رددت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت أقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التي حمل فيها السلطة الفلسطينية مسؤولية عرقلة التوصل إلى اتفاق في شأن انسحاب عسكري إسرائيلي اضافي من الضفة الغربية. وقالت أولبرايت في ختام اجتماعها الأول مع نتانياهو في جولتها الحالية في المنطقة، إن الأخير "أبدى استعداده لتنفيذ ما يتعلق بالأراضي إعادة الانتشار وعلى الجانب الفلسطيني القيام بخطوات عملية في ما يتعلق بالمسائل الأمنية". وأضافت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتانياهو في ختام الجولة الأولى من المحادثات بين الطرفين: "شعرنا طوال الوقت بأن تحقيق الأمن من الشروط الأساسية للتوصل إلى اتفاق". وتسعى الإدارة الأميركية إلى اقناع السلطة الفلسطينية بقبول وثيقة تفاهم أمنية جديدة بعد رفض نتانياهو الوثيقة الأولى التي شارك في إعدادها ممثلو جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي ايه في شهر كانون الأول ديسمبر الماضي، والتي نصت على مبدأ التعامل بالمثل في ما يتعلق بجمع الأسلحة من الحركات المتطرفة في كلا الجانبين وتسليم المطلوبين. وقالت الوزيرة إن ثمة "فرصة فريدة للتوصل إلى اتفاق"، وحذرت في الوقت ذاته من أن "الوقت يمضي والتأخر في التوصل إلى اتفاق لن يكون في مصلحة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي". وقال نتانياهو في المؤتمر الصحافي ذاته إن "الموضوع الرئيسي الذي يحول دون التوصل إلى اتفاق هو عدم عمل السلطة الفلسطينية ضد الارهاب". وأضاف: "لسنا في نقطة الصفر ولكننا لم نصل بعد إلى نهاية الطريق". ورأى ان السلطة الفلسطينية "تعمل بصورة انتقائية ضد الارهاب، ولكن لا نرى أنها تعمل ذلك بانتظام واستمرار". ولم يستبعد نتانياهو عقد لقاء ثلاثي يضمه والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والوزيرة أولبرايت اليوم الأربعاء في ختام جولتها في المنطقة، في محاولة لإنجاح لقاء القمة الفلسطيني - الإسرائيلي - الأميركي المقرر عقده في واشنطن أواسط الشهر الجاري. وأوضح انه تم التطرق إلى هذا الموضوع خلال محادثاته مع أولبرايت، إلا أنه لم يُتخذ قرار في هذا الشأن بعد. وأضاف: "ندرس هذا الأمر ومبدأ التبادلية هو الذي يحركنا". وكان نتانياهو صرح بأن أي اتفاق يحتمل إبرامه في واشنطن في أواسط الشهر الجاري خلال لقاء القمة الفلسطيني - الإسرائيلي - الأميركي "منوط بالقرارات التي سيتخذها الطرف الفلسطيني". وأضاف: "العائق الوحيد أمام الاتفاق هو عدم احترام الفلسطينيين تعهداتهم التي وقعوا عليها قبل خمسة أعوام اتفاق أوسلو". وفي الوقت الذي توجهت فيه أولبرايت إلى مدينة اريحا للقاء الرئيس الفلسطيني عرفات واطلاعه على نتائج محادثاتها مع نتانياهو، ترأس الأخير اجتماعاً لمجلس وزرائه المصغر لبحث الخطوات العملية لتوسيع البؤرة الاستيطانية اليهودية في حي تل الرميدة في مدينة الخليل.