طغت ازمة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية على مناقشات الاجتماع الموسع للقيادة الفلسطينية الذي عقد في غزة ليل الجمعة - السبت. ولوحظ ان البيان الصادر عن الاجتماع جدد الدعم لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن، وذلك في ردٍ رسمي فلسطيني من اعلى هيئة قيادية فلسطينية على انتقادات كانت وجهت الى الوفد الفلسطيني المفاوض والى ابو مازن على خلفية ما بات يعرف بأزمة قضية الاسرى التي تتفاعل منذ الاسبوع الماضي داخل الاوساط الفلسطينية على المستويين الشعبي والرسمي. ونقل بيان القيادة الفلسطينية الاستياء الشديد الذي عبّر عنه الرئيس ياسر عرفات من الطريقة المخادعة التي اتبعتها الحكومة الاسرائيلية خلال اطلاق الدفعة الاولى من الاسرى الذين اتفق على اطلاقهم حصراً من بين المعتقلين السياسين. ووصف عرفات هذه الطريقة بأنها تلاعب. وجاء في بيان القيادة ان عرفات اكد الموقف الفلسطيني من قضية اطلاق الاسرى والمعتقلين، مشيراً الى انه "كان وسيبقى موقفاً مبدئياً وحازماً، ولن تكون حرية ابطال شعبنا الاسرى في سجون اسرائيل موضع مساومة او تنازل، كما ان القيادة لن تدخر جهداً حتى اطلاقهم جميعاً من الاسر وستتخذ الاجراءات كافة على المستوى السياسي لحمل اسرائيل على الكفّ عن سياسة الابتزاز التي تمارسها تجاه هذه القضية وتحويلها الاسرى الى ورقة مساومة في يدها للضغط على السلطة الوطنية والشعب الفلسطيني". وقال عرفات انه "تم ابلاغ الجانب الاسرائيلي رفضنا ما حدث، ونحن نعتبر ذلك خرقاً لما تم الاتفاق عليه". واضاف: "طالبنا اسرائيل باطلاق 150 معتقلاً كانت استبدلتهم باطلاق سجناء الحق العام". كما اشار الى انه تم الطلب من الاميركيين التدخل لوضع حد للتصرف الاسرائيلي. واضاف بيان القيادة ان قضية الاسرى تحتل الاولوية المطلقة على جدول السياسة الفلسطينية واهتماماتها. وقال البيان ان القيادة بحثت في اجتماعها "الضجة المفعتلة التي تحاول خلالها جهات مغرضة تصوير مشكلة الاسرى على غير حقيقتها، وتحميل مسؤولية التلاعب الاسرائيلي فيها للقيادة الفلسطينية والاخ ابو مازن خصوصاً". واكدت في هذا الصدد ان موقفها من هذه القضية "مبدئي وحازم، ولن نقبل المساومة على قضية اطلاق أسرانا". واكدت القيادة ايضاً ثقتها ودعمها "ابو مازن" ورفضها "الافتراءات الكاذبة ضد شخصه ودوره الوطني، الى جانب اخوانه في الوفد المفاوض خلال المفاوضات الشاقة في واي ريفر مع حكومة اسرائيلية لا تخفي حقيقة نياتها ومواقفها ضد السلام". وعلى صعيد آخر، نددت القيادة الفلسطينية بالاعتداءات الاستيطانية المتواصلة على الاراضي الفلسطينية، واعتبرت ان "التخريب" الاستيطاني لن يكون له اي مستقبل على ارضنا الفلسطينية، وان الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن ذرة تراب من الارض الفلسطينية التي احتلت في عدوان عام 1967". وحملت الحكومة الاسرائيلية النتائج المترتبة على هذه الممارسات التي تقوم بها. واشار بيان القيادة الى الحدث التاريخي الذي جرى قبل ايام بتشغيل مطار غزة الدولي، ووجهت في هذا السياق شكر الشعب الفلسطيني وقيادته الى الرئيس حسني مبارك والعاهل المغربي الملك الحسن الثاني والعاهل الاردني الملك حسين، على الموقف القومي الذي تجسد بإرسالي هذه الدول وفوداً رفيعة المستوى للمشاركة في الاحتفالات التي جرت خلال افتتاح المؤتمر. كما قررت القيادة الفلسطينية تشكيل لجنة قيادية عليا للاعداد للزيارة التاريخية التي سيقوم بها الرئيس بيل كلينتون الى الاراضي الفلسطينية منتصف الشهر المقبل، معتبرة ان لها دلالة سياسية كبيرة ومهمة. الى ذلك، غادر عرفاتغزة امس على رأس وفد فلسطيني كبير ضم ابو مازن ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث ووزير المال في السلطة الفلسطينية محمد زهدي النشاشيبي للمشاركة في مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد غداً بمشاركة 45 دولة في واشنطن. من جهة اخرى شهدت الاراضي الفلسطينية امس تحركاً شعبياً فلسطينياً لدعم قضية اطلاق الاسرى في السجون الاسرائيلية، اذ جرت في المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة مسيرات شعبية ضمت ذوي الاسرى وفعاليات سياسية نقابية تضامناً مع الاضراب المفتوح الذي اعلنه امس المعتقلون في سجون اسرائيلية عدة. ووقعت مواجهات عنيفة في القدس بين قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال مسيرة كانت تطوف القدس ادت الى اصابة 5 متظاهرين على الاقل بالرصاص المطاط والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع. كذلك اعتقل تسعة فلسطينيين. ويتوقع تصاعد التحرك الشعبي خلال الايام المقبلة في محاولة للضغط من اجل اطلاق الاسرى الذين أثارت قضيتهم استياء شعبياً فلسطينياً بسبب المماطلة الاسرائيلية في اطلاقهم.