نيويورك، باريس - "الحياة"، أ ب، رويترز، أ ف ب - وافقت "اكسون" العملاقة للنفط أمس الثلثاء على صفقة شراء "موبيل" التي تبلغ قيمتها 2،77 بليون دولار، في أكبر اندماج في التاريخ، لتتشكل أكبر مجموعة نفطية في العالم. وتأتي الصفقة في اليوم نفسه الذي أعلنت مجموعة "توتال" الفرنسية من باريس أنها ستندمج مع "بتروفينا" البلجيكية في صفقة قيمتها 39 بليون دولار، لتصبح سادس أكبر شركة نفطية. إلا أن أسهم "توتال" انخفضت بحدة في بورصة باريس. وتضاف هذه الصفقات إلى سلسلة اتفاقات دمج في قطاعات مختلفة بين عدد من أكبر الشركات أعلنت في الأيام الأخيرة. وقالت "اكسون" و"موبيل" في بيان مشترك "إن الاندماج سيعزز قدرتنا لنكون منافساً فعالاً على المستوى العالمي في اقتصاد عالمي متقلب وفي صناعة يشتد التنافس فيها يوماً بعد يوم". وستحتفظ الشركتان باسميهما المشهورين، لكن المحللين يتوقعون أن يرغم المشرعون الحكوميون المجموعة الجديدة على بيع عدد كبير من محطات البنزين ومحطات التكرير التابعة للشركتين وذلك لتلبية شروط مكافحة الاحتكار في الولاياتالمتحدة. وتملك الشركتان نحو 47 ألف محطة للمحروقات في العالم ثلثها في الولاياتالمتحدة، وعمليات تنقيب وانتاج في أنحاء العالم. وعلى رغم ان "اكسون موبيل" ستصبح أكبر شركة للنفط، إلا أن المحللين يعتقدون أن قطاع النفط فيه من المنافسة ما يكفي لاقناع المشرعين القلقين من خطر الاحتكار بألا يعترضوا على الصفقة. وستتخذ الشركة الجديدة من ارفنغ في تكساس مقراً لها، فيما سيكون مقر عمليات التكرير والتسويق في فيرفاكس فيرجينيا حيث مقر "موبيل". أما أعمال التنقيب والانتاج والكيماويات فستكون في هيوستن. وسيصبح رئيس مجلس إدارة "اكسون"، لي ريموند، رئيساً لمجلس إدارة المجموعة الجديدة ورئيساً تنفيذياً لها، فيما سيتم تعيين رئيس "موبيل"، لوتشيو نوتو، نائباً لرئيس مجلس الإدارة. وتمثل الصفقة أكبر عملية اندماج في تاريخ الولاياتالمتحدة، وتتجاوز مبلغ 6،72 بليون دولار التي دفعتها "ترافلرز غروب" لشراء "سيتيكورب" في وقت سابق من السنة الجارية. وتعتبر الصفقة أحدث اندماج في صناعة النفط التي تكافح لمواجهة هبوط أسعار النفط التي هوت إلى أدنى مستوى لها منذ 35 عاماً، إضافة إلى ارتفاع الكلفة. كما أنه لا يترك إلا ثلاث شركات ضخمة. وكان أكبر اندماج في عالم النفط حتى الآن شراء "بريتيش بتروليوم" شركة "اموكو" بمبلغ 53 بليون دولار. كما شهدت الصناعة العديد من التحالفات والمشاريع المشتركة وعمليات شراء على نطاق أصغر. "توتال" وعلى صعيد الاندماج الآخر أمس بين "توتال" و"بتروفينا"، قال الخبير النفطي مهدي خرازي ل "الحياة" إن هذا الاتفاق "واحد من بين اتفاقات عدة أخرى سنشهدها في المستقبل القريب"، مشيراً إلى أنه "اجراء وقائي" اتخذ بسبب أزمة السيولة الموجودة والناجمة عن انخفاض أسعار النفط. وعلى رغم ان شراء "بتروفينا" سيدفع توتال إلى المرتبة الأولى متجاوزة منافستها "الف اكيتان"، ولتصبح أكبر شركة نفطية في فرنسا، إلا أن المستثمرين في "توتال" أعربوا عن شكوكهم في جدوى الصفقة. وفتحت أسهم "توتال" منخفضة بنسبة 8،7 في المئة عند 650 فرنكاً، ثم اوقفت البورصة التداول بها اثر انخفاضها مجدداً، وأعلنت حداً أدنى جديداً لها هو 604 فرنكات. وتبلغ مبيعات مجموعة "توتال فينا" الجديدة، التي سيرأسها رئيس مجلس إدارة "توتال" تيري ديماري، وفق أرقام العام الماضي 96،52 بليون دولار، فيما يبلغ صافي الأرباح 92،1 بليون دولار، والقيمة السوقية المشتركة 8،38 بليون دولار على أساس أسعار الأسهم الجمعة الماضي. وقالت "توتال" في بيان إن الصفقة ستتيح خفضاً كبيراً في التكاليف في عمليات التنقيب والانتاج، فضلاً عن التسويق والتكرير. ويفترض ان يقر المساهمون الصفقة، كما أنها تنتظر الضوء الأخضر من الجهات الرسمية في أوروبا والولاياتالمتحدة. وينتظر استكمال الاتفاق في الربع الثاني من السنة المقبلة، وتسعى المجموعة لتسجيل أسهمها في باريس وبروكسيل ونيويورك. وأضافت "توتال" ان الاندماج سيؤدي إلى زيادة دخل التشغيل بنحو بليوني فرنك فرنسي في غضون ثلاثة أعوام. وذكرت ان الاندماج سيتيح للمجموعة الجديدة تحقيق مكاسب ضخمة في التنقيب والانتاجية، خصوصاً في بحر الشمال، والتوسع في أعمالها في المياه العميقة في الولاياتالمتحدة وأنغولا.