أحرز النادي الرياضي الصفاقسيالتونسي كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم بفوزه على جان دارك السنغالي 1-صفر و3-صفر في الدور النهائي. وفي الحقيقة، لم تنتقل الكأس سوى نحو 300 كلم هي المسافة الفاصلة بين العاصمة تونس ومدينة صفاقس باعتبار أن الترجي الرياضي التونسي هو الذي انتزع اللقب العام الماضي. لذلك تغنى جمهور الصفاقسي بانتقال الكأس من باب سويقة مقر الترجي في العاصمة الى باب الديوان رمز مدينة صفاقس. وأحلى ما يميز الانجاز الصفاقسي في لقبه الافريقي الاول على مدى تاريخه أنه يتزامن مع العيد السبعين على تأسيسه حيث أبصر النور عام 1928 تحت اسم "النادي التونسي". لذا كان طعم هذه الكأس مضاعفة من حيث الفرحة والاحتفال ثم ان الفريق كان جديراً بالكأس بعدما فاز في المسابقة في 7 مباريات وتعادل في اثنتين وهزم في واحدة مناسبة وحيدة امام الحمام من مدغشقر مع تسجيله 20 هدفاً ولم تسجل ضده سوى 3 أهداف. فنياً، لم يبلغ لقاء اياب الدور النهائي مستوى طيباً ربما لطبيعة الرهان والضغوط النفسية من حيث تزامن الدور النهائي مع العيد السبعيني. لكن الانتصار والحصول على الكأس الافريقية لا يغيبان بعض النقائص التي كانت واضحة على الفريق خصوصاً مستوى الخط الخلفي الذي بدا غير متناسق وبطيئاً ما جعل هجوم جان دارك يهدد مرمى الحارس البدوي في اكثر من مناسبة. والمهم أن الصفاقسي حصل على اللقب وعاشت المدينة فرحة لم تعرفها منذ سنوات طويلة. ومكافأة على الانجاز المهم رصدت الهيئة الادارية للنادي مكافأة تشجيعية للاعبين تقدر بپ16 الف دينار تونسي، تشجيعاً لاسكندر السويح وزملائه ودفعهم الى مزيد من التألق والتميز. صفاقسالمدينة تعد صفاقسالمدينة الثانية في تونس بعد العاصمة وتتميز بحركتيها الاقتصادية وبجدية ونشاط ساكنها. بل ان البعض يعتبرها رئة الاقتصاد التونسي، وعادة ما يطلق عليها لقب "عاصمة الجنوب". ويسكن المدينة قرابة 750 الف شخص يتوزعون بين المدينة العتيقة التي بنى سورها ابراهيم بن الأغلب سنة 800 هجرية والمدينة الجديدة بضواحيها المتعددة وأريافها في "عقارب" الى "العامرة" وجزيرة قرقنة التي انجبت قادة العمل النقابي في تونس مثل فرحات حشاد والحبيب عاشور. ولا يجد سكان المدينة صعوبة كبيرة في التنقل بين ارجائها الممتدة، فالدراجات النارية رمز لها. ولارتفاع مستوى العيش لمعظم مواطنيها فان الدراجة النارية اصبحت جزءاً من حياتهم اليومية وصفة ملازمة للصفاقسي. وربما تكون صفاقسالمدينة صاحبة المرتبة الثالثة عالمياً في عدد الدراجات. ولئن ساهم اهل صفاقس في معركة التحرير من الاستعمار الفرنسي وقدموا الشهداء مثل الهادي شاكر فإن دورهم في الحياة السياسية بعد الاستقلال غير ملحوظ وذلك لاهتماماتهم بالحياة الاقتصادية وتنمية الثروة... لذا صيغت "نكات" و"طرائف" عديدة حول الصفاقسي وحرصه على الكسب وقدرته على الادخار... واشتهرت المدينة بإسم مدينة الزيتون، ومساهمتها في انتاج زيت الزيتون تقدر بپ37 في المئة من الانتاج الوطني. وزيت الزيتون بالنسبة الى أهل صفاقس شفاء ودواء ورمز للبركة ومحرك اساسي للدورة الاقتصادية. كما تساهم المدينة ب 22400 طن من انتاج السمك سنوياً ويقوم اهلها بادخار السمك المملح احتفاء بعيد الفطر المبارك والذي يقدم مع "الشرمولة" وهي خليط من البصل والعنب المجفف. وفي صفاقس قرابة 1500 وحدة صناعية منها 400 مؤسسة تصديرية، ويلعب القطاع الخاص دوراً اساسياً في هذا النشاط باستثمارات تقدر بپ900 مليون دينار تونسي. والصفاقسي ككل التونسيين يحرص على تعليم ابنائه وحصولهم على شهادات جامعية عليا. وعادة ما تسجل معاهدها وكلياتها 12 نسب نجاح عالية، ومع ذلك يجد شبابها اوقاتاً لممارسة الهوايات وخصوصاً الرياضية منها. لكن بالرغم من تعدد الملاعب الرياضية ووجود قاعتين مغطايين لا تزال البنية التحتية