رام الله الضفة الغربية - أ ف ب - اتهم مروان كنفاني مستشار الرئيس ياسر عرفات امس اطرافاً في الادارة الاميركية لم يحددها بالسعي الى اخراج المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية من مأزقها الحالي عبر حلول قد "لا تكون بالضرورة من ضمن الاتفاقات الموقعة او متوافقة معها"، مشددا على رفض السلطة الفلسطينية القاطع لهذا الطرح. وصرح كنفاني لوكالة "فرانس برس": "هناك اطراف في الادارة الاميركية معنية بملف عملية السلام ترى ان اخراج هذه العملية من المأزق الذي تواجهه قد لا يكون بالضرورة مستندا الى ما هو وارد في الاتفاقات او متوافق معها، وهو الامر الذي ابدت السلطة الفلسطينية معارضة تامة له". وأوضح ان "السلطة الفلسطينية اكدت للادارة الاميركية رغبتها الجادة في الخروج من الأزمة الراهنة والتزامها كل التعهدات التي وقعتها وحرصها على انجاح الجهود الاميركية في ظل المرجعيات التي اتفق عليها وشارك الجانب الاميركي بشكل كبير في الوصول اليها وصوغها". وكشف كنفاني "الاتفاق مع الادارة الاميركية على استمرار الاتصالات في المنطقة وخارجها"، مشيرا الى "توجه لدى الادارة الاميركية لعقد لقاء اميركي - فلسطيني عالي المستوى في اوروبا خلال الفترة المقبلة". واستبعد امكان عقد لقاء قريب بين عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو سواء بشكل ثنائي او بحضور اميركي بسبب "التباعد الكبير في المواقف بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي". كما استبعد تقديم الادارة الاميركية "مقترحات خاصة بها في وقت قريب ... بسبب هذا التباعد في المواقف". واعتبر ان الهدف من محادثات الاسبوع الماضي بين مسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية وكل من الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي كان محاولة من الاميركيين "لمعرفة الحد الادنى الذي يقبل به الطرفان". وشدد كنفاني على ان الجانب الفلسطيني "اكد بوضوح موقفه المعروف من مسألة النسب" التي ينبغي على اسرائيل الانسحاب منها خلال المرحلة الثانية لاعادة الانتشار والتي تشكل احد ابرز العقد المعيقة للتوصل الى اتفاق في شأن استئناف المفاوضات. وكانت مصادر فلسطينية رسمية ذكرت ان السلطة الفلسطينية رفضت ما عرضته وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت خلال لقائها عرفات بداية شهر كانون الثاني يناير الماضي من "افكار" في شأن انسحاب اسرائيلي بنسبة 10 في المئة وعلى ثلاث مراحل. واشار الى انه تم ابلاغ الجانب الاميركي بالموقف الفلسطيني من اي مقترحات للخروج من الازمة وهو "الموقف نفسه الذي ابلغه عرفات للرئيس بيل كلينتون خلال لقائهما اواخر شهر كانون الثاني الماضي والذي يستند الى ثلاث نقاط اساسية". وأوضح كنفاني ان هذه النقاط هي "التشديد على ان هدف عملية السلام تطبيق القرارين 242 و338 على اساس مبدأ الارض مقابل السلام، وتنفيذ مرحلة اعادة الانتشار الثالثة، ووقف الاجراءات الاحادية الجانب من استيطان ومصادرة للاراضي ومحاولات لتهويد القدس". وقال كنفاني ان المسؤولين الاميركيين "اكدوا للجانب الفلسطيني تمسكهم بتنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار وعدم تخليهم عن المرجعيات التي تم التوصل اليها". واعتبر ان الشروط التي وضعتها الحكومة الاسرائيلية لتنفيذ تعهداتها من موضوع تعديل الميثاق الفلسطيني "مجرد ذرائع تستخدمها للتنصل من تنفيذ الاستحقاقات الواجبة عليها"، مشيراً في الوقت نفسه الى "ان هذه الشروط ليست جوهرية ويمكن التوصل الى تفاهم في شأنها لو رغبت اسرائيل بذلك فعلا".