دعت روسيا الأمين العام للأمم المتحدة الى زيارة عاجلة لبغداد، وأكدت موافقة العراق على فتح القصور الرئاسية للتفتيش. وذكر وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان محادثاته مع نظيره الأميركي وليام كوهين كونت لديه انطباعاً أن واشنطن "لم تتوصل بعد الى رأي قاطع" في ضرب العراق. وذكر انها إذا أقدمت على ذلك فإن علاقتها مع موسكو "ستعود سنوات الى الوراء". وغادر كوهين موسكو أمس الجمعة بعد محادثات تمحورت حول الموضوع العراقي واتسمت بصرامة غير معهودة واجهها كوهين من محدثيه الروس. فقد أشار سيرغييف الى ان موسكو "ترفض بشدة" استخدام القوة، وحذر نظيره الأميركي من ان العلاقات الثنائية قد تعود "الى الوراء لبضع سنوات" في تلميح الى عودة أجواء الحرب الباردة. وأوضح ان محادثاته مع كوهين تركت لديه انطباعاً بأن "الولاياتالمتحدة لم تتخذ بعد رأياً قاطعاً" في شأن ضرب العراق على رغم انها تصعد وجودها العسكري في الخليج. وذكر ان الرئيس صدام حسين وافق على فتح القصور الرئاسية الثمانية المختلف عليها لتفتشها اللجنة الدولية بعد "توسيع تركيبتها" وتطعيمها بخبراء من دول أخرى. وأكد الوزير الروسي ان العراق لا يملك معدات "مزدوجة" لانتاج السلاح البيولوجي او نقله، وأن صواريخ "سكاد" ليست فيها رؤوس منفصلة تصلح لحمل هذا السلاح. وبدا وزير الخارجية يفغيني بريماكوف أكثر تحفظاً من زميله سيرغييف، على رغم انه قال اثر لقائه كوهين انه "يؤيد بالكامل" ما ذكره وزير الدفاع الروسي. ورداً على سؤال هل تتدهور العلاقات الثنائية إذا "اضطرت" الولاياتالمتحدة الى ضرب العراق، قال: "لا اعتقد بأنها مضطرة الى استخدام القوة". وتابع ان الجهود الديبلوماسية "لم تفشل"، مؤكداً ان "لحظة مهمة جداً" قد حانت الآن وأنها مناسبة لقيام كوفي انان بزيارة العراق بهدف ايجاد حل سياسي. وأوضح انه تحدث في هذا الموضوع الى نظيرته الأميركية مادلين اولبرايت، وأن الحديث كان "مثمراً جداً". وسئل عما نشرته "وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء" في شأن مبادرة روسية لعقد مؤتمر للدول المناهضة للعمل العسكري، فأجاب: "لا نسعى الى تشكيل جبهة" ضد الولاياتالمتحدة، وأنه حاول اقناع كوهين بأن العمل العسكري "لا جدوى منه". ورداً على اعلان كوهين ان الولاياتالمتحدة لا تحتاج الى استصدار قرار من مجلس الأمن للقيام بعمل عسكري، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً أمس اكدت فيه ان الولاياتالمتحدة "لا تملك تفويضاً" لقصف العراق، وأن القرارات السابقة لمجلس الأمن "لا تعطي أحداً أي مبرر لاستخدام القوة" ضد العراق. خرازي - بريماكوف من جهة اخرى، اجرى وزير الخارجية الإيراني الدكتور كمال خرازي في إطار الجهود الديبلوماسية التي يبذلها منذ بداية الأزمة العراقية، اتصالاً بنظيره الروس يفغيني بريماكوف ليل الخميس، كون إيران ترأس منظمة المؤتمر الإسلامي. وذُكر في طهران أن بريماكوف أعرب عن تأييده دعوة خرازي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان لزيارة بغداد من أجل منع الخيار العسكري. وأكد بريماكوف لخرازي أن "روسيا وفرنسا والصين تدعم زيارة انان لبغداد"، ودعا إلى "عقد اجتماع تحضره الدول المؤثرة وبينها إيران، لدعم الخيار الديبلوماسي وإيجاد حل سياسي للأزمة". واتفق الجانبان على أهمية "الاستمرار في الجهود الديبلوماسية واستبعاد اللجوء إلى القوة وضرورة تطبيق كل القرارات الدولية". وذُكر في طهران أن رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة أكبر قاسمي التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد أول من أمس وسلّمه رسالة من خرازي تتعلق بتطورات الأزمة.