قال السفير الجزائري لدى الدوحة السيد شريف شريقي ان بلاده شهدت على رغم المحنة التي عصفت بها مع بداية التسعينات انتعاشاً اقتصادياً كبيراً وملحوظاً تجلت في صورة خاصة خلال السنوات الثلاثة الاخيرة". وعزا ذلك الى "الاصلاحات الجارية المدعومة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ونادي باريس" مشيراً الى "ان خدمة الديون التي وصلت سنة 1993 الى 80 في المئة من مجموع عوائد التصدير تراجعت لتشكّل 31.5 في المئة فقط من اجمالي قيمة الصادرات تتناول 15 بليون دولار من الديون التي اعيدت جدولتها". واضاف ان هذا الامر "ادى الى تسجيل تطورات ملحوظة في عملية تعديل التوازنات المالية الشاملة". واضاف في مؤتمر صحافي عقده لمناسبة اول "معرض للمنتوجات الجزائرية" يفتتحه وزير التجارة الجزائري في الفترة من 8 - 13 آذار مارس الجاري وتشارك فيه 100 شركة جزائرية و220 رجل اعمال "ان العمل على استقرار سعر صرف الدينار الجزائري وارتفاع اسعار النفط الخام وتحسين الانتاج الزراعي علاوة على ارتفاع اسعار النفط خلال عام 1996 وفي الاشهر العشرة الاولى من العام الماضي ادى الى تخفيض معدلات التضخم من 29.8 في المئة عام 1994 الى 16.5 في المئة عام 1996 والى اقل من سبعة في المئة العام الماضي كما عرف الانتاج الجمالي المحلي نمواً مقداره 5.5 في المئة السنة الفائتة وقال ان نسبة النمو خلال سنة 1994 كانت اقل من واحد في المئة. وافاد ان احتياط الصرف بالعملة الصعبة عرف تحسناً كبيراً ايضاً وقال انه بلغ اربعة بلايين دولار عام 1996 ثم قفز الى 8.5 بليون دولار العام الماضي اما عجز الموازنة فانخفض الى اقل من ستة في المئة. ورأى ان هذه الارقام تدلّ بوضوح على "نجاح البرنامج الحكومي الاصلاحي الذي قام باستصدار مجموعة من القوانين والنصوص وآليات تشريعية تسمح للدولة بتكريس دورها كسلطة عمومية ومنظمة استراتيجية. واعرب عن اعتقاده ان الجزائر "تملك كل مقومات وشروط الانطلاقة الاقتصادية الحقيقية التي تمكنها من الوصول الى مصاف الدول المتقدمة والخروج من التخلّف" وقال انها "القطب الاقتصادي الثاني في افريقيا بعد جنوب افريقيا بإجمالي انتاج محلي بلغ 34 بليون دولار عام 1996". وتحدث عن الموقع الجغرافي للجزائر بين عوالم ثلاثة هي المتوسطي والعربي والافريقي". كما تحدث عن الهياكل القاعدية المتوفرة ولفت الى ان وجود 31 مطاراً منها 13 مطاراً دولياً يجري تحديثها و13 ميناء بحرياً رئيسياً منها تسعة للعمليات التجارية و2 مخصصة للمحروقات و12 ميناء للصيد وقال ان هذه الموانئ تستوعب نحو 23 مليون طن من البضائع سنوياً و40 مليون مسافر. اما الاسطول الجوي فتبلغ طاقته ثلاثة مليون مسافر واربعة ملايين طن من البضائع سنوياً. ولفت السفير شريف شريقي الى ان تعزيز الاستثمار الاجنبي والوطني يشكل محوراً هاماً لسياسة الانفتاح الجديدة المعتمدة في الجزائر" وقال انه تم الشروع منذ بداية الاصلاحات في وضع الاطار التشريعي لرفع الحواجز امام الاستثمار الاجنبي وتشجيعه، وقال انه تم منح 127 رخصة لمستثمرين اجانب عام 1996 بقيمة اجمالية تبلغ 45.7 بليون دينار جزائري شكلت مساهمة بالعملة الصعبة قدرها 600 مليون دولار. وافاد ان شركة "دايو" الكورية دخلت الى السوق الجزائرية سنة 1997 باستثمار منفرد بلغ بليوني دولار، علاوة على "بريتيش بتروليوم" التي باشرت استثمارات قدرها 3.95 بليون دولار. يذكر ان باخرة جزائرية وصلت الى ميناء الدوحة وهي تحمل مواد مخصصة للمعرض الجزائري على ان تقام على هامشه ندوة حول الاستثمار في الجزائر.