الرياضية محدودة ولا تلبي طموحات ابنائها والاندية مثل النادي الصفاقسي الحائز على كأس الاتحاد الافريقي حديثاً والحديد الصفاقسي الممول الرئيسي لأغلب الفرق التونسية باللاعبين المتميزين. واليوم، مع زيت الزيتون والسمك والحلويات الصفاقسية والدراجة النارية اصبحت لصفاقس كأس افريقية توشح صدر ابنائها وبناتها في ذكرى غالية واغلى من بطولتي الدوري والكأس المحليتين معاً عام 1995. هوامش من نهائي الكأس الافريقية - لم يبخل احباء النادي الصفاقسي على الفريق بالتشجيعات، وقدر عدد الجمهور الحاضر لهذا النهائي بين 14 الف و15 الف متفرج داخل الملعب وبقي قرابة 5 آلاف محب خارج ملعب الطيب المهيري الذي اصبح غير قادر على مواكبة نسق نادي صفاقس المفضل في مبارياته الافريقية والدولية. - تابع المباراة عدد من الضيوف الرسميين منهم رؤوف النجار وزير الشباب التونسي وهو لاعب سابق في النادي الصفاقسي وعيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم وسليم علولو عضو الاتحاد الدولي لكرة القدم ووزير التضامن الوطني كمال ساسي. - اصدر النادي عددا خاصاً من مجلته بمناسبة العيد السبعيني تحدثت عن مسيرة النادي ماضياً وحاضراً وافاقه المستقبلية. - ازدانت مدينة صفاقس بمعالم الزينة منذ بداية الاسبوع استعدادا ً للتحدي الكروي الافريقي. وكانت الشوارع مكسوة باللونين الأبيض والأسود - اللون الرسمي للنادي الصفاقسي - واللافتات المساندة لنادي عاصمة الجنوب. - أدخل بلوغ النادي الصفاقسي نهائي الكأس الافريقية حركة تجارية وحرفية خصوصاً حرفيي اللافتات والخطاطين والخياطين، وتم اعداد 10 آلاف قبعة من الورق المقوى وزعت على المتفرجين و10 آلاف بالون باللونين الابيض والاسود اضافة الى 400 "كشكول" من نوعية رفيعة تم توزيعها على الضيوف بالمنصة الشرفية. - قرابة 200 محب للنادي الصفاقسي قدموا من شمال البلاد على متن حافلتين خاصتين. كما ان خلية باريس كانت في الموعد وقد وفرت البالونات الهوائية و"الشماريخ". - مجموعة كبيرة من الحمام الابيض والاسود طافت ملعب الطيب المهيري قبل انطلاق المقابلة وكانت طالع خير على النادي الصفاقسي. - لئن يعرف اهل صفاقس بذهابهم مبكراً الى النوم في الايام العادية فان اسبوع الكأس غيّر من نمط حياة المدينة وسهر الصفاقسيون ليلة الأحد والاثنين حتى ساعات متأخرة من الصباح. - عرفت المدينة اجواء احتفالية بعد انتهاء المقابلة لم تشهدها منذ سنوات طويلة، ونقل عن شهود عيان أن هذه الاجواء والافراح تذكرهم بالأيام الأولى للاستقلال. - المدرب الألماني كراوتسون خرج عن هدوئه المعتاد وشارك لاعبيه الفرحة بالغناء والرقص. - الحارس البدوي حارس النادي لم ينس المعاقين الذين حضروا هذا العرس فحمل اليهم الكأس الافريقية وأصرّ على اخذ صور تذكارية معهم. نجوم الصفاقسي عرف النادي الرياضي الصفاقسي في مسيرته التي تمتد على سبعين سنة عدة ابطال ونجوم. في السبعينات برز المنجي دلهرم وقراجة وعلية ساسي ورؤوف النجار وزير الشباب حالياً، وفي الثمانينات، وفي ملحمة كأس العالم بالارجنتين تميز المدافع المختار ذويب ورأس الحربة محمد علي عقيد وساحر الكرة التونسية الفنان "حمادي العقربي" الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب اهالي صفاقس، لذلك كان يقال اذا نام حمادي جيداً فان المدينة تنام بهدوء وسلام. أبطال الكأس الافريقية الناصر البدوي - حارس مرمى، حاتم الطرابلسي، أنيس بوجلبان، سامي الطرابلسي دولي، كريم غربال، عماد قطاطة، جيلاني يوسف، عبداللطيف مفتاح، رشيد بوعزيز، سفيان الفقيه، اسكندر السويح دولي - قائد الفريق، البترين محمد، طارق التايب ليبي، زمج السافي، وسام مقطوف، كاسونغو مبنزا الكونغو، محمد صالح مفتاح، نبيل بالشارش، عمر بن الطاهر، لويس غوميس السنغال، ايكهارد كراوتسون المدرب - المانيا فتحي الدرقاع مساعد المدرب.