سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كلينتون: السلام يجب ان يكون اقليمياً واتفاق "واي ريفر" لا يزال على مساره . أبلغ مؤتمر الدول المانحة زيادة المساعدات الاميركية للفلسطينيين الى 900 مليون دولار
اعلن الرئيس بيل كلينتون ان الولاياتالمتحدة ستزيد مساعداتها للسلطة الفلسطينية لتصل الى حدود 900 مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، بعدما كانت في الخمس السابقة في حدود 500 مليون دولار. وجاء اعلان الرئيس كلينتون لدى افتتاحه قبل ظهر امس مؤتمر الدول المانحة في مبنى وزارة الخارجية، الذي شارك فيه ممثلون عن 50 دولة ومؤسسة اقتصادية دولية، بينهم وزراء خارجية كل من مصر والسعودية والمغرب والامارات واليمن وعمان والبحرين وقطر ووزير التخطيط الكويتي وممثلون عن معظم الدول العربية والمجموعة الأوروبية واليابان وغيرهم من المانحين. وكان متوقعاً ان يؤدي المؤتمر الذي عقد ليوم واحد، وكان نجمه الأساسي رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، الى الحصول على تعهدات من هذه الدول والمنظمات الدولية تتجاوز البليونين و300 مليون دولار، وهو المبلغ الذي تم جمعه في المؤتمر السابق عام 1993. وأمضى الرئيس عرفات يوماً حافلاً حظي خلاله من المسؤولين الاميركيين باهتمام كبير بدأه بعقد محادثات صباحية مع الرئيس كلينتون في البيت الأبيض، ومن هناك صحب الرئيس الاميركي ضيفه الى مركز المؤتمر. ووصف كلينتون محادثاته مع عرفات بأنها كانت جيدة وانهما راجعا التقدم الذي حصل بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي منذ التوقيع على اتفاق "واي ريفر" وبحثا في الخطوات المقبلة بما في ذلك "مهمة المؤتمر الحالي لتنشيط النمو الاقتصادي الفلسطيني". وقال كلينتون ان عرفات اعاد تأكيد تعهده التقيد بالاتفاق الذي وقعه مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو والعمل مع السلطات الاسرائيلية "لتعزيز الأمن الاسرائيلي". وأكد "انني وعدت بتقديم دعم الولاياتالمتحدة بينما نتحرك نحو المرحلة المقبلة من عملية السلام. هذه المرحلة التي بدأت اليوم بهذا المؤتمر". واعتبر كلينتون في كلمة ان الهدف من المؤتمر هو "ارسال اشارة واضحة بأن السلام هو اكثر من مجرد ورقة..."، وان الطريق الذي تسير عليه العملية منذ اتفاق اوسلو "مفيد للفلسطينيين والاسرائيليين ومفيد ايضاً للمنطقة والعالم". وشدد كلينتون على "ان للفلسطينيين الحق في الاشياء نفسها التي تطمح اليها الشعوب الاخرى كلها، اي ان يكونوا جزءاً من مجتمع طبيعي وسعيد، حيث يتلقى الاطفال تعليماً محترماً، وحيث هناك عمل ووظائف وعناية صحية ملائمة، وحيث تلتقي ذكريات الناس مع آمالهم للمستقبل، وحيث لا خوف". واعترف كلينتون بأنه منذ العام 1993 "لم يتم تحقيق كل النيات ولم يطرأ تحسن كبير على حياة الفلسطينيين بل تراجع الدخل وازدادت البطالة وباتت ظروف الحياة صعبة للغاية". وأكد ضرورة تغيير هذا الوضع "اذ لا يمكن ان يكون للسلام حظ للدوام اذا لم يقدم نتائج حقيقية للناس العاديين، وعلينا الآن ان نقدم نتائج وأن نفعل ذلك عاجلاً وليس آجلا". وقال كلينتون ان السلام يجب ان يكون مبنياً على التسويات وعلى سد حاجات الطرفين الأساسية. ولاحظ انه رغم الصعوبات فان اتفاق "واي ريفر" لا يزال على مساره "ويجب ان نبقيه على هذا المسار". وأكد على ضرورة اقناع المؤسسات الخاصة والافراد بالانضمام الى الحكومات في تعزيز الاستثمارات في المنطقة. وشدد مجدداً على القول انه "لكي يكون السلام حقيقياً ودائماً يجب ان يكون اقليميا". ودعا الى تعزيز التجارة والاستثمارات في الشرق الأوسط بين العرب والفلسطينيين وكذلك بين العالم العربي والاسرائيليين. وأعلن عزمه على العمل مع الكونغرس لاعداد برنامج مساعدات بزيادة مبلغ 400 مليون دولار لمساعدة الشعب الفلسطيني، على المئة مليون دولار التي ستخصصها الادارة للعام المقبل. وأعرب عرفات عن امتنانه للمساعدات التي قدمتها هذه الدول في السابق "لمساعدتنا على وضع الأسس من اجل بناء مجتمع مدني حديث ولبناء قواعد اقتصاد فلسطيني حديث". وقال ان المساعدات المالية والتقنية التي قدمتها الدول المانحة "مكنتنا من متابعة جهودنا لدفع عملية السلام الى أمام ولتطوير اقتصادنا والمضي نحو تحقيق استقلالنا". وأشار الى افتتاح مطار غزة الاسبوع الماضي وأعلن ان السلطة ستبدأ قريباً بناء مرفأ غزة أيضاً. وقدم عرفات صورة قاتمة عن الوضع الاقتصادي الذي يواجهه الفلسطينيون في الضفة الغربيةوغزة، وذلك على رغم المساعدات التي قدمتها الدول المانحة. وقال: "ان السنوات الخمس الماضية شهدت صعوبات وتعقيدات ... وان الاقتصاد الفلسطيني شهد تراجعاً في معظم قطاعاته". وكان مسؤول في البيت الأبيض اعلن ان الرئيس عرفات اشار خلال الاجتماع الذي عقده مع الرئيس كلينتون، والذي استمر 25 دقيقة، قضية المحتجزين الفلسطينيين في اسرائيل، وان الرئيس الاميركي اعرب له عن رغبته في ان ينفذ الجانبان اتفاق "واي ريفر".