أمر رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف بإجراء "تحقيق عاجل" في أنباء أكدت ان زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان موجود في الأراضي الروسية، بعدما صرح رئىس الوزراء التركي مسعود يلماز ان روسيا اكدت وجود أوجلان فوق أراضيها، لكنها تعهدت فرض عزلة عليه. وذكر الناطق باسم الخارجية الروسية فلاديمير رحمانين ان بريماكوف تلقى رسالة من يلماز تضمنت "معلومات" عن تحرك اوجلان، وفي ضوئها أوعز رئيس الحكومة الروسية الى الجهات المختصة بإجراء تحقيق وابلاغ الجانب التركي بنتائجه. وكان رحمانين أعلن سابقاً ان موسكو "ليست لديها معلومات" عن وجود اوجلان في الأراضي الروسية، لكن انقرة أصرت على انه يقيم في احدى ضواحي موسكو. ومعروف ان لحزب العمال مكتباً في العاصمة الروسية يشرف عليه أحد أقرب مساعدي أوجلان عضو اللجنة المركزية لحزبه ماهر ولاة الذي عقد خلال الأسبوعين الأخيرين ندوتين في مقر البرلمان الروسي خصصتا للتنديد بتركيا. ويقيم أكراد تركيا علاقة قوية مع الحزب الديموقراطي الليبرالي وزعيمه فلاديمير جيرينوفسكي الذي يعتبر تركيا عدواً أساسياً لروسيا، ولكن لم تتسرب سابقاً أنباء عن وجود صلات لحزب أوجلان مع الجهات الرسمية في موسكو. وقال خبير في شؤون المنطقة لپ"الحياة" ان ايعاز رئيس الحكومة الروسية بالتحقيق في مضمون الرسالة لا يعني اقراراً بوجود اوجلان في أراضي روسيا، لكنه أضاف ان الزعيم الكردي "لن يواجه صعوبات كبيرة" اذا حاول الدخول عبر قنوات غير رسمية. على صعيد آخر رحبت الخارجية الروسية بالاتفاق التركي - السوري ك "خطوة في الاتجاه الصحيح". وألمحت الى ان موسكو لعبت دوراً في تحقيقه بتأكيدها ان روسيا مستعدة "لمواصلة مساعدة الطرفين" في نزع فتيل الأزمة. وفي انقرة نسب الى رئيس الوزراء التركي ان روسيا ابلغت تركيا ان اوجلان موجود فعلاً في موسكو، لكنها ستحرص اقصى ما يمكن على منعه من معاودة توجيه الانشطة الارهابية. وقال يلماز ليل اول من امس ان موسكو أكدت ايضاً انها ستفرض عزلة على اوجلان. واضاف ان حكومته تتابع الاجراءات الضرورية للمطالبة بتسليمه. ونشرت صحف تركية رئيسية امس مقابلات مع السفير الروسي الكسندر ليبيديف الذي قال انه "يُحتمل ان يكون اوجلان دخل روسيا بجواز سفر مزور ... وربما كان لديه 12 جواز سفر". وابلغ صحيفة "صباح" انه ينتظر معلومات من موسكو. وسبق ان نفى ليبيديف بشكل قاطع وجود اوجلان في بلاده، مؤكداً ان "روسيا لن تستضيف ابداً شخصاً كهذا يعتقد انه ماركس جديد". وفي الوقت الذي اتفق فيه المحللون على ان الرحيل الاجباري لاوجلان من سورية، يمثل ضربة كبيرة يمكن ان تشل حزب العمال المنهك اصلاً، فان الاعتقاد السائد هو ان موسكو ستبقي الزعيم الكردي لديها كورقة مساومة ضد تركيا.