ينتخب المجلس النيابي اللبناني، في جلسة يعقدها الخميس في 15 تشرين الاول اكتوبر الجاري، قائد الجيش العماد اميل لحود رئيساً للجمهورية خلفاً لرئيس الجمهورية الحالي الياس الهراوي الذي تنتهي ولايته في 24 تشرين الثاني "نوفمبر" المقبل، بموجب آلية اتفق عليها من خلال المشاورات التي جرت بين أركان الحكم، فور انتهاء اعمال القمة اللبنانية - السورية التي عقدت اول من امس. واذ رجّح رئيس المجلس النيابي نبيه بري امس، انعقاد الجلسة في 15 الجاري ايضاً، قال ان وصول لحود الى الرئاسة لا يعني حكماً للعسكر فهو سيكون حريصاً على الديموقراطية كما كان حريصاً على المؤسسة العسكرية. وذكّر بري بقوله ان المعركة ليست معركة رئاسة بل معركة تشكيل حكومة. وجاء كلام بري تعليقاً على كلام لوزير شؤون المهجرين وليد جنبلاط اعرب فيه عن تخوفه من "شهابية جديدة" نسبة الى حكم الرئيس الراحل فؤاد شهاب الذي كانت المخابرات نافذة خلاله. وينتظر ان يتغيب جنبلاط عن جلسات المجلس النيابي لتعديل الدستور وانتخاب لحود، مع عدد من اعضاء كتلته النيابية، حسب مصادر قريبة منه. وكانت صدرت تعليقات عدة امس على حسم خيار العماد لحود للرئاسة. راجع ص 2 ويُنتخب لحود رئيساً في اعقاب تصديق المجلس النيابي، في جلسة يعقدها الثلثاء المقبل على مشروع قانون بتعديل الفقرة الثالثة من المادة 49 من الدستور بناء لاقتراح سيتقدم به رئيس الجمهورية من مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية المنعقدة غداً في بعبدا والمخصصة لاعداد النص المقترح في هذا الخصوص، بحيث تتم ازالة شرط الاستقالة قبل سنتين، بالنسبة الى موظفي الفئة الاولى كما ينص الدستور حالياً، لمرة واحدة. واعتبرت أوساط سياسية في بيروت، توافق الرئيسين اللبناني والسوري على دعم ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية بمثابة "خطوة وقائية يُراد منها تحصين الساحة اللبنانية في مواجهة موجة من الضغوط على لبنان وسورية اضافة الى التهديدات التركية لدمشق". وزار العماد لحود صباح امس الرئيس الهراوي في لقاء مجاملة غلبت عليه الاحاديث الودية. قالت مصادر رسمية ل"الحياة" ان رئيس الجمهورية أبلغ خلفه المرتقب ان تأييد مجيئه الى سدة الرئاسة جاء "نتيجة خيار سوري - لبناني عبّرت عنه القمة الثنائية، وان ما تمناه بالنسبة اليه قد حصل...". وأكدت المصادر الرسمية ان القسم الاخير من محادثات الرئيس الهراوي مع نظيره الرئيس الاسد دار حول الاستحقاق الرئاسي، وان "الرئيس اللبناني لم يكن خارج الصورة التي جعلت من لحود أوفر المرشحين حظاً للوصول الى رئاسة الجمهورية، حتى انه اخذ المبادرة التي تلاقت مع تقدير سوري لقائد الجيش". واضافت "ان الرئيس الاسد توافق مع الرئيس الهراوي على الاشادة بالصفات التي يتمتع بها العماد لحود خصوصاً ان علاقة الاخير برئيس الجمهورية شهدت في الآونة الاخيرة تحسناً ملموساً أسهم في تطبيع العلاقة". وأشارت الى انه "كانت للرئيس السوري مداخلة أشاد فيها بالرئيس الهراوي معتبراً انه سيبقى المرجعية في المواضيع السياسية التي تهم لبنان بصرف النظر عن اي موقع سيكون فيه، مشيداً بالدور الذي لعبه ان على صعيد تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين أو بالنسبة الى ما تحقق في لبنان طوال فترة وجوده على رأس الدولة". الى ذلك، وبالنسبة الى آلية الانتخاب، في ضوء المشاورات التي جرت بين الرؤساء الياس الهراوي وبري ورفيق الحريري الموجود حالياً في المملكة العربية السعودية فور عودة الاول من دمشق، فقد تقرر دعوة مجلس الوزراء الى جلسة استثنائية تعقد في الحادية عشرة من صباح غد، لتنتهي بناء على اقتراح من رئيس الجمهورية الى صياغة مشروع القانون الرامي الى تعديل الفقرة الثالثة من المادة 49 على ان تُحال ظهراً أي فور انتهاء الجلسة الى رئاسة المجلس النيابي. ويحيل الرئيس بري مشروع القانون الى اللجان النيابية المشتركة التي قد تدعى لاجتماع مشترك يعقد الاثنين المقبل على أبعد تقدير وربما قبل ذلك، في نهاية هذا الاسبوع، من اجل النظر في المشروع تمهيداً لرفعه الى الهيئة العامة في جلسة تعقد الثلثاء المقبل بدعوة من الرئيس بري.