وتلقى الرئيس حسني مبارك رسالة من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، نقلها فاتشيت الذي وصل الى القاهرة أمس وأجرى محادثات مع وزير الخارجية السيد عمرو موسى والمستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور أسامة الباز، والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد. وتسلم فاتشيت رسالة وجهها مبارك الى بلير دعاه فيها إلى اعطاء فرصة للوساطات والمساعي الديبلوماسية الرامية الى تجنيب العراق ضربة جديدة تزيد معاناة الشعب العراقي. وكان فاتشيت أكد لدى وصوله الى القاهرة ان زيارته تأتي في إطار العلاقات الجيدة بين بلاده ومصر، وأن محادثاته ستركز على الازمة بين العراق والأمم المتحدة، مشدداً على رفض حكومته المبادرتين الروسية والفرنسية، وترحيبه بالبيان الختامي لدول مجلس التعاون الخليجي والذي وصفه بأنه "رسالة واضحة إلى بغداد بضرورة الانصياع لقرارات مجلس الأمن. في غضون ذلك شدد الباز على ان الفرصة لا تزال سانحة لمتابعة الجهد الديبلوماسي لحل الأزمة، وعبر عن أمله بالتوصل الى حل يجنب المنطقة عواقب استخدام القوة. ونفى في تصريحات صحافية أمس وجود موعد تتوقف عنده الجهود الديبلوماسية، وقال إن "المساعي الديبلوماسية ستستمر، ومن غير المقبول أو المنطق تحديد موعد لها". واعتبر الباز أن المبادرتين الروسية والفرنسية كافيتان مشيراً إلى أن تدخل أي مبادرة ثالثة سيؤدي إلى تشتيت الجهد. وزاد: "الجهد العربي لا يقوم على طرح مبادرة جديدة بل يركز على الاتصال بالقادة العرب والقيادة العراقية والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا لإيجاد حل سياسي للأزمة". ورداً على سؤال عن سبب عدم عقد قمة عربية للبحث في موضوع العراق قال : "القمة كانت ستسفر عن مبادرة لتفادي ضرب العراق ... وهذه المبادرة كانت ستؤدي الى ضياع الجهد المبذول على الساحة الدولية، وإيفاد الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد الى بغداد مبعوثاً لرئيس القمة مبارك لا يعني مبادرة جديدة". وكان موسى عقد أمس اجتماعاً مطولاً مع الصحاف، تلته جلسة محادثات ضمت الصحاف وعبدالمجيد. ونفى الصحاف وجود تراجع في الموقف العربي من الازمة العراقية وقال: "لا توجد حكومة عربية واحدة تراجعت في موقفها، فجميعها ترفض استخدام القوة ضد العراق وتؤيد الجهود الديبلوماسية المبذولة للتوصل الى حل متوازن". وتابع ان البيان الختامي للاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي سعى الى التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف، مشيراً الى وجود "ضغوط أميركية" لتغيير المواقف المؤيدة للعراق. ونفى الصحاف وجود مشروع قرار عربي سيطرح على مجلس الأمن وقال: "العرب يؤازرون المبادرة الروسية والتحرك الفرنسي".