كانت الجزيرة العربية منذ اعوام بعيدة الموطن الاصلي للنعام قبل ان تصل اليه يد الصيد التي قضت على الجزء الاكبر من الطائر ذي المنافع العدة. وادرك السعوديون اخيراً الجدوى الاقتصادية لتربية النعام وبدأوا في تأسيس المزارع الكبيرة في جدةوالرياض والقصيم. ويُقدر الاقتصاديون بأن في السعودية خمس مزارع تضم نحو 3000 طائر. وبسبب اهمية النعام والجدوى الاقتصادية لتربيته تنظم وزارة الزراعة والمياه والغرفة التجارية في الرياض في السادس من الشهر الجاري ندوة عن "النعام في السعودية - فرص التربية والاستثمار وتجربة جنوب افريقيا" تستمر يومين وتفتتحها نائبة وزير الزراعة في جنوب افريقيا توكو ويديزا. وتهدف الندوة الى درس سبل توطين النعام وتربيته في السعودية وايجاد آفاق جديدة للاستثمار في المجال الزراعي والصناعات المساندة له. ورأى المدير العام للشركة الوطنية الزراعية خالد الملاحي ان مشاريع النعام ستلقى اقبالاً كبيراً من رجال الاعمال خلال الفترة المقبلة بسبب الطلب الكبير على لحوم النعام وجلوده، خصوصاً مع وجود فجوة تسويقية متوقعة من اللحوم الحمراء تصل سنة 2002 الى نحو 159 الف طن، مشيراً الى التصاعد المستمر في كميات اللحوم الحمراء المستوردة التي بلغت عام 1992 نحو 87 الف طن وعام 1996 نحو 104 الف طن. ويتوقع ان تصل السنة الجارية الى نحو 121 الف طن. ويستطيع النعام وفقا للملاحي ان يسد الفجوة خصوصاً ان لحوم النعام تتميز بأنها قليلة الكوليسترول وعلى سبيل المثال تبلغ نسبة الكوليسترول 63 50 غراما في كل 100 غرام من لحم الابقار والاغنام في حين تصل الى30 غراماً فقط في النعام. وقال الملاحي: "ان دراسات الجدوى الاقتصادية اثبتت ان مشاريع تربية النعام من انجح المشاريع، لان هناك طلباً عالمياً على لحوم وجلود وحوافر وريش النعام". مشيراً الى ان البقرة مثلاً تعطي في السنة عجلاً واحداً وزنه نحو300 كلغ بينما تضع انثى النعام من 40 الى 80 بيضة سنوياً وعند الذبح يعطي كل طائر نحو 50 كلغ من اللحوم. الى جانب ان عمر البقرة الاقتصادي نحو 12 عاما والنعام نحو 40 عاماً. وقدر الملاحي حجم الاستثمارات في مشروع "الوطنية للنعام" بنحو 96 مليون ريال وتبلغ الطاقة القصوى للمشروع نحو خمسة الاف طائر من النعام والامي احد فصائل النعام . وتوقع ان يكون سعر لحم النعام في السعودية مماثلاً لسعر اللحوم الحمراء الاخرى من اغنام وابقار وان يقبل السعوديون علىه خلال السنوات الخمس المقبلة. ورأى دو فيرماك السكرتير الاول السياسي في سفارة جنوب افريقيا في السعودية ان المشكلة الكبيرة في مزارع النعام السعودية هي تعدد مصادر الاستيراد من افريقيا وغيرها ووفاة الطيور الصغيرة بسبب سوء التغذية والنظافة لذلك استقدم السعوديون خبراء من جنوب افريقيا للعمل في السعودية. وكشف ان الخبراء في مجلس الابحاث الزراعية في جنوب افريقيا يضعون خطة خمسية لتربية النعام في السعودية ومعرفة الى اي مدى ستنجح خلال السنوات الخمس المقبلة. وقال فيرماك: "ان فريقاً من الخبراء سيشارك في الندوة التي تنظمها الغرفة التجارية وستلقى اربع محاضرات الاولى تتناول خلفية تاريخية عن صناعة تربية النعام في جنوب افريقيا" والثانية خُصصت لامراض النعام في السعودية، والثالثة عن كيفية الحصول على افضل نتائج من اللحوم والجلود والبيض، والاخيرة عن الصناعة المرافقة.