بدأ الرئيس اللبناني الجديد إميل لحود امس ممارسة مهماته رسمياً من قصر بعبدا. والتقى الخامسة والنصف عصراً الأمير عبدالعزيز نجل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ومستشار العاهل السعودي الخاص محمد سليمان والسفير السعودي في لبنان محمد أحمد الكحيمي يرافقهم نجل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين رفيق الحريري. ونقل الأمير عبدالعزيز الى الرئيس لحود تهنئة الملك فهد وتمنيه له بالتوفيق في عهده. وشكر الرئيس اللبناني مبادرة العاهل السعودي ووقوف المملكة العربية السعودية الدائم الى جانب لبنان وحمّله تحياته الى الملك فهد. وكان الوفد السعودي زار ايضاً الرئيس السابق الياس الهراوي ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري. تهنئة من مبارك وتلقى لحود برقية تهنئة من الرئيس المصري حسني مبارك عبّر فيها عن امله ان تشهد ولايته تحقيق الاستقرار والازدهار والتنمية للشعب اللبناني. وأكد حرصه على تكثيف علاقات التعاون القائمة في كل المجالات خدمة لمصالح البلدين المشتركة وقضايا الأمة العربية. وكان لحود التقى صباحاً، وبعيداً من كاميرات المصورين، نحو ساعة، الرئيس الحريري، الذي أوضح انهما لم يتطرقا الى الحكومة المقبلة في انتظار الانتهاء من الاستشارات الملزمة لتسمية الرئيس المكلف. وستبدأ هذه الاستشارات التاسعة صباح اليوم وتستمر الى الاولى بعد ظهر غد الجمعة، ليسمي لحود في ضوء نتائجها الرئيس المكلف بعد وضع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في صورتها. ولوحظ ان البيان الصادر عن الرئاسة في شأن الاستشارات استخدم لقب "فخامة الرئيس" بدلاً من "السيد الرئيس" الذي اتخذ بقرار في مجلس الوزراء في عهد الهراوي "لإلغاء الالقاب العثمانية". وخصص وقتاً نصف ساعة لكل من بري والحريري، وربع ساعة لكل من النواب رؤساء المجالس النيابية والحكومات السابقين ونائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، وكذلك للكتل النيابية، و10 دقائق لكل نائب. حرية الصحافة والتقى لحود وفد الاتحاد العالمي لناشري الصحف الذي ضم رئيسه بنكت براون ومديره العام تيموتي بولدينغ والزميل جبران تويني وآخرين. ونقل الوفد عنه تأكيده على اهمية دور الاعلام واحترامه له، وتأييده المطلق لحرية الصحافة والفكر والتعبير لأنها اساس الديموقراطية "ولأن لا حاكم يحكم بعدالة الا في ظل صحافة حرة تضعه في صورة الاوضاع الحقيقة للشعب وتسمح له بمعرفة معاناة الناس". وكرر بعض ما جاء في خطاب القسم علي الصعيد الداخلي وعلى مستوى العلاقة مع سورية وأزمة الشرق الاوسط ووجوب انسحاب اسرائيل من لبنان. وتناول الوجود الفلسطيني في لبنان، مجدداً رفض التوطين ومطالباً بحل دولي لهذه الازمة المستعصية التي دفع ثمنها لبنان غالياً وما زال. وشدد لحود على دور الجيل الجديد في لبنان وامكاناته لأن لا اعادة بناء على اسس سليمة في غياب عنصر الشباب. ورداً على مطالبة براون لحود بمزيد من الحرية للبنان والدول العربية والغاء قانون المطبوعات، نقل الوفد عن الرئيس تفهمه هذا المطلب وتشديده علي ضرورة "ان لا ننسى الاوضاع الاقليمية التي تفرض على لبنان هذا الوضع غير الطبيعي". واعتبر ان السلام الشامل والعادل اذا تحقق يغير الكثير من الامور في المنطقة وتالياً في لبنان مما يسمح بتحقيق ما يطالب به الاتحاد. وصدر عن رئاسة الجمهورية بيان طلب من وزارة الداخلية الايعاز الى البلديات في كل المناطق اللبنانية بإزالة الملصقات واللافتات التي رفعت منذ انتخاب لحود حتى تسلمه مهامه الدستورية، شاكراً "لجميع اللبنانيين مبادراتهم التي قاموا بها في هذه المناسبة". ووجه وزير الداخلية ميشال المر على الفور كتاباً الى جميع المحافظين والقائمقامين لترجمة بيان الرئاسة في مدة لا تتعدى الاسبوع. بري وفي المجلس النيابي، ابلغ بري النواب، خلال "لقاء الأربعاء" ان "هناك فكرة مطروحة لتشكيل حكومة مصغرة يقال انها من 16 وزيراً". وجدد موقفه بالنسبة الى موضوع الحصص داخل الحكومة، قائلاً انه ابلغ لحود "انه لا يريد اي حصة في الحكومة اذا كان غيره لا يريد"، لكنه قال ايضاً "اذا كان هناك تمثيل حزبي في الحكومة فالموضوع سيكون تبعاً لهذا الامر، لأن كل حزب سينال حصته بحسب حجمه وقاعدته". وكرر تقديره لخطاب لحود خلال قسم اليمين، وسجل فيه نقاطاً ايجابية عدة، وقال ان كلامه هو ايضاً في جلسة القسم "كان بمثابة جواب مسبق على خطابه". واجتمعت كتلة "التحرير والتنمية" النيابية برئاسة بري وتركت له "خيار اتخاذ القرار المناسب في الاستشارات النيابية وفق ما تمليه المعطيات". وعقدت كتلة "القرار الوطني" اجتماعاً برئاسة الحريري، وتوقفت "باهتمام وتقدير" امام خطاب القسم، مشيدة بما تضمنه من "تطلعات وطنية ورؤية حكيمة وما عكسه من ارادة قوية لتحقيق ما يصبو اليه اللبنانيون جميعاً من مزيد من الانجازات الوطنية وتعزيز لمؤسسات الدولة واحترام دستورها وقوانينها". ودعت القوى السياسية المختلفة والمجتمع الاهلي الى "الالتفاف حول الرئيس الجديد وما يمثله من طموحات وطنية يتجمع اللبنانيون حولها ويجمعون عليها". وأكدت ان نجاح لحود "هو مسؤولية كل المواطنين، اذ بتضافر جهود القوى الوطنية وامكاناتها معه، يستطيع لبنان تجاوز كل الصعاب نحو اهدافه بالوحدة والتقدم والازدهار". وقدرت كتلة نواب المتن الشمالي برئاسة الوزير المر "الخطاب - البرنامج" للحود، معتبرة انه "واجه في صراحة المشكلات التي تعانيها البلاد". وتعهدت "العمل بكل ما يخدم المسيرة التي اطلقها الرئيس بعناوينها والمساعدة على تنفيذ البرنامج الانقاذي". واتصل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين بالرئيس لحود وهنأاه بتوليه منصبه آملين بأن "يوفق العهد الجديد في كل ما يخدم لبنان واللبنانيين". وقال السيد محمد حسين فضل الله "لا تعطوا المسؤول مدحاً بل اعطوه نصحاً ليفتح عينيه على الحقيقة التي يبحث عنها الجميع"