وصل وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف الى دمشق المحطة الاولى في جولة عربية، في اطار الحملة الديبلوماسية الواسعة التي تقوم بها بغداد عبر موفدين الى العواصم العربية، من أجل عرض وجهة نظرها من الازمة الناشئة مع الاممالمتحدة. وقال وزير الخارجية العراقي انه وصل الى دمشق "مبعوثاً من القيادة العراقية الى القيادة الشقيقة" لنقل رسالة من الرئيس صدام حسين الى "اخيه فخامة الرئيس حافظ الاسد" وذلك في تطور مهم في اطار العلاقات بين البلدين، مشيراً الى ان من يعتقد بأن الضربة العسكرية ستؤدي الى تقسيم العراق "ليس واهماً وحسب بل غبي ايضاً". وقال وزير الخارجية السوري ل "الحياة" ان بلاده متمسكة "بقوة بوحدة العراق ارضاً وشعباً". وكان وزيرا الخارجية يتحدثان في تصريحات صحافية لدى وصول الصحاف الى فندق "ميريديان" حيث كان الشرع في استقباله، فيما استقبل الصحاف مساعد الوزير السوري السفير سليمان حداد في نقطة التنف الحدودية على بعد 300 كلم من العاصمة السورية. وهذه اول زيارة لوزير خارجية عراقي الى سورية منذ بداية الثمانينات بسبب انقطاع العلاقات في ايلول سبتمبر 1980. وقالت مصادر رسمية ان الشرع اجتمع مساء امس مع الصحاف في حضور كبار موظفي وزارة الخارجية واستمع منه الى "عرض للموقف العراقي من الازمة الاخيرة بين بغدادوالاممالمتحدة والى نتائج الجهود الديبلوماسية للتوصل الى حل سلمي للأزمة". وكان الصحاف قال للصحافيين "انني في دمشق بصفتي مبعوثاً من القيادة العراقية الى القيادة في سورية الشقيقة. واحمل رسالة من الرئيس صدام الى اخيه الرئيس الاسد" وقالت صادر مطلعة انها تتعلق "بكل التفاصيل ازاء الازمة القائمة من الولاياتالمتحدة اضافة الى قضايا تهم القطرين الشقيقين". وقال رداً على سؤال ان "اللجوء الى القوة لم يؤد ابداً الى نتيجة. وكل الواهمين بأنهم سيقسمون العراق بالعدوان عليه، فانهم ليس فقط واهمين بل اغبياء"، غير انه نوه ب "التطور الايجابي الكبير في الموقف العربي من الازمة مع الولاياتالمتحدة". وقال انه "تطور مريح ليس فقط للعراق في ما يتعلق بالسعي لايجاد حل سياسي للأزمة الحالية وانما نعتقد ان الروح الجديدة الموحدة للاقطار العربية كلها هي ظاهرة ايجابية وستستمر ان شاء الله لخدمة المصالح العربية". وأكد وزير الخارجية العراقي عدم وجود "اي خلافات" مع المبادرات التي طرحت على القيادة العراقية في الفترة الاخيرة. وقال "قدمنا افكاراً جدية الى الاطراف المعنية وأنا في دمشق العروبة كي أعرض كل التفاصيل والافكار التي قدمناها الى تلك الاطراف". من جهته، رحب وزير الخارجية السوري ب "أخي السيد الصحاف"، معرباً عن الامل في ان تكون محادثاته "ناجحة ومثمرة وتساعد في معالجة هذه الازمة التي يتمنى الجميع ان تجد حلاً سياسياً لها". وجدد الشرع تأكيد موقف بلاده الرافضة ل "اي عمل عسكري موجه للعراق ونعتقد بأن الفرصة قائمة لمعالجة الموضوع بالطرق الديبلوماسية والسياسية"، مشيراً الى "اننا اكدنا مراراً وتكراراً انها دمشق تتمسك بوحدة العراق ارضاً وشعباً، وترفض اي محاولة للنيل من سلامة وحدة اراضيه وتعمل مع العرب لرفع المعاناة عن الشعب العراقي الشقيق". وسئل الشرع عن احتمال عقد قمة عربية موسعة، فأجاب: "من السابق لأوانه التحدث عن قمة عربية لكن موضوعي عقد القمة والتضامن العربي كانا دائماً في اولويات السياسة السورية بقيادة الاسد وهما ليسا خاضعين كأولوية لظرف معين"، لكن الوزير السوري ترك الباب مفتوحاً امام عقد قمة مصغرة سورية - مصرية - سعودية اذ "اننا نؤيد كل جهد عربي مشترك ونسانده بقوة". الى ذلك، اعلنت مصادر رسمية ان القيادة المركزية ل "الجبهة الوطنية التقدمية" بحثت مساء أول من أمس في الازمة العراقية، وان "الجبهة الوطنية" وهي أعلى هيئة سياسية تضم سبعة احزاب بقيادة حزب "البعث" الحاكم وتجتمع في المناسبات المهمة "وجدت ان استخدام القوة المسلحة او التهديد باستخدامها ضد العراق لن يحل اي اشكالات قائمة، بل سيزيد الامور تعقيداً". ولفتت المصادر الى ان "الجهود السياسية المبذولة لتطويق الازمة الراهنة هي الاطار المناسب لتجنيب شعب العراق وشعوب المنطقة الآثار المدمرة التي ستترتب على استخدام القوة المسلحة". وانتقدت القيادة المركزية السياسة الاميركية القائمة على "الكيل بمكيالين" لانها ستؤدي الى بروز "مزيد من التصعيد والمواجهة". وقالت مصادر سورية ان دمشق "لن تكون مسرورة ان ترى دولة شقيقة تتعرض للقصف، كما ان اي ضربة ستؤدي الى توتر اضافي نتيجة زحف اللاجئين الى الدول المجاورة ومنها سورية"، داعية بغداد الى تنفيذ القرارات الدولية "ما يساعد على اندماجها في المحيط العربي". وفي الدوحة "الحياة" استقبل امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امس الموفد العراقي وزير العدل السيد شبيب المالكي الذي عرض الموقف بين العراق ومجلس الامن وتطورات الاحداث في المنطقة. وقال ل "الحياة" ان الموقف العربي "ايجابي"، و"نأمل بأن يتطور الى الافضل، بما في ذلك موقف السعودية في ضوء تصريحات الامير سلطان بن عبدالعزيز الذي اعلنه" ووصفه بأنه "حتى الآن ايجابي". وأضاف ان امير قطر اكد انه "مع الحل الديبلوماسي للأزمة". في الرباط رويترز، قالت وكالة الانباء المغربية ان السيد محمد حمزة الزبيدي نائب رئيس الوزراء العراقي وصل الى المغرب موفداً من الرئيس صدام حسين.