كشفت مصادر إسرائيلية ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يدرس امكانية التهديد بتأجيل تنفيذ اتفاق واي بلانتيشن الخاص بالمرحلة الثانية من إعادة الانتشار في أراضي الضفة الغربية الفلسطينية، لإرغام المعارضة العمالية على عدم التصويت لصالح مشروع تقديم موعد الانتخابات في قراءته الأولى، في ضوء مصادقة لجنة الدستور والقانون التابعة للبرلمان الكنيست على اقتراح لتقديم موعد الانتخابات أول من أمس الاثنين. وقالت المصادر ذاتها إن نتانياهو، الذي سلم بحتمية اجراء انتخابات مبكرة، يسعى إلى تأجيلها إلى أن يتم تنفيذ الاتفاق الذي أبرمه مع الفلسطينيين والأميركيين الجمعة الماضي، وان السبيل الوحيد إلى ذلك هو التهديد بعدم تنفيذ الاتفاق إذا صوتت المعارضة العمالية الإسرائيلية لصالح قانون تقديم موعد الانتخابات في الكنيست والذي يتطلب غالبية 61 صوتاً في كل القراءات الثلاث المطلوبة لتنفيذه. ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن قريبين من نتانياهو أنه يستعد لارسال بيانات منتظمة للفلسطينيين والأميركيين يتلخص مضمونها أنه إذا جرى تقديم موعد الانتخابات، فإنه "لن يتمكن من تنفيذ الاتفاق، وفي هذه الحال سيعلن عن جدول زمني جديد يؤجل التنفيذ إلى ما بعد الانتخابات". وأوضح هؤلاء أنه بواسطة هذه الخطوة يمنع رئيس الحكومة المعارضة من القيام بلعبة مزدوجة، إذ أعلنت الأخيرة أنها ستصوت لصالح الاتفاق وتعمل على تقديم موعد الانتخابات من جهة أخرى. ورجحت المصادر أن يلقى تهديد نتانياهو آذاناً صاغية من قبل بعض نواب المعارضة الذين يمكن على أقل تقدير أن يمتنعوا عن حضور جلسة التصويت وبذلك يحولون دون تصويت غالبية في القراءة الأولى. وأعلن رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست مئير شتريت أنه سيعمل على احباط استمرار التشريع بشأن الانتخابات، مضيفاً أن نتانياهو "لا يستبعد اجراء انتخابات مبكرة، ولكنه يريد أن يحدد الموعد فقط بعد تطبيق الاتفاق". وتسعى غالبية الأحزاب السياسية في الدولة العبرية يمين ويسار إلى أن تجرى الانتخابات في شهر آذار مارس المقبل، فيما يؤيد أعضاء من حزب العمال ومن حركة "ميرتس" اليسارية اجراءها في حزيران يونيو لإعطاء فرصة أكبر لنتانياهو لتنفيذ اتفاق واي بلانتيشن. وشرعت أحزاب وحركات اليمين المنادية ب "وحدة أرض إسرائيل" بتشكيل جبهة بديلة ذات وزن تجبر الفائز برئاسة الحكومة المقبلة على أخذها في الحسبان، وتسعى إلى اجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن لمعاقبة نتانياهو الذي "خان" المعسكر القومي اليهودي "بتنازله عن جزء من أرض إسرائيل". وان التبادلية التي تحدث عنها تمثلت في تبادلية القتل بين الإسرائيليين والفلسطينيين كما حدث أول من أمس عندما قتل يهودي فلسطينياً بالقرب من مستوطنة ايتمار القريبة من نابلس بعد أن قتل فلسطيني مستوطناً بالقرب من كريات أربع في منطقة الخليل. وتشير الخارطة الحزبية الإسرائيلية إلى تبلور تحالف قوي بين "جبهة أرض إسرائيل" التي شكلها في السابق 17 عضواً في الكنيست للضغط ضد الانسحاب من أي شبر والحزب الجديد الذي شكله رئيس الجبهة ميخائيل كلاينر، الذي قارن الاتفاق بالاتفاقات التي وقعها تشمبرلين مع المانيا النازية في عهد هتلر، ومجلس المستوطنات اليهودية في الضفة والقطاع الفلسطينيين "يشع" يساندهم مجلس "الحاخامين من الصهيونية الدينية". ويرأس هذا المجلس رئيس الحاخامين السابق في إسرائيل ابراهام شفيرا الذي أصدر "فتوى" جديدة "تحظر على من يستطيع التأثير أن يؤيد هذا الاتفاق الفظيع". والمرشحون من اليمين لخوض الانتخابات ضد نتانياهو هم كلاينر نفسه أو رئيس بلدية القدس الإسرائيلي ايهود اولمرت أو بني بيغن ليكود الذي أعلن أن حزبه الدي يرأسه نتانياهو لم يعد يعنيه، أو اسحق ليفي رئيس الحزب الوطني الديني مفدال أو زميله في الحزب حنان بورات، وهؤلاء جميعاً لم يكن لتذكر اسماؤهم لو لم يشارك ارييل شارون وزير الخارجية الجديد في صياغة الاتفاق. غير أن تقديم موعد الانتخابات ليس الهاجس الوحيد الذي يقض مضجع نتانياهو الذي بدأ يشعر بالتهديدات التي تستهدفه شخصياً، كما استهدفت حياة سلفه اسحق رابين. وقبل أيام من احياء الذكرى الثالثة لاغتيال رابين على أيدي متطرف يهودي بعد أن نعت بالخائن، رفع المتظاهرون ضد نتانياهو شعارات "بيبي خائن"، "بيبي كاذب"، "حكومة دماء" وعرضوا صوراً لنتانياهو وهو يصافح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تحت عنوان "الشريك". وقال أحد المتظاهرين: "مثلما هتفنا ضد رابين خائن، فإننا هكذا أيضاً سنهتف ضد بيبي". وهذه الهتافات دفعت رئيس الدولة العبرية عيزر وايزمان إلى مطالبة اليمين ب "الكف عن التحريض" ضد نتانياهو. وانضم إليه زعيم المعارضة العمالية ايهود باراك الذي قال إن ما حصل أمام منزل نتانياهو يعيد إلى الذاكرة ما حصل لرابين.