أعرب الرئيس بوريس يلتسن امس عن "القلق حيال تطور الوضع العراقي" وقرر أن يوفد الى بغداد مبعوثه الخاص الى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية فيكتور بوسوفاليوك الذي أكد ل "الحياة" ان روسيا "ترفض سيناريوهات القوة". وفي غضون ذلك بحث الرئيس بيل كلينتون ومستشاروه مع حلفاء الولاياتالمتحدة في اجراء عسكري محتمل ضد العراق. وكرر الناطق باسم البيت الابيض ماك ماكوري ان الحل العسكري هو الخيار الاخير في حال أصر العراق على عدم التراجع عن تشدده. واكد مسؤول في البيت الابيض ان قضية مونيكا لوينسكي لم تمنع الرئيس من "المتابعة في شكل كامل الوضع للعراقي وهو جاهز للعمل بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة لحماية مصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها، ولا استبعد ان يجري اتصالات مع زعماء العالم ويجتمع مع مستشاريه لشؤون الامن القومي". تفاصيل اخرى ص5 وفي تصريح يدعم توقع موسكو بأن فرنسا لن تقف الى جانبها في حال استخدمت حق النقض الفيتو في مجلس الامن ضد قرار متشدد تجاه العراق، أعرب الرئيس جاك شيراك في نيودلهي امس عن أمله بأن توافق بغداد على قيام لجنة الاممالمتحدة لنزع اسلحة الدمار الشامل أونسكوم بتفتيش "المواقع الرئاسية". واضاف: "آمل حقاً بأن تفهم السلطات العراقية ان ثمة سبيلا آخر غير المواجهة". وقال: "نعتبر ان على العراق ان يقبل بأمانة تطبيق قرارات الاممالمتحدة، خصوصاً السماح للمفتشين بدخول المواقع المسماة رئاسية والتي يرى الكل انها ليست فى الواقع مواقع رئاسية". وأشار الى ان "فرنسا كانت شاركت بقوة، خصوصا مع روسيا فى افهام السلطات العراقية ان من مصلحتها التعاون وان ليس هناك خيار آخر... والا تعرضت بالطبع للعقوبات". واعتبر وزير الخارجية يفغيني بريماكوف ان استخدام القوة "غير مقبول وغير بناء" لحل الأزمة بين العراقوالاممالمتحدة، مشدداً على ان "كل الخطوات الاخرى في ما يتعلق بالعراق ينبغي ان تتخذ في اطار قرارات مجلس الامن وان تكون ذات طابع سياسي وديبلوماسي". وذكر الناطق الرسمي باسم الرئيس سيرغي ياسترجيمبسكي ان يلتسن بحث في التطورات الاخيرة في لقاء عقده أمس مع بريماكوف. واضاف انهما "ناقشا عدداً من الاجراءات الملموسة" لتسوية الازمة مع العراق الا انه لم يكشف عن طبيعة الاجراءات. واكد بوسوفاليوك في حديث الى "الحياة" انه سيجري محادثات مع "ممثلي القيادة العراقية" ورفض ذكر الاسماء كما لم يحدد ما اذا كان يحمل رسائل من الرئيس الروسي او وزير الخارجية الى القادة العراقيين. وشدد على ان الموقف الروسي "ينطلق من قناعة ثابتة بأن الوضع يتطلب البحث عن حلول مقبولة" للمشاكل القائمة بين بغداد واللجنة الدولية لإزالة اسلحة الدمار الشامل. لكنه تابع ان موسكو ترفض "سيناريوهات القوة" وتعتقد انها يمكن ان تعطي "مردوداً عسكرياً". وزاد ان بلاده تعتقد ان الخطوات اللاحقة يجب ان تكون سياسية وديبلوماسية وفي اطار مجلس الامن فقط". وقال بوسوفاليوك ان الرئيس يلتسن كلفه التوجه الى بغداد، في ضوء قناعة موسكو بأن "الوضع يغدو اكثر توتراً ويتطلب من كل الاطراف سلوكاً متزناً وتحلياً بالمسؤولية" من اجل تطبيعه. ومن المقرر ان يصل المبعوث الروسي الى بغداد اليوم. وفي نيويورك شدد سفير فرنسا لدى الاممالمتحدة آلان دوجاميه على ان الاولوية لفرنسا في اطار علاقة المجموعة الدولية بالعراق هي ضمان استمرار برامج المراقبة الدائمة لبرامج التسلح العراقي. وقال ان "مصلحة المجموعة الدولية تكمن في الحفاظ على الوجود الدولي في العراق" لمراقبة نشاطات التسلح و"ضمان تنفيذ" السلطات العراقية لبرامج حظر التسلح، والحفاظ على "السيطرة الحازمة" عبر المراقبة البعيدة المدى. وتجنب السفير الفرنسي انتقاد التلميح الاميركي - البريطاني باستخدام القوة العسكرية في سعي الى ابراز اهمية بقاء المفتشين الدوليين التابعين للجنة الخاصة المكلفة إزالة الاسلحة المحظورة في العراق واهمية "الجهود الدؤوبة لاقناع العراقيين" بضرورة تنفيذ قرارات الاممالمتحدة. ولمح سفير بريطانيا السيد جون وستون الى ان الجولة الديبلوماسية الاخيرة لتجنب مواجهة عسكرية مع العراق ليست بالضرورة جولة لاقناع السلطات العراقية باتخاذ مواقف بديلة وانما هي جولة ديبلوماسية بين اعضاء مجلس الامن في اطار الاستمرار في تنسيق المواقف والحفاظ على وحدة مواقف المجلس. واكد ان الموقف البريطاني متطابق مع الموقف الاميركي في المسألة العراقية منذ سبع سنوات ملمحاً الى انه في حال استخدام القوة العسكرية، لن تكون الولاياتالمتحدة بمفردها.