رحب جميع سفراء الدول العربية لدى الجامعة الذين اجتمعوا أمس، بمن فيهم مندوب الكويت، بعقد قمة عربية تبحث في الضربات العسكرية التي تعرض لها العراق، لكن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد قال إن عقد القمة من اختصاص القادة العرب. وفيما رحبت دول عربية وخليجية بوقف العمليات العسكرية ضد العراق، أعلن ولي العهد الأردني الأمير الحسن تأييده الأفكار الفرنسية لايجاد آلية جديدة لمراقبة قدرات التسلح العراقي. وفي القاهرة، اكتفى السفراء العرب لدى الجامعة وعبدالمجيد بالتعبير عن تضامنهم مع الشعب العراقي، لكنهم لم يتخذوا في اجتماعهم امس أي قرار أو إجراء لتأكيد هذا التضامن. وسلم سفير اليمن احمد لقمان الى السفراء العرب نسخة من دعوة بلاده الى عقد قمة عربية، لمواجهة التحديات الجديدة التي تواجه الدول العربية. واللافت ان جميع السفراء بمن فيهم مندوب الكويت عبدالعال القناعي وافق على عقد القمة العربية وطالبوا بالإعداد الجيد لها. وكشف القائم بأعمال العراق لدى الجامعة معين الملا حميد اتفاق السفراء على تشكيل لجنة تتولى متابعة ردود الدول العربية على الدعوة اليمنية. وندد سفراء عرب في الاجتماع ب "العدوان الاميركي - البريطاني على الشعب العراقي". وصرح عبدالمجيد بأن الضربات الجوية والصاروخية للعراق "جاءت خارج الشرعية الدولية وتعبيراً عن سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها واشنطن ولندن". وأوضح ان عقد القمة "من اختصاص القادة العرب والجامعة تضع امكاناتها لخدمتهم". ورفض انتقادات وجهت إلى الجامعة، وقال إنها "منظمة اقليمية حكومية وليست لديها عصا سحرية لحل المشاكل ولا تملك أسلحة أو جيوشاً أو مدافع، بل تملك جهوداً ديبلوماسية وقانونية". وأضاف ان "الجامعة كانت أول من بادر بإدانة العدوان الأميركي - البريطاني على العراق"، معتبراً "ان أميركا وبريطانيا عندما قامتا بضرب العراق تجاهلتا رد الفعل العربي، والشعب العربي كله عبر عن غضبه من هذا العدوان". وزاد: "لا يمكن قبول ضرب العراق وتدميره بهذه الوحشية وقتل الأبرياء". وطالب مجلس النواب الأردني الحكومة بتنفيذ قراره رفع الحصار المفروض على العراق الذي صوّت عليه في جلسة أول من أمس. ووصف بيان صادر عن المجلس أمس الهجمات البريطانية والأميركية بأنها "سابقة خطيرة ... وخروج سافر على ميثاق الأممالمتحدة"، فيما اعتبرت اوساط حكومية ونيابية ان قرار المجلس "تعبير سياسي عن المشاعر الشعبية غير ملزم للحكومة".وطالب بيان مجلس النواب بعقد قمة عربية "تتصدى للهيمنة الأميركية". وكان الأمير الحسن شدد على ضرورة استئناف الحوار بين العراق والأسرة الدولية وصولاً إلى رفع الحظر نهائياً عن هذا البلد، وأشاد بمبادرة الرئيس الفرنسي جاك شيراك لمراجعة العقوبات. وقال في تصريحات إلى التلفزيون الرسمي لدى زيارته الحدود الأردنية - العراقية: "غايتنا وهدفنا" أن يؤدي "توقف الضربات إلى استمرار المطالبة في ما هو مثالي: عودة الحوار بين العراق والأسرة الدولية". وشدد على ضرورة ان يشمل الحوار "كل المواضيع المطروحة وأهمها البعد الإنساني الذي له مس بالشعب وأحواله". في مسقط، أعلن ناطق رسمي عن ترحيب سلطنة عُمان بوقف الهجمات العسكرية على العراق، وقال "إن وقف الأعمال العسكرية سيتيح الفرصة مجدداً أمام الجهود الديبلوماسية لايجاد مخرج للأزمة العراقية بما يرفع المعاناة عن الشعب العراقي". إلى ذلك، تلقى الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العُماني السيد يوسف بن علوي بن عبدالله أمس رسالة من وزير الخارجية الروسي ايفانوف ايغور سيرغيفيتش. وصرح مصدر رسمي عُماني بأن الرسالة تتعلق بتبادل الآراء والمشورة في شأن الوضع الجاري في العراق. وفي الدوحة، أكدت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان الرسالة التي تلقاها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني من نظيره الكويتي الشيخ صباح الأحمد ليل الأحد - الاثنين تتعلق بالتطورات في العراق وفي المنطقة في ضوء الهجوم الأميركي - البريطاني. ورحبت البحرين بإعلان الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة المتحدة "وقف العمليات العسكرية ضد العراق الشقيق". وذكرت "وكالة أنباء الخليج" ان مجلس الوزراء البحريني عقد جلسته الأسبوعية ليل الأحد - الاثنين برئاسة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء بالنيابة. وأضافت ان مجلس الوزراء دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ومجلس الأمن إلى "انتهاز هذه الفرصة للاستمرار في بذل الجهود الديبلوماسية لاحتواء الأزمة والوصول إلى حل سلمي دائم في إطار الشرعية والقانون الدولي". وفي الخرطوم، استقبل وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل سفير روسيا في الخرطوم الذي سلم الوزير السوداني رسالة من القيادة الروسية تؤكد شجبها "الاعتداء الاميركي - البريطاني على العراق". وقال السفير الروسي عقب اللقاء ان بلاده تقود حملة ديبلوماسية لتصحيح مسار الوضع الدولي إزاء العراق. وفي الرباط، عقد مجلس النواب المغربي جلسة عامة امس تحدث خلالها رؤساء الكتل النيابية الموالية والمعارضة عن التطورات الجارية في العراق وجددوا تضامنهم مع العراق وطالبوا برفع الحصار المفروض عليه