تميز الاحتفال الذي شهده لبنان أمس، لمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لنيله استقلاله بحضور رئيسين للبلاد الياس الهراوي، الذي تنتهي ولايته غداً الثلثاء والعماد اميل لحود الذي يتسلم منصبه في اليوم نفسه بعد تأديته القسم الدستوري. وشهدت جادة عبدالله اليافي في بيروت العرض العسكري التقليدي الذي جاء رمزياً هذا العام نظراً للوضع الصحي للرئيس الهراوي الذي أصر على حضوره الى جانب رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري وغاب عنه العماد لحود لأسباب بروتوكولية وأناب عنه بوصفه قائداً للجيش رئيس الأركان اللواء سمير القاضي، كما حضر العرض حشد من الوزراء والنواب وممثلين عن الهيئات الديبلوماسية والنقابية. ولدى وصول الرئيس الهراوي الى الجادة تقدم برفقة وزير الدفاع محسن دلول واللواء القاضي الى نصب الجندي المجهول ووضع إكليلاً على وقع نشيدي الموت والوطني ثم توجه الرئيس الهراوي الى المنصة بالسيارة لا راجلاً ثم بدأ استعراض الألوية والوحدات والأفواج والآليات العسكرية. واستمر العرض نحو ساعة وخمس دقائق. ثم توجه الرؤساء الى قصر بعبدا حيث انضم اليهم العماد لحود وعقدوا لقاءً قبل استقبال المهنئين. وفي صالون "الاستقلال" وقف الرئيس لحود الى يمين الرئيس الهراوي والى يمينهما الرئيسين بري والحريري والرئيس السابق شارل حلو، وراحوا يستقبلون المهنئين على مدى ساعة في احتفال اقتصر على الرؤساء السابقين وبعض الوزراء والنواب والسلك الديبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية ووفد من قيادة قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوبلبنان ووفد من قيادة القوات السورية العاملة في لبنان ضم: العماد ابراهيم صافي واللواءين غازي كنعان وعزت زيدان والعميد رستم غزالة. وقطع الرئيسان الهراوي ولحود قالباً من الحلوى يمثل العلم اللبناني قبل أن يعقدا اجتماعاً دام نصف ساعة. وتلقى الهراوي برقيات تهنئة بالذكرى أبرزها من الرئيس السوري حافظ الأسد جاء فيها "بإسم الشعب العربي السوري وبإسمي أبعث الى فخامتكم والى شعب لبنان الشقيق أخلص التهاني بعيد الاستقلال. ان حبل المودة لا ينقطع، وقد امتد على امتداد عهدكم في رئاسة الجمهورية اللبنانية وجمعت بيننا شخصياً وبين سورية ولبنان روابط المحبة والإخلاص والوفاء وسنظل نذكر لكم بكل التقدير مواقفكم الوطنية والقومية، ونذكر باعتزاز ان "معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق" العام 1991 بين بلدينا الشقيقين تحمل توقيعكم الكريم، لقد تميزت سنوات رئاستكم بإنجازات عديدة وقرارات شجاعة وبتمتين أواصر الأخوة بين سورية ولبنان، فأصبحت العلاقات بين البلدين مثالاً يحتذى به. وستظل سورية في عهد خلفكم، خير خلف لخير سلف، الى جانب لبنان في كل ما يخدم مصلحته الوطنية وفي نضاله لتحرير أرضه المحتلة. وأختم بالدعاء الى الله أن يحفظكم أخاً كريماً ويمن عليكم وعلى أسرتكم بالصحة والسعادة والعمر المديد". الحريري والحكومة الجديدة ولدى مغادرته قصر بعبدا، وفي دردشة مع الصحافيين، وصف الحريري الوضع في المنطقة مع بدء تنفيذ إتفاق "واي بلانتيشين" بأنه "حساس ودقيق"، مشيراً إلى أن "لا جديد سوى ما نسمعه من الأميركيين"، ووصف جولاته الخارجية الأخيرة بأنها "في خانة التشديد على وجوب أن يكون لبنان على بيّنة مما يجري في المنطقة". وأبدى "إرتياحه للأوضاع الداخلية، لأن كل المقومات تدل على أن المرحلة المقبلة إيجابية". وكرّر، رداً على سؤال، أن "لا جديد يتعلق بالحكومة الجديدة قبل انتهاء الإستشارات والتكليف". وأكد الرئىس حسين الحسيني لدى مغادرته القصر أيضاً، أن "فتح موضوع الحكومة المقبلة قبل تسلّم الرئيس المنتخب وقبل إجراء لعمليتي الإستشارات النيابية والتكليف، فيه إساءة للقواعد الدستورية ولقيمة آراء النواب لإظهارها وكأنها شكلية". وعكس السفير الأميركي في لبنان دايفيد ساترفيلد صورة مشرقة عن لبنان، واصفاً إياه ب"المميز"، واعداً بأن "الولاياتالمتحدة الأميركية تتطلع في السنوات القليلة المقبلة إلى العمل الكثيف مع حكومة لبنان وشعبه". وتتزامن ذكرى الإستقلال مع الذكرى التاسعة لاغتيال رئيس الجمهورية رينيه معوض وقد تم وضع أكاليل أمام اللوحة التذكارية في مكان الإغتيال في محلة الظريف ومثّل الوزير ميشال إده الرئىس الهراوي، والنائب محمد عبدالحميد بيضون الرئىس بري، والوزير بهيج طبارة الرئيس الحريري. وقالت زوجة الرئىس الراحل النائبة نائلة معوض أن "الإستقلال لا يمكن أن يتحقق من دون وحدة الشعب التي هي المدخل الأساس للحفاظ على الإستقلال وبناء الأوطان".