قررت موسكو اعادة سفيرها الى واشنطن، لكنها أكدت ان العمليات العسكرية الاميركية - البريطانية ضد العراق "خلقت وضعاً بالغ الخطورة"، داعية الى تقديم مساعدات عاجلة الى بغداد. وطالب وزير خارجية سوفياتي سابق باستثمار الوضع الحالي لتفعيل الدور الروسي في الشرق الأوسط، ومساعدة واشنطن في "الخروج من المستنقع". وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية فلاديمير رحمانين ان السفير يولي فورونتسوف سيعود اليوم الى العاصمة الاميركية بعد "اكتمال المشاورات حول العراق". وأوضح ان روسيا طالبت مجلس الأمن ب "تقويم شامل" للعمل العسكري الانغلو - اميركي ضد العراق، نافياً ان تكون موسكو دعت الى اصدار قرار بإدانة اميركا وبريطانيا. واضاف ان العملية "عقدت" جهود الأممالمتحدة في الحد من انتشار السلاح وفي الوقت ذاته "زادت المصائب التي يتعرض لها العراقيون". وأعلن ان روسيا طالبت بعقد اجتماع فوري للجنة العقوبات للاتفاق على اجراءات سريعة لتقديم مساعدات انسانية الى العراق. وتابع ان موسكو مستعدة لإرسال مواد غذائية وطبية في صورة عاجلة. الى ذلك، أكدت روسيا والهند في بيان مشترك صدر بعد محادثات رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف في نيودلهي انهما "تستنكران" العمل العسكري ضد العراق والذي "أثار تساؤلات جدية عن عمل آليات مجلس الأمن". وعرض وزير الخارجية السوفياتي السابق الكسندر بيسميرتنيخ خطة لتحرك الديبلوماسية الروسية التي اعتبر انها بنبغي ان "تستثمر الوضع المأسوي" الذي نجم عن العمليات العسكرية لضمان مصالح موسكو في الشرق الأوسط، عبر المطالبة بأن تكون التسوية هناك من خلال مجلس الأمن. وأشار بيسميرتنيخ الى ان الاميركيين أعلنوا ان هدف القصف يتمثل في ضرب برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية واكدوا أنهم سيواصلون العملية العسكرية الى ان تتحقق الأهداف. واعتبر ذلك ورقة يمكن استثمارها بالاعلان عن ان وقف العمليات يعني بداهة ان العراق لم تعد لديه برامج للاسلحة الفتاكة. وذكر انه في حال اصرت واشنطن على مواصلة عمليات التفتيش سيكون ذلك اعترافاً بأن الضربة "فشلت في تحقيق غاياتها". ودعا الديبلوماسية الروسية الى ان تتصرف بحذر لتحقيق تسوية تكفل في الوقت ذاته مساعدة واشنطن في "الخروج من المستنقع" الذي قال انها تورطت فيه بسبب "أخطاء جدية في الحسابات"