القدس المحتلة - أ ف ب - يستعد الرئيس الاسرائيلي الحالي عيزر وايزمان لخوض معركة من اجل تجديد ولايته الرئاسية في انتخابات تشكل سابقة ودليلا اخر على الانقسامات الكبيرة داخل الدولة اليهودية التي تحتفل بالذكرى الخمسين لقيامها. ويتوقع في شكل عام فوز وايزمان 73 عاماً، رئيس سلاح الجو السابق السياسي من حزب العمل، بولاية رئاسة ثانية في التصويت السري الذي ستجريه الكنيست الاسرائيلية البرلمان في الرابع من آذار مارس المقبل. الا ان إقدام رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على اختيار منافس من داخل تكتل "ليكود" اليميني، ادهش العديد من الاسرائيليين ودفع المحللين الى توقع احتمال هزيمة مفاجئة للرئيس وايزمان. وكان "ليكود" قرر دعم النائب المغمور من منطقة الشمال شاؤول امور لمنصب الرئيس، وهو منصب يظل فخرياً. وكان امور 57 عاماً هاجر من المغرب الى اسرائيل عام 1956 وتسلق السلم السياسي ليصبح رئيس بلدية بلدة "مجدال هعيمق" الصغيرة القريبة من حيفا ثم نائبا ل "ليكود" في الكنيست. ويعكس المتنافسان مثالا قويا على التناقض، فوايزمان هو رمز الاشكنازية اليهود الغربيين الارستقراطية التي سيطرت على الحياة السياسية في اسرائيل منذ اعلان قيامها عام 1948. وكان عمه حاييم وايزمان أول رئيس للدولة العبرية. اما هو فانتقل في حياته السياسية من وزير في حكومة يمينية الى حزب العمل في يسار الوسط. اما امور فيمثل السفارديم اليهود الشرقيين او المحرومين في المجتمع الاسرائيلي الذين قدموا من شمال افريقيا ومن دول شرق اوسطية وما زالوا يعانون من تمييز اجتماعي واقتصادي. وتستند شعبية وايزمان الى الاحترام الذي يلقاه كونه الرئيس الحالي اضافة الى صراحته في الحديث عن الامور الاجتماعية والسياسية على حد سواء. واظهر استطلاعان للرأي نشرا امس في الصحف الاسرائيلية تأييد 78 و 86 في المئة من الرأي العام الاسرائيلي لاعادة انتخاب وايزمان. لكن اعضاء الكنيست، وليس المواطنين، هم الذين سيقررون في النهاية من سيكون الرئيس المقبل. وقال امور لوكالة "فرانس برس": "أعتقد انني قادر على جمع الاسرائيليين، الفقير والغني، المتدين والعلماني، اليهودي والعربي، لانني امثل مزيجا من مجموعات مختلفة". ويتمتع امور بدعم نتانياهو وغالبية نواب "ليكود". ويقول المحللون ان بامكانه الحصول على تأييد السفارديم ونواب بعض الاحزاب الدينية، وحتى على تأييد عدد من نواب حزب العمل غير المتفقين مع وايزمان. وقال جدعون عزرا النائب من "ليكود" وأحد مؤيدي امور: "لقد حان الوقت لانتخاب احد المهاجرين من شمال افريقيا رئيسا". لكن نائباً يمينياً آخر هو رئيس بلدية القدس الاسرائيلي ايهود اولمرت، قال انه يفضل وايزمان على امور لأن الاخير لا يتمتع بالخبرة والدراية اللتين يتطلبهما منصب الرئيس. يذكر ان وايزمان ساهم خلال السنوات الخمس الاخيرة من ولايته، في خلق اعداء على المسرح السياسي في اسرائيل، يمينه واليسار. وادى انتقاده رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين ووزير خارجيته شمعون بيريز "لتسريعهما" مفاوضات السلام مع الفلسطينيين الى ابتعاد بعض شخصيات حزب العمل عنه. ولدى تسلم نتانياهو السلطة عام 1996 وادخاله محادثات السلام في أزمة، جاهد وايزمان لابقاء اتفاق اوسلو حيا واثار غضب نتانياهو بدعوته الرئيس ياسر عرفات الى منزله وقبوله دعوات من الرئيس حسني مبارك والعاهل الاردني الملك حسين والرئيس بيل كلينتون، في وقت كان هؤلاء يصدون نتانياهو. واقحم وايزمان نفسه في عاصفة اخرى في معركة العلمانيين والمتدينين في اسرائيل، باثارته حنق قادة المتدينين المتشددين عندما دعا الى تجاهل مقاطع عنيفة من التوراة.