فريتاون - أ ب، رويتر - خيم الغموض على الوضع في مدينة بو وسط سييراليون التي شهدت تراشقاً بمختلف انواع الاسلحة ليل الثلثاء - الاربعاء، بين فلول الانقلابيين العسكريين وميليشيا صيادي السمك التقليديين الموالية للرئيس المخلوع احمد تيجان كباح. وعلى رغم توقف القتال في المدينة صباح امس فان العاملين في مؤسسات الاغاثة الدولية لم يتمكنوا من اعطاء صورة اكيدة عن الوضع، وسط تقارير عن فشل انصار تيجان كباح في محاولة لاستعادة المدينة بعد ساعات من سقوطها في ايدي فلول الانقلابيين الذين هاجموا ايضاً مدينة كينيما الصناعية شرق فريتاون. وأفادت تقارير ان محيط كينيما شهدت ايضاً معارك بين الجانبين. وقالت مارثا كاري المسؤولة عن منظمة "اطباء بلا حدود" الفرنسية في سييراليون ان "احداً لا يعرف من يسيطر على الوضع في بو"، مؤكدة ان القتال توقف صباحاً. واضافت ان اعداداً كبيرة من السكان الاجانب في المدينة لجأوا الى مقر المنظمة، حيث نفدت الاغذية والامدادات. وافادت تقارير مختلفة ان مقر المنظمة في بو يؤوي ما بين 400 و1500 اجنبي لجأوا اليه ويعتقد ان بينهم عدداً كبيراً من اللبنانيين. في الوقت نفسه، سمع سكان فريتاون دوي التراشق بالأسلحة خارج المدينة لكن العاصمة السييراليونية بدأت تشهد عودة تدريجية الى الحياة الطبيعية اذ أُعيدت الكهرباء الى بعض اجزائها فيما بدأ التجار بفتح محلاتهم وخصوصاً اللبنانيون. وأفاد شهود في فريتاون ان مسلحين كانوا يقاتلون الى جانب الانقلابيين غيّروا ولاءاتهم وشوهدوا يقفون على حواجز للقوات المولية للرئيس المخلوع. غير ان الشهود انفسهم قالوا ان الوضع خارج فريتاون خطير حيث تظهر حواجز خاطفة لمسلحين قصدهم السرقة او لمقاتلين ما زالوا على ولائهم للانقلابيين. غير ان قادة القوات الغرب افريقية تعهدوا مطاردة فلول الانقلابيين أينما وجدوا. والتقى قادة القوات الافريقية التي تسيطر عليها نيجيريا بممثلين عن الدول الغرب افريقية في فريتاون امس للبحث في الترتيبات لاعادة الامن الى البلاد وعودة الرئيس المخلوع من كوناكري. ويذكر ان القوات الغرب افريقية تمكنت الاسبوع الماضي من طرد قادة الانقلاب العسكري الذين أطاحوا تيجان كباح وفرضت سيطرتها على فريتاون وبعض المناطق. وتعتبر المنطقة الشرقية حيث تقع كينيما، والمنطقة الجنوبية حيث مدينة بو، المعقلين التقليديين للجبهة الثورية الموحدة التي انضم مقاتلوها الى المجموعة الحاكمة غداة انقلاب 25 ايار مايو الماضي الذي أطاح بالرئيس كباح المنتخب ديموقراطيا في آذار مارس 1996. وتدل المعارك حول هاتين المدينتين الاستراتيجيتين على عزم انصار المجموعة العسكرية وهم من جنود الجيش النظامي السابق او من المتمردين في الجبهة الثورية الموحدة، على مواصلة القتال والانتصار. وصرح الجنرال تيموثي شيلبيدي، القائد الأعلى للقوات الغرب افريقية لهيئة الاذاعة البريطانية ان قواته تتجه نحو بو وكينيما. وقالت المصادر الانسانية ان المعارك في بو بدأت ظهر الثلثاء وان المسلحين الموالين للانقلابيين أطلقوا من جانبهم قذائف هاون. واوضحت المصادر ذاتها ان انصار المجموعة العسكرية سيطروا على المدينة عصر الثلثاء. واكدت المصادر ان المقر المحلي للجنة الدولية للصليب الاحمر تعرض لنهب وتجمع المسؤولون عن المنظمات الانسانية الموجودة في المدينة في مقر اطباء بلا حدود حيث حاول مئات من الاشخاص ان يجدوا ملجأ لهم. وكان رئيس النظام العسكري اللفتنانت كولونيل جوني بول كوروما اعلن عزمه على مواصلة القتال بعد ان طرد من فريتاون مساء الخميس. واستولى صيادو السمك الذين يعرفون باسم الكاماجورا على مدينة كوادي شرق الغنية بالالماس الاثنين الماضي، حسبما اكد شهود تم الاتصال بهم هاتفياً. واكد هؤلاء الشهود ان المعارك التي استمرت نحو 12 ساعة، اسفرت عن مقتل 12 شخصا في صفوف انصار الانقلابيين. نهب وفوضى وقال مسافرون قادمون من غرب سييراليون ان فلول "الانقلابيين تزرع الرعب في مناطق البلاد الغربية". وقال شهود وصلوا الى فريتاون من الغرب ان فلول الانقلابيين وحلفاؤهم من متمردي الجبهة الثورية الموحدة هاجموا قرى وأحرقوا منازل ونهبوا قطعاناً من الماشية، مما تسبب في حركة نزوح بين المدنيين. وذكر أحد سكان هذه القرى "يبدو ان المتمردين يستعدون لنصب مكامن للسيارات على الطريق الرئيسية التي تقود الى غرب البلاد". وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" أعلنت ان اثنين من العاملين فيها، كندي وفرنسي، فقدا منذ السبت وكانا يتوليان توزيع مساعدات على النازحين من الغرب. واعربت أوساط الاجانب في فريتاون عن اعتقادها بأن اختفاء عضوي "أطباء بلا حدود" مرتبط بخطف ستة اجانب، بينهم خمسة مبشرين، في لونسار غرب على بعد 80 كيلومتراً شمال شرقي فريتاون. وقال الشهود ان أنصار العسكريين هاجموا مدن بورت لوكو وكامبيا ومازياكا وروغبيري دجانكشن وباموي دجانكشن وروكوبر التي تبعد أقل من مئة كيلومتر شمالاً عن فريتاون.