عبر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين امس عن عدم تأييد بلاده موقف الرئيس بيل كلينتون الداعي الى اسقاط الرئيس صدام حسين، وأعلن ان فرنسا لا تعتزم القيام بأي خطوة في هذا الاتجاه، لأنه مغاير لتقاليد الديبلوماسية الفرنسية. ولم تتخذ موسكو موقفاً واضحاً مما قاله كلينتون في شأن جهود واشنطن لدعم مجيء حكومة ديموقراطية في العراق، في حين اعتبرت لندن ان هذا البلد سيكون أفضل اذا انتهى حكم الرئيس صدام حسين. لكنها أكدت ان "تغيير القيادة في بغداد ليس مهمتنا". وأشار فيدرين في تصريحات الى اذاعة "أوروبا واحد" الى انه "ليس لدى الديبلوماسية الفرنسية تقليد يحملها على اعلان خطط تدخل في بلد آخر، واعمال من هذا النوع". وزاد: "ليس لدى فرنسا تقليد سياسي وديبلوماسي يجعلها تتصرف على غرار ما تفعله الولاياتالمتحدة، بموجب حق فوضته الى نفسها، يجعلها تعتبر انها قادرة على القول والفعل". ونفى تلميح أحد اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي الى ان فرنسا ابلغت العراق مسبقاً ان موعد الضربة الاميركية بات وشيكاً، وقال: "اعتبر ان مثل هذه الاتهامات مخجل وسخيف" داعياً "السلطات الاميركية الى تقديم توضيحات في هذا الشأن". وجدد فيدرين الموقف الفرنسي الحازم حيال العراق منبهاً الى ان "صبر المجتمع الدولي يتقلص أكثر فأكثر والاستياء يزداد، حتى في صف الدول الساعية الى رفع المعاناة عن الشعب العراقي" بسبب مواقف بغداد في تعاملها مع الاممالمتحدة. ورأى ان كلينتون اتخذ موقفاً عاقلاً بإلغائه الغارات التي كانت مقررة ضد العراق. ودعا السلطات العراقية الى "السماح لعمليات التفتيش بمواصلة سيرها حتى النهاية، بعيداً عن أي مناورات وأي قيود". وكان عضو في مجلس الشيوخ الاميركي لمح الى ان فرنسا قد تكون حذرت بغداد السبت من قصف اميركي وشيك مما دفع العراق الى تغيير موقفه في اللحظة الأخيرة. لكن السيناتور جون ماكاين جمهوري، اريزونا العضو في لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ رفض توجيه اتهام واضح. ورداً على سؤال لشبكة "اي.بي.سي" عن التقارب المذهل بين الموعد المقرر لضربة عسكرية اميركية والتراجع العراقي، قال ماكاين وقد ارتسمت ابتسامة على وجهه: "كان علينا ان نبلغ حلفاءنا ومن بينهم الفرنسيون". وعندما ألح عليه الصحافيون ان يوضح ما قاله أجاب: "لا. لا يمكنني أن أوجه مثل هذا الاتهام". الى ذلك حذرت موسكو من المبالغة في التفاؤل اثر انحسار الأزمة العراقية. واكد نائب وزير الخارجية فيكتور بوسوفاليوك ان "التوتر بمعناه الأوسع ما زال قائماً". ولم تتخذ روسيا موقفاً واضحاً من دعوة واشنطن الى تغيير النظام في العراق. وذكر بوسوفاليوك في حديث صحافي امس ان "خطر المواجهة الفورية" أزيل ولكن "ليست ثمة مبررات للهدوء". وتابع ان الأمور ستكون مرهونة بسلوك بغداد. وانضمت الحكومة البريطانية الى الادارة الاميركية في تأكيد ان العراق سيكون مكاناً أفضل اذا انتهى حكم صدام. وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت لپ"هيئة الاذاعة البريطانية" بي.بي.سي امس ان العراق ظل خلال السنوات التي خضع فيها لحكم صدام في حال حرب دائمة أو تحت الحصار الاقتصادي. وأكد ان بريطانيا تعمل مع المعارضة العراقية لكنه اضاف: "إن مهمتنا ليست تغيير القيادة في بغداد ونأمل بأن تتمكن المعارضة من كسب التأييد لها بحيث يمكن التوصل الى حكم ديموقراطي واكثر انفتاحاً في العراق".