فاز الاشكنازي الجنرال السابق رئيس الدولة العربية عيزر وايزمان على منافسه المغربي الاصل شاؤول عامور المدعوم من قبل اليمين بغالبية أصوات اعضاء البرلمان الاسرائيلي لولاية ثانية تدوم خمس سنوات. وكما كان متوقعاً، حصل وايزمان على اكثرية 63 صوتاً من أصل 120 مقابل 49 صوتاً لمنافسه عامور فيما أدلى سبعة نواب بأوراق بيضاء وامتنع نائب واحد عن التصويت. وسارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي دعم عامور بكل قوته الى تهنئة وايزمان في مكالمة هاتفية وقال له بالعربية "مبروك"، ملمحاً بذلك في ما يبدو الى مساندة اعضاء الكنيست العرب للأخير في الانتخابات. ونفى نتانياهو ان تكون نتائج الانتخابات فشلاً له ولحزبه اليميني ليكود وقال للصحافيين انه "فوز للديموقراطية" واثنى على مرشحه المهزوم. وقال وايزمان لنتانياهو "لا تقلق سنتعاون مع بعضنا البعض "فيما رد نتانياهو بالايجاب مشيراً الى بداية "عهد جديد" بين الرجلين اللذين تميزت علاقتهما بالفتور خلال السنتين الاخيرتين. واعتبر زعيم المعارضة العمالية ايهود باراك فوز وايزمان "هزيمة سياسية لنتانياهو"، مشيراً الى ادلاء عدد من اعضاء الائتلاف اليميني الحاكم بأصواتهم لصالح وايزمان على رغم دعم رئيس الحكومة لعامور. واجرى الرئيس حسني مبارك اتصالاً هاتفياً امس مع وايزمان هنأه خلاله باعادة انتخابه. كما اجرى رئيس الوزراء المصري السابق الدكتور مصطفى خليل اتصالاً بوايزمان، وعبر في تصريح بثته اذاعة "صوت العرب" عن أمله بأن تسهم اعادة انتخاب الرئيس الاسرائيلي في احلال السلام في المنطقة. وفي غزة أ ف ب، هنأ الرئيس ياسر عرفات وايزمان باعادة انتخابه رئيساً لدولة اسرائيل. وأكد مصدر فلسطيني مسؤول ان عرفات اتصل هاتفياً بوايزمان لهذه الغاية، مضيفاً انه اشاد في المناسبة بالتصريحات التي ادلى بها وايزمان بعد انتخابه وأكد فيها التزامه بعملية السلام والعمل على تقدمها. وتلقى عامور، وهو من اليهود الشرقيين السفارديم هزيمته بهدوء وقال للصحافيين انه لا يبحث عن منصب من قبل نتانياهو كتعويض، معرباً عن امله بأن يتم انتخاب رئيس الدولة المرة المقبلة من قبل الشعب وليس اعضاء الكنيست متجاهلاً نتائج استطلاعات للرأي العام الاسرائيلي اظهرت شعبية عالية لوايزمان. وانتقد عامور بشدة ما اسماه ب "الشعارات الطائفية" التي التصقت بحملته الانتخابية. وصور المرشح اليميني نفسه خلال الحملة الانتخابية كممثل ل "اسرائيل الثانية" في تلميح واضح الى وضع اليهود الشرقيين الذين يمثلون غالبية في المجتمع الاسرائيلي الذي يسيطر عليه الاشكناز، اي اليهود الغربيين. وكان نتانياهو قد تجاهل وعوده لعامور بتعيينه في مناصب عليا في الحكومة الاسرائيلية وحاول في ما يبدو تعويضه عن ذلك بترشيحه لمنصب رئيس الدولة، وهو منصب فخري لا ينطوي على سلطة تنفيذية. ولا تعني معارضة اليمين الاسرائيلي لاعادة انتخاب وايزمان انه من المعتدلين سياسياً. فمعلوم انه حث رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق رابين على ابطاء العملية السياسية مع الفلسطينيين بعد موجة التفجيرات التي اجتاحت تل ابيب والقدس في حينه. الا انه طالب الادارة الاميركية بممارسة الضغوط على رئيس الحكومة اليميني الحالي لدفع المسيرة السلمية الى امام ازاء التعنت الذي ابداه نتانياهو مما أدى الى تجميد العملية برمتها. ولم يخف الفلسطينيون داخل الخط الاخضر مشاعرهم ازاء المرشحين عامور ووايزمان وأشار اكثر من نائب منهم الى ان كلاً منهما سيئ الا ان دعم اليمين الاسرائيلي لعامور حمل هؤلاء في ما يبدو، على التصويت لوايزمان الذي وعد بالعمل على تحسين اوضاعهم في السنوات الخمس المقبلة. وحاول النواب العرب في الكنيست الحصول على ضمانات من وايزمان لاطلاق المعتقلين الفلسطينيين حاملي الجنسية الاسرائيلية لأسباب سياسية من السجون مقابل منحه اصواتهم. وامتنع وايزمان التعهد بشكل علني باطلاق جميع المعتقلين السياسيين لكنه قال انه "سيدرس كل قضية بمفردها". يشار الى ان النائب اليميني ميخائيل كلاينر هو الوحيد الذي امتنع عن التصويت في الانتخابات الرئاسية وقرر زيارة السجناء الاسرائيليين الذين قتلوا عرباً بدلاً من الذهاب الى الكنيست للتصويت.