ربما لا يعرف الكثيرون أن المملكة تحتفظ بأكبر المشاريع لتربية النعام في الشرق الأوسط، بل وتصدر لحومها، وريشها. لكن هل لدينا في المجتمع اعتماد على لحوم النعام، وإلى أي مدى هذا الاعتماد، وهل يمكنه أن ينافس الدجاج؟ أسئلة طرحتها «عكاظ» على مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية المهندس صالح بن ناصر الحميدي، الذي اعترف أن الإقبال على لحوم النعام متواضع، وكشف نجاح مشروع تربية وإنتاج النعام بالمنطقة، بعد إنشائه منذ 14 عاما، نافيا استيراد البيض من الخارج، والاكتفاء باستيراد الأمهات، مؤكدا التخطيط لزيادة الطاقة الإنتاجية للمسلخ. ● متى بدأ مشروع تربية وإنتاج النعام بالشرقية، وكم يبلغ رأس ماله؟ ●● تم ترخيص المشروع عام 1420ه وبدأ التشغيل عام 1422ه وهو مشروع نعام متكامل (تربية وإنتاج النعام) وبطاقة 8000 طائر سنويا، ويقع على مساحة خمسة ملايين وتسعمائة وستين ألف متر مربع، حيث يحتوي على حظائر كبيرة للأمهات يكون فيها الأناث والذكور البالغة بمعدل ذكر لكل 50 أنثى وتنتج النعامة معدل 25 إلى 35 بيضة في السنة، وكذلك مبنى فقاسة لحفظ وتفقيس البيض ورعاية الفراخ قبل نقلها إلى الحظائر، فضلا عن مبنى مختبر لإجراء الفحوصات على النعام والبيض والمنتجات عامة، وأيضا حظائر التربية لفراخ النعام مقسمة ومنفصلة من عمر اسبوعين - شهرين – أربعة شهور- ستة شهور- سنة، بالإضافة إلى مسلخ آلي للنعام يعمل بطاقة 250 طائر بالسنة، ويكون العمر المناسب للذبح عمر سنة تقريبا بما يتعادل مع مساحة الجلد المطلوبة وسماكته (للاستفادة من جلد النعام بالمواصفات المطلوبة عالميا)، كما يضم المشروع مصنعا ومدبغة لجلود النعام يتم فيه تجهيز الجلد بالمواصفات المطلوبة للشركات العالمية المتخصصة في صناعة الجلديات (أحذية وشنط) حيث يعد جلد النعام من أفضل الجلود المستخدمة في صنع الحقائب والأحذية ومن أغلى الجلود أيضا ويتم تحضير الجلود بالمقاسات والألوان المطلوبة حسب الطلب، وكذلك معمل لتجهيز الريش وتعليبه لشحنه خارجيا. ● هل يعد المشروع الأول من نوعه في الشرقية، وكم عدد المشروعات في المملكة؟ ●● يعد المشروع الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط نظرا لأنه مشروع متكامل (من الأمهات إلى المسلخ ومصنع الجلود ومعمل الريش). ● وما الترتيب بالنسبة لحجم الطلب على المنتج في ظل كونه مشروعا متكاملا؟ ●● ترتيب المنتج الرئيسي من حيث الطلب والأهمية والسعر، يأتي في المقدمة الجلد، ثم يليه اللحم، وأخيرا الريش. ● هل يتم استيراد البيض من الخارج أم يتم الحصول عليها محليا وما هي الدول المصدرة؟ ●● كلا، يتم استيراد الأمهات (الإناث والذكور) فقط وهي تنتج البيض الذي يفقس في فقاسة المشروع وعادة تستورد من أفريقيا وتحديدا جنوب أفريقيا، ويوجد ثلاثة أنواع من طيور النعام الأكثر انتشارا في العالم، النعام (أحمر الرقبة أزرق الرقبة أسود الرقبة) والأخير هو أفضلها على الإطلاق من حيث لون ونوعية سمك الجلد وطباعه الهادئة وهو النوع المستخدم في المشروع. ● ما هي الأسواق المستهدفة من لحوم النعام؟ ●● معظم الإنتاج يصدر خارجيا لكثرة الطلب عليه وجزء من الإنتاج يباع في الأسواق المحلية، مع ملاحظة أنه يستفاد فقط من اللحم الموجود بأفخاذ النعامة (وهو الأكثر لحما في جسم النعامة) أما الباقي فهو قاس ولا يصلح للاستهلاك الآدمي. ● هل يوجد مشروع مماثل أو اتجاه لدى المستثمرين لافتتاح مشروع مماثل؟ ●● توجد مشاريع أخرى في المناطق الأخرى من المملكة، وبالنسبة للمنطقة لدينا فإن معظم المستثمرين يتجهون إلى مشاريع الدجاج وخصوصا الدجاج اللاحم نظرا لقلة الإنتاج مقارنة بالمطلوب محليا، حيث إن نسبة الإنتاج من الدجاج اللاحم بالمنطقة الشرقية تعادل 45 % من نسبة الاستهلاك المحلي وال 65 % الباقية من الاستهلاك تأتي من الخارج. ● كيف يتم الاستفادة من الريش وهل هناك مصانع متعاقدة للشراء؟ ●● يتم تجهيز ريش النعام (التنظيف والتعقيم)، ويعلب ويتم تصديره للخارج لشركات متعاقدة ويباع بأسعار مرتفعة جدا. ● هل المشروع في توسع.. أم الطاقة الإنتاجية محددة منذ سنوات؟ ●● تمت توسعة المشروع فقد كان في البداية مرخصا بطاقة 3000 طائر بالسنة، تم رفعها إلى 8000 طائر بالسنة وسيتم أيضا زيادة طاقة المسلخ مستقبلا. ● كيف ترون الإقبال على لحوم النعام في السوق المحلية؟ ●● معظم الإنتاج (لحم النعام) يصدر خارجيا وجزء بسيط يباع في الأسواق المحلية وبطلبات من شركات معينة وفي سوبر ماركات معينة. ● إلى أي مدى تدعمون المشروعات الاستثمارية؟ ●● حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قد أولت اهتمامها ممثلة في وزارة الزراعة بدعم وتشجيع مشاريع الاستثمار في مجال الثروة الحيوانية فدعمت مشاريع إنتاج الدواجن بمختلف أطيفها وذلك عن طريق تقديم القروض الميسرة والتسهيلات الأخرى مثل الأراضي وغيرها في سبيل تشجيع أصحابها على دعم المنتجات المحلية من اللحم والبيض لتلبية حاجة المواطنين لتحقيق الاكتفاء الذاتي دون الحاجة إلى الاستيراد، كما تخضع هذه المشاريع بالمنطقة للإشراف الصحي البيطري لسلامة منتجاتها من قبل مراقبي الأمن الوقائي بالإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية.