واي ميلز ماريلاند، القدسالمحتلة - أ ف ب، رويترز - رفض الفلسطينيون عرضاً اسرائيلياً بالتوصل الى اتفاق جزئي في قمة واي بلانتيشين في مقابل اغلاق الملف الامني. واكدت مصادر فلسطينية ان ثمة تفاهماً فلسطينياً - اميركياً في شأن المرحلة الثالثة من الانسحاب في الضفة الغربية. وذكر البيت الابيض ان الرئيس بيل كلينتون غادر واي بلانتيشين ليل الاحد - الاثنين الى واشنطن من دون التوصل الى اتفاق بين المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين المجتمعين منذ الخميس. واكد مسؤولون فلسطينيون ان المفاوضات قد تستمر حتى اليوم الثلثاء او غد الاربعاء بسبب الخلافات المتواصلة. وألقى انفجار قنبلتين يدويتين ألقاهما فلسطيني على محطة حافلات في جنوب اسرائيل، بظلاله على محادثات القمة. وقالت اسرائيل انها ستواصل المحادثات لكنها اكدت ان اي اتفاق في شأن انسحاب اسرائيلي جديد من الضفة الغربية لا بد ان يكون مقترناً بقمع العنف من جانب الفلسطينيين. وافادت مصادر فلسطينية مطلعة ان الفلسطينيين رفضوا مساء اول من امس اقتراحاً اسرائيلياً بالتوصل الى اتفاق جزئي في قمة واي بلانتيشن مقابل ابرام اتفاق امني فيما لمح الاميركيون الى امكان تمديد القمة المفتوحة ليومين او اثلاثة ايام بغية التوصل الى اتفاق شامل. وقالت المصادر نفسها التي طلبت عدم كشف هويتها لوكالة "فرانس برس" ان الرئيس بيل كلينتون حمل اقتراح الاتفاق الجزئي الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال اللقاء الثاني الذي عقده معه مساء الاحد وان عرفات رفض هذا الاقتراح. وان كلينتون ابلغ الرئيس الفلسطيني ان الاسرائيليين يقترحون ابرام اتفاق جزئي او تأجيل التوصل الى اتفاق واجراء محادثات اضافية في وقت لاحق. واوضحت ان عرفات أبلغ كلينتون إصراره على ابرام اتفاق شامل ورفض اي اتفاق جزئي، مبدياً في الوقت نفسه استعداده لتأجيل المحادثات الى وقت لاحق من اجل التوصل الى اتفاق شامل. الاتفاق الجزئي وحسب هذه المصادر فإن الاتفاق الجزئي الذي يقترحه الاسرائيليون يتضمن الانسحاب من 13 في المئة من اراضي الضفة الغربية ومسألتي المطار والمنطقة الصناعية واطلاق 400 معتقل فلسطيني فقط يتم الاتفاق لاحقاً على صيغة اطلاقهم. وأشار كلينتون خلال اللقاء نفسه الى امكانية تمديد القمة ليومين او ثلاثة لبذل مزيد من الجهود بغية التوصل الى اتفاق شامل. واوضحت المصادر الفلسطينية ان تشدداً اسرائيلياً واضحاً برز خصوصاً في الموضوع الامني وفي موضوع الانسحابات من الضفة الغربية بعد وصول وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون الى مكان المفاوضات. ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو فى لقائه مع الرئيس كلينتون اعطاء موافقة قاطعة على المرحلة الثانية من الانسحاب وفق المبادرة الاميركية. وتنص المبادرة الاميركية فى المرحلة الاولى على انسحاب الاسرائيليين من مساحة 13 فى المئة من الضفة الغربية من المنطقة "ج" التى تقع تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة الى المنطقة "أ" 1 فى المئة حيث السلطة الفلسطينية كاملة والى المنطقة "ب" 12 فى المئة حيث السلطات الادارية للفلسطينيين والادارية للاسرائيليين. أما المرحلة الثانية من الانسحاب وفق المبادرة الاميركية فتنص اضافة الى نسبة الثلاثة عشر في المئة على انسحاب الدولة العبرية من 2،14 فى المئة من المنطقة "ب" الى المنطقة "أ" وهو ما لم يعط نتانياهو موافقته عليه. "أزمة تكتيكية" وبثت المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي مساء الاحد ان "ازمة تكتيكية" حصلت بين الوفدين الاسرائيلي والاميركي. ونقلت عن اسحق مولخو وهو أحد المعاونين المقربين من رئيس الوزراء بينامين نتانياهو المشاركين في القمة، قوله: "لقد عدنا الى الوراء شهراً ونصف شهر بالنسبة الى الاتفاقات التي كنا توصلنا اليها مع الاميركيين". واوضح التلفزيون ان هذا الخلاف في وجهات النظر برز اثناء لقاء بين كلينتون والوفد الاسرائيلي تم خلاله البحث في حجم انسحاب اسرائيلي من المفترض ان يتبع اعادة الانتشار العسكري خارج 13 في المئة من الضفة الغربية الذي يتم التفاوض في شأنه حالياً وكذلك موضوع