امتنعت اسرائيل عن التعقيب على أنباء سربت الى وسائل اعلام غربية حول تطوير الدولة العبرية أسلحة جرثومية "عرقية" تستهدف العرب وتستثني اليهود. وباستثناء إدانة أحد زعماء حركة السلام الاسرائيلية اليسارية ديدي تسوكر صناعة هذه الأسلحة التي وصفها بأنها "غير أخلاقية" التزمت الأوساط الحكومية الاسرائيلية الصمت حيال هذه المعلومات التي استندت الى مصادر عسكرية اسرائيلية واستخباراتية غربية. وذكرت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية في عددها الصادر أمس الاحد، ان اسرائيل تعكف على تطوير أسلحة بيولوجية تستطيع المس بالانسان حسب أصله العرقي. وأوضحت الصحيفة ان علماء اسرائيليين يحاولون استغلال اختراعات طبية من أجل تشخيص جينات مميزة خاصة بالعرب ويطورون وفقاً لها "مايكرو أورغانيزم" أي كائنات حية دقيقة تستطيع مهاجمة أولئك الذين يحملون هذه الجينات المميزة دون غيرهم من خلال تغيير نظام الپ"دي ان اي" داخل الخلايا البشرية. ونقل المصدر ذاته عن علماء يعملون في معهد نيس تسيونا الاسرائيلي المتخصص في صناعة الأسلحة البيولوجية والكيماوية انهم واجهوا صعوبات في تشخيص جينات مميزة للعرب بسبب انحدار اليهود والعرب من العرق السامي ذاته، فيما أشار آخرون الى أنهم تمكنوا بالفعل من تشخيص مزايا معينة في البروفيل الجيني لمجتمعات عربية معينة، خصوصاً الشعب العراقي ويتم استخدام هذه الاسلحة من خلال رشها في الهواء أو الماء. وقالت مصادر اسرائيلية ان من شأن هذه الأسلحة ان تدخل الى "عقر خندق الرئيس العراقي صدام حسين". وتصدر اسم المعهد البيولوجي المذكور عناوين الصحف الاسرائيلية قبل فترة من الزمن بعد نشر أنباء عن تعرض بعض الاسرائيليين القاطنين بالقرب من الموقع الى حالات مرضية غامضة نتيجة لتسرب مواد من المعهد الا ان المسؤولين العسكريين الاسرائيليين نفوا هذه الانباء. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية باهتمام كبير تقرير الصحيفة البريطانية التي اكدت ان تقريراً سرياً عن تطور مشروع الأسلحة العرقي الاسرائيلي وصل الى وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون في الآونة الأخيرة، وكان البنتاغون حذر العام الماضي في تقرير سري من ان في الإمكان تطوير عناصر بيولوجية عن طريق الهندسة الجينية لخلق أسلحة فتاكة جديدة. وتعتمد فكرة السلاح البيولوجي العرقي على بحث أعده عالم جنوب افريقي إبان عهد النظام العنصري في جنوب افريقيا كشف النقاب عنه خلال نقاشات لجنة التحقيق في جرائم التمييز العنصري في جنوب افريقيا. ونقلت جميع الأبحاث المتعلقة بتطوير الأسلحة البيولوجية سراً من جنوب افريقيا الى اسرائيل قبل فترة وجيزة من انهيار النظام العنصري في جنوب افريقيا خشية وقوعها بأيدي المواطنين السود. وفي الإطار ذاته جدد وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون احتفاظ اسرائيل بحقها في الرد على أي هجوم عراقي محتمل. وقال شارون في ختام لقاء عقده مع وزير التجارة الاميركي امس الاحد ان "اسرائيل تستطيع الدفاع عن نفسها وتعرف كيف تمنع المس بها".