في محاولة لتليين الأجواء المتوترة مع الادارة الأميركية، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه سيبدي "ليونة وحزماً" خلال لقائه مع الرئيس بيل كلينتون الأسبوع المقبل في البيت الأبيض، ما يضمن التوصل الى اتفاق جديد مع الفلسطينيين. وأبدى نتانياهو، أمام السفراء الاجانب المعتمدين في تل أبيب امس، استعداداً لتنفيذ اعادة الانتشار التي وصفها بأنها "خطوة في غاية الصعوبة" اذا التزم الفلسطينيون تنفيذ تعهداتهم بموجب الاتفاقات الموقعة. وقال مدافعاً عن قائمة طويلة تضم المطالب الاسرائيلية من السلطة الفلسطينية ان هذه المطالب "ليست تكتيكاً أو حيلة"، انما تدخل في جوهر الاتفاقات الموقعة. وأضاف "اذا أرادت اسرائيل وقف المسيرة السلمية لأوقفتها منذ زمن". وقال محللون سياسيون ان الليونة التي سيبديها نتانياهو تتعلق باعلام كلينتون استعداده لتنفيذ اعادة الانتشار بحجم لنتجاوز مساحته 15 في المئة من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وسيحاول نتانياهو اقناع كلينتون بالغاء المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار في مقابل الانسحاب من 12 في المئة من الضفة الغربية أو الموافقة على تقسيم المرحلة الثانية الى قسمين بما لا يتجاوز 15 في المئة وهو ما تسمح به خرائط ما يسمى "المصالح الأمنية والوطنية" الاسرائيلية في الضفة الغربية. وتوقعت أوساط سياسية ان يحجم نتانياهو عن اطلاع كلينتون على هذه الخرائط خشية ابراز الرئيس الأميركي خرائط أعدتها الادارة الأميركية منذ زمن تتضمن الرؤية الأميركية للخرائط الأمنية الاسرائيلية. وفي المقبل سيفيض نتانياهو امام الرئيس الأميركي، بالكلام عن الضغوط الداخلية التي يتعرض لها وعن تهرب السلطة الفلسطينية من الوفاء بتعهداتها من خلال تقديم القائمة الطويلة التي تطالب اسرائيل السلطة بتنفيذها شرطاً للاستمرار بالعملية السلمية. وتخشى المصادر الحكومية الاسرائيلية من فشل ذريع للقاء، خصوصاً بعد اعلان البيت الأبيض الغاء المؤتمر الصحافي الذي يعقد في العادة بعد لقاءات مماثلة. ورأت في الإعلان الأميركي رسالة للجانب الاسرائيلي مفاده ان "الود مفقود بين الزعيمين". وحاول ديفيد بار ايلان مدير المكتب التخفيف من الآمال المعقودة على اللقاء، مشيراً الى انه "لا يتوقع نتائج دراماتيكية". وأضاف ان اسرائيل "تتوقع تفهم واشنطن لموقف اسرائيل في شأن تنفيذ السلطة الفلسطينية لتعهداتها". في دمشق أ ف ب أعربت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم عن اعتقادها بأن نتانياهو "يحمل معه بعد أيام قليلة الى واشنطن أكثر من ورقة تستحق لقاء فاتراً مع كلينتون" وتوقعت ان "يتطور هذا الفتور الى استياء رسمي"، وذلك استناداً الى ما وصفته بپ"المواقف المعلنة من وزارة الخارجية الأميركية". واعتبرت ان استمرار "تمرد نتانياهو على الشرعية الدولية وقراراتها" يرافقه "استمرار الادانة الاقليمية والدولية لنهج التعنت هذا"، ما يدعو الى ترقب "تحرك جاد يضع الحد القاطع لعملية قتل المسيرة السلمية التي يؤكد الجميع ضرورة تحريكها لا بل انقاذها".