اتفاق اسرائيلي - فلسطيني للتعاون في المجال الامني. وبث التلفزيون ايضاً ان نتانياهو والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تبادلا خلال القمة وجهات النظر في شكل حاد جداً. اذ شدد نتانياهو على تسليم اسرائيل اللواء غازي الجبالي، قائد الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية، الذي تتهمه اسرائيل بأنه كان منذ بضعة اشهر وراء عمليات استهدفت اسرائيليين. ورد عرفات: "لن اكون ابداً انطون لحد جديد" قائد ميليشيا جيش لبنانالجنوبي التابعة لاسرائيل في جنوبلبنان. فرد نتانياهو: "في هذه الحال اذهب واتصل هاتفياً برئيسك مبارك الرئيس المصري حسني مبارك واطلب منه ان يطلق سراح عزام عزام وانا أترك لك الجبالي مقابل ذلك". ثم افترق الرجلان. يذكر ان محكمة في القاهرة حكمت على عزام عزام درزي في آب اغسطس 1997 بالسجن لمدة 15 عاماً مع الاشغال الشاقة بتهمة التجسس لمصحلة اسرائيل. وتصر السلطات الاسرائيلية على براءته. وكانت مصادر فلسطينية مطلعة أفادت الاحد ان الفلسطينيين والاميركيين توصلوا الى تفاهم في شأن المرحلة الثالثة والاخيرة من الانسحاب الاسرائيلي في الضفة الغربية. وان التفاهم الفلسطيني - الاميركي شمل ايضاً مواضيع اساسية اخرى منها الاجراءات الاحادية الجانب والامن وتعديل الميثاق الوطني الفلسطيني. واوضحت المصادر نفسها ان الاميركيين والفلسطينيين اتفقوا على تشكيل لجنة فلسطينية - اسرائيلية تبحث في مرحلة الانسحاب الثالثة من الضفة الغربية التي تنص عليها اتفاقات اوسلو للحكم الذاتي الفلسطيني، على الا يتجاوز عملها ثلاثة اشهر. وان على اللجنة ان ترفع تقارير دورية الى الاميركيين عن نتائج اجتماعاتها التي ستعقد دورياً. وقالت هذه المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها لوكالة "فرانس برس" انه تم البحث في هذه المسائل خلال اللقائين اللذين عقدا السبت بين الرئيس كلينتون وعرفات اضافة الى لقاءات مكثفة عقدت بين المفاوضين من الجانبين. واستناداً الى المصادر نفسها فإن الاميركيين اكدوا للفلسطينيين التزامهم التعهد الاميركي بضرورة تنفيذ ثلاثة انسحابات الذي ورد في رسالة من وزير الخارجية الاميركي السابق وارن كريستوفر بعد اتفاق اعادة الانتشار في مدينة الخليل في كانون الثاني يناير الماضي 1997. وعن الاجراءات الأحادية الجانب الاستيطان واعلان دولة فلسطينية اتفق الاميركيون والفلسطينيون على توقيع بروتوكولين منفصلين الاول اميركي - اسرائيلي والثاني اميركي - فلسطيني يحدد التزامات كل طرف. وفي ما يتعلق بالميثاق الوطني الفلسطيني قالت المصادر ان التفاهم الاميركي - الفلسطيني نص على ان تقر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الرسالة التي وجهها عرفات قبل اشهر عدة الى كلينتون وحدد فيها المواد التي تم الغاؤها من الميثاق الوطني الفلسطيني خلال جلسة المجلس الوطني الفلسطيني في العام 1996. وثيقة عرفات لكلينتون وقال مفاوضات فلسطينيون ان الرئيس عرفات بعث الى كلينتون السبت الماضي بوثيقة من ثماني نقاط تحدد بالتفصيل مناطق الاتفاق ومناطق الخلاف بين الفلسطينيين واسرائيل. واكد مفاوض فلسطيني ان "المذكرة تتضمن ايضاً نقاط التفاهم التي تم التوصل اليها بين الجانب الفلسطيني والجانب الاميركي". وذكر المفاوض ان مسألة انسحاب اسرائيل من 13 في المئة اضافية من اراضي الضفة الغربية في اطار مرحلة الانسحاب الثاني من بين ثلاث عمليات موعودة لاعادة الانتشار الاسرائيلي انتهت بالفعل. وقال: "نريد ان نسمع بذلك من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو شخصياً ونريد الخرائط". وصرح المسؤول الفلسطيني بأن وفده يحتاج ايضاً الى تعهد اسرائيلي صريح بأن بعض الاراضي الخاضعة الآن لسيطرة جزئية فلسطينية ستصبح خاضعة لسيطرة فلسطينية كاملة. وقال مفاوض فلسطيني آخر ان المذكرة التي ارسلها عرفات الى كلينتون اظهرت ان من بين نقاط الخلاف الرئيسية النقطة المتعلقة بانسحاب اسرائيلي ثالث من اراضي الضفة. واضاف ان الفلسطينيين توصلوا الى اتفاق مع الاميركيين في شأن الاجراءات الامنية المطلوبة من الفلسطينيين. ويعمل الاميركيون للحصول على موافقة اسرائيل على الخطة الفلسطينية.