضع البالغ التعقيد في المنطقة.واضافت سينهي آفاق تسوية سلمية للازمة بين اسرائيل والفلسطينيين ويؤدي الى تطور لا يمكن السيطرة عليه للاحداث وفق سيناريو الاسوأ. شيراك: عرفات شرعي من جهته عبر الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عن قلقه الشديد للقرار الاسرائيلي. وقالت المتحدثة باسم سولانا كريستينا غالاش: نحن فى وقت يجب فيه ان نبذل اقصى الجهود لتفادى اعمال من شأنها ان تؤدى الى تصعيد العنف وتزيد من حدة التوتر. بينما رأى الرئيس الفرنسي جاك شيراك: ان عرفات هو الممثل الشرعي للسلطة الفلسطينية، وسيكون السعي الى ابعاده عن الساحة السياسية خطأ جسيم. إدانة إسرائيلية للقرار ونقلت الاذاعة الاسرائيلية امس عن عضو الكنيست ابراهام بورج من حزب العمل المعارض معارضته الشديدة لهذا القرار ، مشيرا الى انه ادى الى اضعاف اسرائيل من الناحية الاستراتيجية، واوضح بورج ان الحكومة الاسرائيلية اجتازت الخط الاحمر،معربا عن اعتقاده بانها تضع الياس بدلا من الامل. من جانبه قال الوزير ابراهام بوراز عن حزب (شينوى): انه يجب عدم طرد عرفات او القضاء عليه، مشيرا الى ان ذلك سيجلب على اسرائيل مأساة كبيرة. اما الوزيرة ليمور لبناد فقد ايدت القرار وادعت انه ليس هناك فرق من الناحية الاخلاقية بين قرار واشنطن مطاردة اسامة بن لادن وبين قرار اسرائيل بطرد الرئيس عرفات، واصفة الموقف الامريكى بانه يتسم بازدواج المعايير. واعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان القرار الاسرائيلي يؤكد الحالة الهستيرية للكيان الصهيوني والمأزق السياسي والامني والاخلاقي. موسى: توتر اضافي وحذر عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية من ان أى اجراء يمس عرفات سوف يزيد التوتر والصدام وسيؤدى الى تداعيات سلبية هائلة. مؤكدا ان ياسر عرفات سيظل زعيما للفلسطينيين ممسكا بخيوط الموقف الفلسطينى من السلام وله تأييد كل الدول العربية وكل من يؤيد عملية اقامة سلام عادل. وأضاف ان الموقف الاسرائيلى من الرئيس عرفات هو موقف شخصى ونحن لن نسير فيه ولن نؤيد هذا الموقف الشخصى الظالم. كما قال السفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية ان مثل هذا التصرف سوف يلحق أضرارا فادحة بالمنطقة وعملية السلام وسيزيد الاوضاع تدهورا. إندونيسيا وكندا واستراليا وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الاندونيسية خلال لقاء أسبوعي معتاد ان الحكومة الاندونيسية تعتقد ان محاولات تهميش الرئيس عرفات لن تساعد الاستقرار في المنطقة. سنعبئ بالتأكيد الدعم من دول اخرى لها نفس الموقف بشأن هذه القضية. وعبرت الحكومة الكندية عن قلقها الشديد للقرار وتخوفها من النتائج غير المتوقعة التي يمكن ان تنجم عنه. وقال وزير الخارجية بيل غراهام ان كندا تخشى ان يسى إبعاد عرفات الى عملية السلام وان يكون للقرار أثر سلبي على المفاوضين الفلسطينيين الذين بدوا ايجابيين. اما وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر قال ان طرد عرفات سيجعل منه شهيدا. اعتقد انه سيكون من الحكمة اكثر للإسرائيليين إبقاءه والتعامل مع رئيس الوزراء الفلسطيني (احمد قريع) الذي نعرفه جيدا. ..ويخاطبهم من خلال ميكروفون