جددت اليمن واريتريا حرصهما على فتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما وطي صفحة الماضي والتعاون في توسيع دائرة مصالحهما المشتركة و"خدمة الأمن والاستقرار والسلام في منطقة البحر الأحمر". وتبادل الرئيسان اليمني علي عبدالله صالح والاريتري اساياس افورقي الرسائل عبر مبعوثيهما امس وأول من أمس في ضوء التطورات الايجابية التي طرأت على العلاقات بين البلدين اثر تأكيد أفورقي الالتزام بتنفيذ قرار هيئة التحكيم الدولية بسيادة اليمن على مجموعة الجزر جنوبالبحر الأحمر، وفي مقدمها جزيرة حنيش الكبرى. وأبدى علي صالح تفاؤلاً بالتطبيع مع اسمرا. وتضمنت رسالة الرئيس علي صالح الى نظيره الاريتري أول من أمس، التي نقلها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالقادر باجمال تقدير اليمن إعلان الحكومة الاريترية التزامها قرار المحكمة الدولية، ورغبة صنعاء في اعادة العلاقات الى المستوى الذي كانت عليه قبل أزمة الجزر، بما في ذلك استئناف رحلات الخطوط الجوية اليمنية بين عاصمتي البلدين اعتباراً من أول من أمس. واصطحب باجمال ليل أول من أمس في رحلة العودة الى صنعاء وفداً اريترياً ضم وزير التجارة والصناعة علي سيد عبدالله ووزير الخارجية هايلي ولدي تنسائي اللذين نقلا رسالة جوابية من أفورقي للرئيس اليمني. وقالت مصادر رسمية في صنعاء لپ"الحياة" ان أفورقي أكد في رسالته التزام بلاده تنفيذ حكم هيئة التحكيم الدولية وحرصه على علاقات مع اليمن "يسودها الإخاء والتفاوض وحسن الجوار وفتح صفحة جديدة لتحقيق المصالح المشتركة وخدمة الأمن في المنطقة". وزادت ان علي صالح أبلغ الوفد الاريتري امس تقديره العميق موقف اسمرا من نتائج التحكيم، وأشار الى ان البلدين اختارا طريق السلام لما فيه خيرهما وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتطوير مسيرة العلاقات الثنائية في كل المجالات. وحضر الوزيران الاريتريان أمس احتفالاً بتخريج دفعات من الكليات العسكرية والأمنية في اليمن، أقيم في صنعاء لمناسبة ذكرى ثورة 14 تشرين الأول اكتوبر 1963 ضد الاستعمار البريطاني، في ما كان يعرف بالجنوب اليمني. ولوحظ في الاحتفال الذي حضره الرئيس علي صالح وكبار المسؤولين اليمنيين مشاركة عدد من القيادات الصومالية، في مقدمها حسين عيديد الذي يزور صنعاء في اطار الجهود التي تبذلها اليمن لإنجاح المصالحة بين الفصائل الصومالية واعادة السلام والأمن الى الصومال. واكد الرئيس علي صالح في تصريحات الى التلفزيون اليمني امس بعد استقباله الوفد الاريتري ان الرسالة التي تلقاها من أفورقي تؤكد التزام اريتريا قرار هيئة التحكيم الدولية. وأضاف ان هذا الموقف لم يكن جديداً لأن الرئيس الاريتري كان أكد له قبل نحو عشرة شهور في رسالة مماثلة ان اريتريا ملتزمة تنفيذ حكم هيئة التحكيم أياً يكن. وتابع الرئيس اليمني ان بلاده واريتريا تربطهما قواسم مشتركة، وان العلاقات ستكون "متطورة". في الإطار نفسه، أشاد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ضيف الله بقرار هيئة التحكيم واعتبر الحكم "انتصاراً ديبلوماسياً جنّب البلدين ويلات الحرب وحافظ على أمن الملاحة الدولية وسلامتها في البحر الأحمر". وقال في كلمة اثناء الاحتفال أمس ان الحكم "جاء منصفاً وعادلاً، أعاد الحق الى أصحابه بفضل حكمة القيادة اليمنية التي رفضت الإنجرار الى الحرب واختارت الطريق السلمي لحل النزاع مع اريتريا". وزاد: "نتذكر جميعاً تلك الأصوات التي كانت تدق طبول الحرب وتحاول بالمزايدة على قضايا السيادة، جر بلادنا الى هاوية، واستغلت تلك الاصوات النشاز المحنة الوطنية وقادت حملة ظالمة ضد القوات المسلحة والأمن، ونالت منها باتهام المؤسسة العسكرية بالتفريط بالسيادة الوطنية، وقللت مكانتها الوطنية ودور أبنائها في مسيرة البناء والاستقرار".